على الشباب التّحرّر من اليأس وصنع مصيره بتحدّ
يعتبر الشاب أيوب يلوز ابن مدينة وادي الطاقة بولاية باتنة، من بين المواهب الشابة بعاصمة الاوراس، من مواليد 1998، متحصّل على شهادتي بكالوريا لسنتين متتاليتين 2016 و2017 ، اختار دراسة تخصص الأدب العربي، بكلية اللغة والأدب العربي والفنون بجامعة الحاج لخضر باتنة 01 ، كما أنّه ناشط جمعوي وإعلامي يعشق كتابة الشعر والخواطر. «الشعب» ارتأت تسليط الضوء عليه خلال هذا العدد من «شباب بلادي».
بدأت تظهر موهبة الكتابة لدى المتحدث لـ «الشعب» أيوب يلوز، في الأجناس الأدبية مع بداية إصدار مجلة بمتوسطة الشهيد عزوي مدور، التي كان أحد أنجح تلامذتها، وبشكل ملفت وواضح واستمرت إلى غاية الطور الثانوي أين أصدرت باكورة أعماله وسنه لا يتجاوز 17 سنة والموسومة «بصمات».
يكشف لنا الشاب الموهبة أيوب وهو أحد القرّاء الأوفياء لجريدة «الشعب»، عن مشاركته في عدة معارض وطنية ودولية للكتاب وحتى في ندواتها المنظمة، أما عن المسابقات الثقافية والأدبية فتميزت مشاركته في مسابقة إبداع العربية بمصر، والتي احتل بموجبها المرتبة الثالثة ومسابقة مهرجان الشباب والتي افتك فيها المرتبة الأولى لمرتين في طبعتين، هذا كله في الشعر، كما تحصّل على جائزة ولائية في ميدان التاريخ وأخرى في ميدان البيئة لما كان طالبا بالثانوية.
تأسّف أيوب لما آل إليه النشاط الجمعوي، مؤكدا أنه كان فاعلا في العديد من الجمعيات الثقافية والخيرية، لكن سرعان ما خاب ظنه فيها، لأن أغلبها - حسبه - ابتزازية ولا تخدم الأهداف الحقيقية، وهي مجرد غطاء لمصالح ضيقة وشخصية يضيف أيوب، الأمر الذي جعله يستقيل من أغلبها.
كما ترأّس نادي «ثازيري للشعر والأدب» بجمعية «الدنيا بخير»، وتنظيمه لطبعتين من ملتقى وطني للشعر والأدب والعمل على التوعية الاجتماعية، وحاليا هو عضو بجمعية «شروق»، والتي يترأسها الدكتور طارق ثابت والتي يعتبرها المدرسة التي يعود إليها الشرف في تكوينه.
وعن مشاركاته خارج الوطن، أشار إلى ملتقى «تاسكا» الدولي بحر ايجه بأزمير بدولة تركيا، بمداخلة كانت موسومة بـ «المنظومة الإعلامية وعلاقتها بالتعليم والتنمية»، وتوج في الحفل الختامي للمؤتمر بدرع أصغر باحث، الأمر الذي زاد من رغبته في النجاح والمضي قدما، فهو يحلم ببلوغ «أعلى درجات العلم» وأن يكون «إعلاميا متميزا» وكاتبا يحمل هموم الأمة وإنسان لا يفكر في حيز مغلق.
الشباب المبدع يحتاج لاهتمام صادق من وزارة الثّقافة
ولتحقيق هذا النجاح، واجهت أيوب مشاكل وعراقيل لخصها في عدم تقدير الموهبة والإبداع في الجزائر، قائلا ان الطريق صعب للغاية، خاصة لمن اختار التضحية بالنفس والنفيس لبلوغ الأهداف المسطرة، غير أنّ تطلّعه للوصول لما وصل إليه مجموعة من الأدباء والكتب والشعراء جعلهم لا ييأس ويبذل المزيد من الجهود، خاصة وأن مثله الأعلى الروائية ربيعة جلطي والشاعر طارق ثابت وفيصل لحمر وعلي ملاح وغيرهم ممّن تميّزوا في مسيرتهم الأدبية.
ويواجه أيوب نداء للشباب البطال يدعوه لعدم المبالغة في انتظار الحلول إلى حين أن تبادر الدولة بل يجب إيجاد البدائل حسب الكفاءات التي يحملها الفرد، وأن يطور نفسه ومؤهلاته في مؤسسات خاصة لبناء مشاريع استثمارية، كما يجب التركيز على المقاولاتية الشبانية، بدلا من اختيار «الطريق المظلم» وهو الحرقة، والتي حان الوقت لمعالجتها من طرف الجميع والدولة بطريقة جذرية، كما يجب أيضا أن يعلم الشباب وعن دراية أن الحياة ما وراء الضفة أيضا لا تختلف عن الجزائر كثيرا، فالمعاناة من أجل تحقيق الذات موجودة ومستمرة والاضطهاد والتسول، وغيرها من الأمور ستكون مرادفا لهروبهم من الجزائر.
ويتأسّف محدّثنا لعدم اهتمام وزارة الثقافة بالمواهب الشابة، حيث كشف محدثنا عن تطلعه لدعمها له في مرات عدة، مشيرا إلى أن برامج الوزارة محتكرة من طرف وجوه فنية ومواهب معينة لا غير تنشط على مستوى العاصمة فقط.
ويختم ضيفنا لقاءنا به بالإشادة بدور «عميدة الجرائد الجزائرية» الشعب» التي قال بشأنها أنّها: «عودتنا في كل مرة بمبادرات مهمة نجد فيها فضاءا للتعبير كمثل هذه الصفحة التي هي مساحة يتطلّع من خلالها المسؤول على هموم وتطلعات شباب الجزائر ما تدفعه للتحرك أحيانا، كما هي أيضا فرصة لاكتشاف المواهب والإبداع، وما يختزن في العقول والصدور من أفكار بناء وإنماء وروح وطنية لا تقدّر بثمن».