أَحَبَ الغناء منذ الطفولة، تأثر كثيرا بالوالد، انخرط في مجموعات صوتية وجمعيات ثقافية محلية، مولع بميدان السياحة والفندقة، ويحلم بإنشاء وكالة سياحية وفي نفس الوقت الذهاب بعيدا في المجال الفني.
محمد قلالي ابن الـ٢٤ ربيعا، يقطن بمدينة جانت، متحصل على بكالوريا جامعة التكوين المتواصل، وتقني سامي في الفندقة والسياحة من معهد جانت تخصص وكالات السفر.
مسيرتة الفنية انطلقت في مرحلة الابتدائي بالمجموعة الصوتية، التي صقلت موهبته في الغناء والمسرح، وتأثر بالأب صالح قلالي، الذي اشتهر محليا في سنوات الثمانينيات بتأديته لمختلف الطبوع الغنائية.
وبعد الانتقال لمرحلة المتوسط، شارك قلالي في مسابقة بين الإكماليات لانتقاء الاصوات الغنائية، منها في الطبع الانشادي، واشرفت عليها الجمعية الثقافية «امسلام» التي يرأسها ابن عم قلالي، وعن ذلك يقول «كنت من بين المتوجين، انخرطت في الجمعية وشاركت في مختلف نشاطاتها داخل وخارج جانت، ساعدتني كثيرا في انطلاقتي الفنية، وبقيت منخرطا فيها إلى غاية ٢٠٠٢. تعرفت على فنانين معروفين رافقتهم في مشاركاتهم في تظاهرات مختلفة، من بينهم الفنان أحمد ماوي، الذي شجعني كثيرا بعد حصولي على شهادة البكالوريا، وهو ابن حيي من تلاميذ الراحل عثمان بالي».
وواصل قلالي حديثه «في ٢٠٠٧ شاركت في المهرجان الولائي للأغنية الترقية، حصلت على المرتبة الثالثة، ومن ثمة اصبحت معروفا على الساحة المحلية وانشأت مجموعة غنائية تضم ٤ فنانين شباب، شاركنا في عدة حفلات وأعراس متواصلة على مدار السنة».
وعن الطابع الذي يؤديه، أوضح قلالي، أنه يؤدي الطابع الترقي إلى جانب طبوع أخرى مضيفا «أسعى دائما لإرضاء الجمهور فأدائي للطابع الترقي لا يمنعني من أداء الطبوع الغنائية الأخرى كالشاوي والقبائلي، كما اني لا أريد حصر نفسي في طبع غنائي واحد».
بإمكاني التوفيق بين الميدانين الفني والسياحي
شارك محمد قلالي مؤخرا في برنامج تشجيع المواهب الشابة بالقناة الإذاعية الثانية، وتوجها بالصعود على ركح نادي الإذاعة الوطنية الثقافي عسى مسعودي، في سهرة فنية بمناسبة الذكرى ٥٦ لتأسيس إذاعة الجزائر المكافحة، وعن ذلك يقول «أشكر فاطمة بلحاج التي ساعدتني وشجعتني على المشاركة في البرنامج، والتي كان لي معها ثنائيات في مهرجان الأغنية الترقية، وأشكر أيضا حكيم لمداني قائد كورال ايبن، الذي أعطاني الفرصة للظهور أمام الجمهور في سهرة فنية جميلة ستفيدني في مسيرتي الفنية مستقبلا».
وعن اهتمامه بميدان السياحة، أشار محمد قلالي، إلى أنه كان حلم الطفولة بعد الغناء، ويطمح حاليا لإنشاء وكالة سياحية بمساعدة العم الذي له باع طويل في هذا المجال. مضيفا «تجسيد هدف انشاء الوكالة السياحية لا يعني أني سأتخلى عن الفن، والتوفيق بين الغناء وتسيير الوكالة السياحية ممكن جدا، لأن الفصل السياحي عندنا ينطلق في أكتوبر وينتهي في ماي».
أما عن المشاريع الفنية، فكشف محمد قلالي، عن إصداره للألبوم الاول في ماي ٢٠١٣، سيكون من ٧ اغاني عنوانه «ايغيرا» أي الشوق من كلماته وألحانه.
وذكر قلالي أن المشكل الأساسي الذي يعترضه، هو نقص الهياكل الثقافية بمدينة جانت، جعلته يتدرب في أغلب الأحيان بمنزله رفقة زملائه، وهذا رغم انشاء دار الثقافة مؤخرا بتجهيزات لابأس بها، لكنها ـ حسبه ـ لم تستوعب العدد الهائل من الفنانين المقبلين عليها، بالإضافة إلى اقتصار وجود استوديو واحد للتسجيل بإمكانيات ضعيفة. داعيا وزارة الثقافة والمسؤولين المحليين إلى توفير هياكل ثقافية جديدة تلبي طلبات شباب المنطقة وتساهم في تطوير الفن بجانت، لأنه ـ كما قال قلالي ـ هناك مواهب كثيرة تنتظر الرعاية والاهتمام، والتي بإمكانها تقديم الإضافة الفنية.
وتمنى قلالي في الأخير أن تتاح له الفرصة للمشاركة في مهرجانات وطنية ودولية كتيمقاد وجميلة ولِمَ لا تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٥، موجها شكره للعائلة والجمهور الجانيتي على الدعم المتواصل وإلى جريدة «الشعب».
م.مغلاوي