تلعب جمعية شباب الامل الصواشات الرويبة دورا مهما في العمل الجواري التطوعي على مستوى بلدية الرويبة، حيث اكد جماح علي رئيس الجمعية في حوار لـ«الشعب» أنه يسعى بكل جد الى تعزيز العمل التطوّعي وتشجيع الشباب على الاندماج في المجتمع ولعب دور ايجابي وتفادي الابتعاد والدخول في الفراغ الذي يعد العدّو الأول للشباب خاصة انه يشجعهم على القيام بكل ما هو سلبي يضرهم ويضر مجتمعهم.
لم يفوّت جماح الفرصة ليؤكد خلال هذا الحوار غياب دعم السلطات المحلية والولائية رغم المجهودات الجبارة التي يقوم بها في العمل الجواري بدليل العدد الكبير من النشاطات والتظاهرات التي قام بتنظيمها رفقة الشباب المتواجد معه في الجمعية، الا ان غياب الدعم المادي يبقى النقطة السوداء التي تعرقل السير الحسن للجمعية التي ترتكز الآن على دعم المتعاطفين والمؤمنين بأهمية العمل الجواري.
^ «الشعب» متى تم إنشاء الجمعية وما الهدف منها؟
^^ جماح: جمعية شباب الامل الصواشات الرويبة هي جمعية فتية، حيث أنشاناها في 20 افريل 2017، ولها طابع بلدي لحدّ الآن نشاطنا محصور على مستوى بلدية الرويبة فقط رغم ان طموحنا كبير من اجل التوسّع أكثر والانفتاح على البلديات الأخرى، وهو الامر الذي قد يحدث خلال الفترة المقبلة ولدينا عدة أهداف من خلال انشاء هذه الجمعية، منها الأهداف الظرفية والأهداف المستقبلية أو بمعنى أصحّ الأهداف العامة التي تخدم المجتمع الجزائري والأهداف قريبة المدى والتي تكون ملموسة على ارض الواقع.
^ تركزون على العمل الجواري، كيف تنظمون المبادرات؟
^^ طبعا العمل الجواري في صلب اهتماماتنا ومن بين الاهداف التي نسعى لتحقيقها بصفة عامة هي تنمية المجتمع والعمل على رفعته وترقيته باستمرار، فمن خلال هذه الأعمال الجوارية يتمّ تطوير ما في المجتمع من خدمات ويتم المحافظة عليها، حيث أنه ينبع من رغبة الفرد الداخلية وشعوره النبيل فيخرج هذا العمل على أفضل صورة.
كما أننا نلعب دور الوسيط من خلال مساعدة غير القادرين على الحصول على الخدمات، حيث إن بعض الأفراد يفتقدون للإمكانية التي تؤهلهم لذلك ولكن من خلال العمل التطوعي، فإن المتطوعين يقدمونها لهم دون مقابل وبرحابة صدر وتحفيز الشباب على ممارسة العمل التطوّعي يكون من خلال ابراز المكاسب التي سيتحصلون عليها والتي لها علاقة مباشرة بشخصيتهم مثل اقامة العلاقات الجديدة وبناء الصداقات المختلفة، فالعمل التطوّعي يساعد التعرف أكثر على بعض الأشخاص والتواصل معهم، ما يوطّد العلاقات وتعد فرصةً ممتازةً للذين يعانون من صعوبات التواصل مع الآخرين.
كما أن العمل التطوّعي يساهم في بلورة شخصية الشباب والأفراد في المجتمع من خلال تلمسهم لحاجات مجتمعهم والتعرف على القضايا التي تخصّه عن قرب، مما يزيد من انتمائهم للوطن وزيادة قدرتهم على المشاركة الفاعلة والرسمية في الشؤون السياسية والاجتماعية.
^ ماهو عدد المنخرطين في الجمعية وكيف تتمّ عملية الانخراط؟
^^ عدد المنخرطين في الجمعية يقارب الـ1000 منخرط وهو أمر ايجابي بالنسبة لنا ونسعى لتحقيق المزيد من المنخرطين خلال الفترة المقبلة.
الانتماء الى الجمعية بالنسبة للشباب الموهوبين في بعض المجالات يعد فرصة مهمة لهم من اجل تنفيذ أفكارهم وتطبيقها على أرض الواقع والتعبير عن آرائهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم في حل المشاكل والتوصل للحلول الناجعة.
كما لا يخفى عليكم أن عدو الشباب هو الفراغ الذي لو لم يتم استثماره بطريقة ايجابية قد ينعكس سلبا على الشباب من خلال الاختلاط ببعض الفئات الظالة التي تقوم بالاستثمار السلبي في هذه الفئة، المهم وتقوم باستغلالها في تدمير المجتمع وأهم شيء نقوم به هو استثمار أوقات الفراغ عند الشباب بأشياء مفيدة ونافعة بدلاً من تفريغها في وجهات غير جيدة وإشباع رغبة الشباب في النجاح وزيادة ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على الإنجاز.
^ ماهي النشاطات التي قمتم بها وكيف تقيّمون عملكم خلال السنة الحالية التي تشارف على نهايتها؟
^^ قمنا بنشاطات كثيرة ومتنوعة بين ما هو مناسباتي وما هو يومي يعني ما نقوم به على مدار العام ومن أنشطتنا في إطار العمل الجمعوي عمليات الختان الجماعي التي نقوم من خلالها بتوزيع بعض الهدايا، وهذا كله بعد القيام بعملية التحاليل الطبية للأطفال بالتنسيق مع المستشفيات، لأن صحة الأطفال فوق كل اعتبار ولا يجب المخاطرة بها، كما شارك في تنظيم الندوات الفكرية والعلمية وزرنا المرضى عبر المستشفيات المتواجدة على مقربة منا.
تتضمن الجمعية نشاطات اخرى مثل برنامج الدخول المدرسي، حيث نقوم في هذه الفترة بتوزيع الكتب المدرسية وشبه المدرسية، أما بالنسبة لبرنامج العطل فنقوم بمجموعة من الأنشطة لفائدة الأطفال ومن بينها تنظيمنا لجلسات ترفيه على مستوى الحديقة وهناك ايضا مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وعلى غرار كل هذه النشاطات التي نزاولها هناك بعض الاعمال التي نقوم بها بشكل يومي مثل توزيع الملابس والأغطية ومرافقة العائلات المعوزة وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لهم وخلال العطلة
نقوم أيضا بتنظيم رحلات للاطفال الى بعض المرافق على مستوى العاصمة وحتى خارجها، والهدف منه هو المساهمة في تكوين شخصية الطفل بطريقة إيجابية نهدف من خلال هذه النشاطات الى رسم البسمة على وجوه الفئات المحرومة، كما نسعى لنكون واسطة بين المحسنين والمحتاجين وحتى الإدارات العمومية وهذا لتسهيل طرق التواصل بين جميع الفئات الاجتماعية ومحاربة البيروقراطية والمساهمة في العمل الخيري، كما نعمل على الحدّ من ظاهرة الأمية في وسطنا الاجتماعي وقمنا أيضا بنشاطات اخرى مثل رحلات استكشافية الى بعض ولايات الوطن كانت مخصّصة للشباب من اجل التعريف بالموروث الثقافي والسياحي التي تزخر به الجزائر وتعزيز السياحة الداخلية دون نسيان مساعدة الشباب على الاتحاق بمراكز التكوين المهني من خلال تشجيعهم على الأقدام على هذه الخطوة، وهي الالتحاق بمركز التكوين المهني لأنه خطوة مهمة بالنسبة للشباب البطل لتعلم الحرف والمهن التي يستطيعون من خلال إعالة عائلاتهم برزق حلال ومن عرق جبينهم وتنظيم مجموع من حملات التنظيف الخاصة بالبيئة، حيث قمنا رفقة الشباب المتواجد معنا بتنظيم حملات تنظيف على مستوى العديد من الأحياء وهو الأمر الذي لاقى استحسان الجميع وقمنا ايضا بتنظيم رحلات الى الهياكل والمرافق الحموية على مستوى الوطن، على غرار حمام بوحنيفية وهو الأمر الذي عرف نجاحا كبيرا خاصة انه رافقنا خلال هذه الرحلة بعض كبار السن من مراكز العجزة.
^ ماهي مكانة لوسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز دوركم الاجتماعي؟
^^ نولي اهتماما كبيرا لوسائل التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك، حيث نمتلك صفحة خاصة بنا وهي نشطة للغاية ونقوم من خلالها بالتعريف بمختلف النشاطات اليومية عبر الصور والفيديوهات والتي تلقى رواجا كبيرا وهذا من خلال التفاعل الكبير لرواد الصفحة مع هذه النشاطات.
ولا يخفى عليكم انه على غرار كل الجمعيات النشطة على المستوى الجمعوي سواء تلك التي تنشط على المستوى المحلي أو الوطني نهتم كثيرا بوسائل التواصل الاجتماعي والمراهنة على دورها الاتصالي والإعلامي الفعّال في الوصول إلى فئات واسعة من أفراد المجتمع خاصة الشباب لاستقطابه إلى العمل الجمعوي والانخراط فيه، مما عزّز كثيرا دور مختلف وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في دعم العمل الجمعوي وجعله أكثر قبولا وحضورا في المجتمع، بعدما كان الاطلاع على النشاطات الجمعوية التي تنظم للصالح العام مقتصرا على فئة معينة.
كما أن صفحة الجمعية على الفايسبوك تلقى رواجا كبيرا بالنظر الى انها تحتوي على العديد من الاخبار المهمة التي تخصّ الشباب، كما اننا نستغلها من اجل رسم البسمة من خلال العديد من الفيديوهات الهادفة التي من شأنها تأطير الشباب وتوجيههم الى العمل الايجابي داخل المجتمع.
^ من أين تحصلون على الدعم المادي لتغطية النفقات الخاصة بكل هذه النشاطات على مدار السنة؟
^^ لحد الآن لم تنحصل على أي دعم مادي من طرف السلطات المحلية او العمومية من اجل تغطية النفقات الخاصة بالنشاطات التي نقوم بها، حيث ورغم كل ما نقوم به من نشاطات مهمة وكبيرة على غرار ما قمنا به في الفاتح نوفمبر الماضي من خلال تنظيم 8 تظاهرات في يوم واحد، الا اننا لم نتحصل على أي نوع من انواع الدعم، وهو الامر الذي يحزّ في انفسنا خاصة اننا جمعية نشطة عكس الكثير من الجمعيات التي يحضر رؤساؤها التظاهرات التي تنظمها جمعيتنا ويقومون باستغلالها لصالحهم من اجل الحصول على الدعم المادي عكس ما يجب ان يحصل.
والغريب في الامر، ان السلطات المحلية للرويبة لم تقم بدعمنا لحد الآن رغم كل المجهودات التي نقوم بها من أجل خدمة المجتمع والمساهمة في اندماج الشباب في العمل الخيري والتطوعي. وفيما يخص الوسائل التي نحصل من خلالها على الدعم أؤكد ان فاعلي الخير يقومون بدعمنا من خلال توفير كل المستلزمات التي نريد وكل ما يفيد المبادرة وهو ما يعكس التلاحم بين أفراد المجتمع الجزائري الذي تعمل الجمعية ما في وسعها من أجل تكريسها قولا وعملا.