حول الرسام عبد الحق ضيف جدران حي منزل الأبطال ببلدية عزابة، ولاية سكيكدة، إلى واجهة يواكب من خلالها عبر رسوماته جميع التحولات الاجتماعية والسياسية التي تعرفها الجزائر.
تفنن عبد الحق في رسم مشاهد للحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي حيث جسد أهم مميزات وخصائص هذا الحراك حيث نجد مثلا لوحة «نظرة إلى الأفق» التي تجسد ملمح وجهين يتأملان، والأولى تتشح في الرأس بالعلم الجزائري، والثانية تكتفي بالنظر نحو الأمام، أي الآتي والمستقبل من دون نطق أو تعبير، بل إن النظرة الصامتة أصدق تعبيرا عن كل الرفض الجزائري للوضع السياسي والاجتماعي.. مع خلفية للون الأزرق الذي يحيل على الهدوء والحكمة والسلم، بمعنى أن الثورة السلمية هي التي ستحقق آمال النظرة المستقبلية.
وإلى جانب هذه اللوحة نجد لوحة «إلى بر الأمان»، وفيها نجد ملامح رجل جزائري موشح بالراية الوطنية (الثورة المباركة، التاريخ المجيد، جزائر الشهداء…) متمسكا بشجرة الأرض/الوطن، ويتجه نحو الأمام باحثا عن ميزان العدل، ومشاهد العدالة التي تعانق الميزان ودلالاته ورمزياته، التي تمتلك أدوات تجسيد دولة القانون ومواجهة الفساد وحصار العصابة التي أسهمت في دمار الوطن وخرابه.
أبدع الفنان ضيف عبد الحق لوحة الصراخ، وهي تجسد ملامح مجموعة من الشباب الجزائري يصرخ في وجه من خانه وسرقه ونهبه، في سيطرة للون الأسود للدلالة على الخراب والانهيار والضياع والموت…
وبعد الانتصارات والأفراح التي حققها المنتخب الوطني لكرة القدم أنجز الرسام لوحة تجسد ارتباط «الفنك» بكأس إفريقيا، مع ملامح الفرح، لكي يقول بأن الجزائر تحتضن الكأس وستواصل انتصاراتها وسيطرتها الإفريقية مستقبلا، بعزيمة الرجال.
في رسم يقدم الفنان سفينة بحرية وعليها الراية الوطنية، كناية عن قرب المنطقة من الشواطئ، علما أن منطقة عزابة وحي منزل الأبطال قريبة من شواطئ قرباز والمرسى بسكيكدة وشواطئ شطايبي وسرايدي وغيرها بعنابة، واللوحة جميلة تقدم الواجهة السياحية للمنطقة.