أطلقها شبـاب عـبر مـواقع التـواصل الاجتمـاعي

« مـــاتسبش» تكســب الــرواج عـبر الفضــاء الأزرق

عمار حميسي

 «فايسبوكيون» يدعون فقهاء الدين ورجال القانون للانخراط في الحملة

أضحى الالتزام بالأخلاق عماد المجتمع و مرآة عاكسة لمدى تطور المجتمعات و البلدان خاصة ان المجتمع في أي بلد هو أهم ركيزة يتم عليها بناء القيم التي يتشبع بها الأطفال، الشباب. و هو ما ينعكس إيجابا على هذا البلد و العكس صحيح. فكلما استشرى الفساد الأخلاقي في المجتمع تراجعت القيم و هو ما ينعكس سلبا على البلد حيث تصبح الرشوة و المحسوبية هما الأساس في التعامل و هو العامل الذي يؤدي إلى تراجع سمعة البلدان و المجتمعات .
في هذا الإطار، أطلقت مجموعة من الشباب حملة على «الفايسبوك»، تدعو إلى تفادي السب و الشتم في الأماكن العمومية التي تعرف تواجدا مكثفا للعائلات حيث سميت «ماتسبش» وعرفت الرواج خلال  موسم الاصطياف وبعده،حيث استحسن العديد من المتابعين تأثيرها  القوي على الساكنة.
واتضح من رواد الحملة ،ان الكثير من الشباب، لم يعودوا  في وضعية الطليق،يتفوهون بعبارات نابية وغير اخلاقية ،ما يجعل العائلات و مرتادي الأماكن العمومية في حرج كبير.
يبدو أن أيادي الحراك الشعبي والرغبة في تطوير المجتمع وترقيته ومنحه وجها آخر قد بدأت تستشري في المجتمع حيث تجددت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو الشباب لتفادي الكلمات البذيئة والسب والشتم وقد حملت تسمية «ماتسبش» لوضع حد لهذه الظاهرة المسيئة والمشينة التي تشوه الأماكن العمومية وتحرم حتى العائلات من الخروج والتجوال.وهي حملة اشبه بما ردد ويردد»نترباو قاع».
و كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قد  انتهزوا فرصة العطلة الصيفية حيث تخرج العائلات للتجوال والاستجمام على شاطئ البحر والغابات لإطلاق حملة في أوساط الشباب يدعونهم من خلالها للامتناع عن سب الذات الإلهية. هذا النوع من الشتائم هو الأكثر انتشارا في المجتمع ،يتسبب في جدالات وشجارات يومية، حتى إن بعض العائلات تمتنع عن التردد على الأماكن العمومية تفاديا لمثل هذه الصراعات والصراخات.
تأتي حملة «ماتسبش» التي حظيت بترحيب واسع من الجنسين الشباب والفتيات تزامنا مع الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فيفري الماضي. وقد أراد الشباب أن يكون الحراك على مستويات عدة ويشمل تغييرات جذرية،  بدءا من واجهة المدن والأحياء والاهتمام بتنظيفها وصولا لتغيير سلوكيات الأفراد والرقي بها.
 وقد أبدى العديد من «الفايسبوكيين»، ترحيبهم بالحملة وانضموا إليها سواء من خلال مشاركة المنشور أم توزيع أوراق وقصاصات في الشوارع والطرقات ومحطات الحافلات يدعون للابتعاد عن هذه الخصلة المشينة والبعض منهم التقط صورا يحمل فيها شعار الحملة معتزمين تعميمها وذلك بتوزيع بعض الأوراق التي تحمل الشعار على المتظاهرين خلال خروجهم في مسيرات الجمعة السلمية.
وكتب أحد الشباب تعليقا على الحدث: « لقد تأخرت هذه الحملة كثيرا فقد أصبحت مثل هذه الكلمات البذيئة تطرق الآذان في كل مكان لكن هذا لا يهم بل الأهم هو تفعيل المواد القانونية وإنزال عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه التطاول على الله وسبه «.
  بينما دعت إحدى السيدات لضرورة مواصلتها مع الدخول الاجتماعي قائلة ان الحملة  لا بد أن تشمل المدارس والثانويات وحتى الجامعات باعتبار هذه المؤسسات  المركز الأهم لاحتضان هذه السلوكيات وترسيخ قيمها في مجتمعنا.
 في الوقت الذي نصح فيها الشباب مطلقو هذه الحملة لعدم الاكتفاء بمواقع التواصل الاجتماعي والنزول للميدان كالأسواق والملاعب لنصح الفتيان بل وحتى الشابات أيضا وتحذيرهن من انعكاسات هذا السلوك المشين.
وطالب الفايسبوكيون، رجال الدين من الدعاة والأئمة التجاوب مع  الحملة واستغلال منابر المساجد لنصح الشباب على الاعتدال والتحلي بالأخلاق. وكذا تخصيص خطب كامل لكشف خطورة هذه الظاهرة بالاستشهاد بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وحثهم على التخلي عنه لكونه من أعظم الكبائر والمنكرات الواجب محاربتها وإظهار حكم وعقوبة المقدم على التفوه بمثل هذه الشتائم والتطاول على الذات الإلهية خصوصا.
وذكر الفايسبوكيون ، بالفتاوى والنصوص الشرعية  التي توضح بأن المقدم على مثل هذا التصرف لابد أن يستتاب ولابد من تعزيره وهو أمر لا يعرفه غالبية الشباب ويحسبونه أمرا هينا فيتمادون فيه.
من جهتنا نرى ضرورة إرفاق هذه الحملة بتدخلات لمحامين وحقوقيين حتى يكشفوا العقوبات التي حددها المشرع الجزائري لمرتكبي مثل هذه الأفعال .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024