مصعب غربي، شاب جزائري متعدد المواهب لـ «الشعب»:

« لم أجد الدعم اللازم لمواصلة مشواري في رياضة الكاراتي دو»

عمار حميسي

مصعب غربي .. شاب جزائري متعدد المواهب فتح قلبه لركن «شباب بلادي « خلال حلوله ضيفا على جريدة «الشعب» ليتحدث عن احلامه و طموحاته واخفاقاته و نجاحاته و بكثير من التفاؤل يرى المستقبل رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته في مسيرته سواء كرياضي أو كفاعل في المجتمع من خلال جمعيته «قسنطينة تقرأ» التي عرفت نجاحا كبيرا ...لم يكن من السهل عليه البقاء واقفا امام التحديات و الصعوبات التي واجهته لولا ايمانه الشديد بالوطن، مؤكدا استعداده للتضحية من أجله رغم انه لم يمنحه كل شيء لكن منحه أهم شيء وهو الانتماء الى بلد المليون و نصف المليون شهيد .
الحديث مع مصعب كان شيقا للغاية و تشعب الى عديد الامور التي كان له فيها رأي يعكس قيمة الشاب الجزائري الغيور عن وطنه على غرار حديثه بحسرة كبيرة عن «الحراقة» الذين يغامرون بحياتهم من اجل الوصول الى الضفة الاخرى دون نسيان اعجابه الكبير بفئة من الشباب فضلت البقاء رغم غياب الظروف المناسبة لهم، إلا أنهم أبوا ان يغامروا بحياتهم من أجل السراب.
لم يكن من السهل على مصعب تفويت فرصة الحديث عن اهمية وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في شهرته و فتحت له ابواب التعرف على العديد من الاصدقاء حيث اكد ان هذه الخاصية أي «الفايسبوك» لديها الكثير من الايجابيات التي قد تساعد على نمو و تطور المجتمع نحو الافضل مبديا انزعاجه ورفضه للاستغلال السيء من طرف البعض الذين يستغلونه من اجل التشهير بالبعض و زرع الشك واليأس وسط الشباب وايهامهم بغياب الامل في الجزائر.

« رياضة الكاراتي .. تحوّل الحلم إلى وهم»

كان مصعب غربي من الميالين الى الرياضات القتالية خاصة الكاراتي حيث قال في هذا الخصوص « كنت أحب ممارسة الرياضة منذ الصغر حيث لقيت التشجيع من طرف العائلة التي شجعتني على ممارسة الرياضة من خلال اختيار رياضة معينة من اجل ممارسته ووقع اختياري على رياضة الكاراتي التي كنت احبها كثيرا منذ الصغر و كنت شغوفا بممارستها و انتظرت اللحظة المناسبة لدخول المجال الرياضي من خلال هذه الرياضة و هو ما حدث حيث بدأت بممارستها منذ الصغر و هو الامر الذي منحني الكثير من القوة فيما بعد خاصة انني حققت العديد من النجاحات بعد ان تدرجت في مختلف الاصناف للوصول الى صنف الاكابر» .
 استطاع مصعب من تحقيق الكثير من المكاسب الرياضية في وقت قصير حيث قال: «لم  يكن من السهل تحقيق العديد من المكاسب المهمة في وقت قصير لولا الارادة التي صنعت الفارق في وقت قصير حيث استطعت اجتياز اختبار حزام اسود درجة اولى في 2011 ثم حزام اسود درجة ثانية في 2014 و هذا الامر لم يكن من السهل تحقيقه لولا انني كنت اعمل باتقان و تفان كبيرين في التدريبات من اجل الوصول الى هذا المستوى» .
 رغم انه حقق الكثير من المكاسب إلا ان مصعب لم يصل الى مستوى المنتخب الوطني حيث قال: « لم يكن من السهل الوصول الى المنتخب الوطني لأنني لم اكن انتمي الى فريق أو نادي و انما الى جمعية رياضية و اعتقد انني كنت استطيع الوصول الى المنتخب الوطني لو لقيت العناية اللازمة التي تسمح لي بالوصول الى هذا المستوى».
دخل مصعب غربي عالم التدريب رغبة منه في ايصال المستوى الذي وصل اليه الى الجيل الصاعد حيث قال: « دخولي الى عالم تدريب رياضة الكاراتي كان في 2015 حيث بدأت اعمل بجد و اجتهاد و أؤكد لكم أنني حققت الكثير من المكاسب الرياضية و خاصة رضا الجيل الصاعد حيث لم اجد صعوبة في التعامل مع الرياضيين الصاعدين في هذا المجال بل بالعكس لقد نالت طريقتي في العمل اعجباهم الكبير و هو ما زاد من حبهم لرياضة الكاراتي و هو الهدف الذي كنت أطمح اليه».  
تحدث مصعب غربي بكثير من الحسرة حول مستقبله في هذه الرياضة حيث قال: «لقد كانت أحلامي كبيرة في رياضة الكاراتي، لكنها تبخرت لأنني لم اجد الدعم اللازم، اضافة الى ان العديد من القائمين على هذه الرياضة لا يعطون اهمية لشباب الولايات الداخلية حيث يتواجد العديد من المواهب في هذه الرياضة في العديد من الولايات، لكن نهايتهم كانت مشابهة لما حدث لي حيث غادروها بقلب مليء بالحزن لأنهم لم يجدوا الدعم اللازم «.

«المرافق الشبانية غائبة في بلدتي»

اعترف مصعب غربي ابن مدينة عين عبيد ان شبان هذه الاخيرة يعانون الكثير من المشاكل التي اثرت عليهم منها غياب المرافق حيث قال: « بلدة عين عبيد مليئة بالمواهب في مختلف المجالات، لكن غياب الدعم و الاعانة حال دون بروزهم و هو الامر الذي فتح الباب امام الافات الاجتماعية لتغزو المنطقة و المرافق الرياضية غير موجودة بتاتا رغم تواجد مركب رياضي، إلا انه غير مستغل بطريقة جيدة بالنظر الى غياب التظاهرات الرياضية والفنية وهو الأمر الذي جعل الآفات الاجتماعية تغزو المنطقة مستغلة حالة الفراغ الرهيب الذي يعيشه الشباب «.

مقهى أدبي حلم يراودني

يريد مصعب غربي تجسيد العديد من الاحلام في بلدته من اجل المساهمة في القضاء على الظواهر الاجتماعية السيئة التي غزت المنطقة مستغلة الفراغ الرهيب الذي يعيشه الشباب حيث قال في هذا الخصوص « طموحي كبير من اجل المساهمة في اخراج المنطقة من السلبية الى الايجابية و لا اخفي عليكم أنني أفكر في مشروع مهم حلمي تجسيده على أرض الواقع و هو انشاء مقهى ادبي في مدينة عين عبيد تكون ملتقى المثقفين خاصة بتوفر الدعم اللازم هذا المشروع سيرى النور، لكن حاليا المشروع مجرد فكرة فقط و تجسيده على ارض الواقع يتطلب العديد من الامكانيات التي لا أتوفر عليها و استغل الفرص لأوجه ندائي الى السلطات المعنية من اجل تجسيد هذا المشروع الراقي على ارض الواقع خاصة انه سيساهم في تنقية ذهن الشباب من الافكار السيئة و السلبية و التي تأخذهم الى طريق الرذيلة من خلال اشراكهم في هذا المشروع الراقي « .

«الحرقة» ليست  حلا

تحدث مصعب غربي عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أو «الحرقة» حيث اكد ان الحل يكمن في ملء الفراغ بطريقة ايجابية في ظل معاناة العديد من الشباب من فراغ رهيب يؤدي بهم للتفكير في الهجرة بعد ان يقعوا فريسة في يد شبكات تهريب البشر حيث قال: « الشباب الجزائري ومع الأسف يعيش حالة من الارتباك والضياع فلا طموحات كبيرة تراوده في ظل قوقعة الفراغ القاتل والبطالة الخانقة فالشباب هم عماد الأمة فهم بمثابة الركيزة التي تستند عليها الدولة للنهوض والرقي في شتى المجالات، إلا أن الكثير من الشبان لازالت تراودهم أفكار «الحرقة» والهروب إلى الضفة الأخرى في «قوارب الموت» في ظل انعدام فرص العمل والفقر المدقع «.
 لا يولي الشباب كثيرا اهمية للعلم و المعرفة حيث قال مصعب « مع الأسف لا يولي الشباب اهتماما كبيرا بالتحصيل العلمي وتطوير معارفه العلمية لذلك تغلق في وجوههم الأبواب تماما خاصة وأن العلم سلاح تلك الفكرة التي تلاشت من عقول الكثيرين وحل محلها التسرب المدرسي الذي يعصف بالمدرسة الجزائرية فنرى مراهقون يختارون طريق الضياع على حساب المستقبل وقد حاولت سؤال البعض والاستفسار عن سبب سلوكهم هذا الطريق وكانت إجابتهم متباينة فبعضهم ألقى باللوم على نوعية التعليم و «عقلية» بعض الأساتذة التي لا تزال لا تواكب العصر الحالي أما أغلبهم فقد أرجع الأمر للمشاكل العائلية المختلفة التي يعيشها المراهق فتجده يلجأ لمختلف الوسائل المهلكة كالأنترنت التي تحوّلت إلى أداة تهديم من أجل قتل الوقت والقضاء على ذلك الشعور الذي يؤرقه فيودي بنفسه للهلاك الأكبر ومع توالي الأيام يصبح المراهق شابا يافعا ويصطدم بواقع أمّر يدفعه إلى «قوارب الموت» ومختلف الآفات الاجتماعية على غرار المخدرات لاسيما و أن العائلة غاب دورها التربوي وحل محله اللهث وراء التوازن المادي وجلب لقمة العيش فالماديات طغت على الأخلاقيات في زمننا هذا «.
  طالب مصعب بضرورة استغلال الطاقات الشبانية بطريقة جيدة حيث قال: « الطاقات الشبانية كبيرة و رؤيتها في هذه الصورة المروعة التي نشاهدها يوميا أمر مفزع و يدل ان هناك خطأ ما يحدث لهذا من الضروري استغلال هذه الطاقات الشبانية بطريقة جيدة و أؤكد لكم بحكم أنني زرت العديد من مناطق الوطن ان الطاقات الشابة موجودة، لكنها مع الاسف غير مستغلة بطريقة ايجابية تسمح لها بالمساهمة في رقي المجتمع و تطور البلد، لكن العكس هو الذي يحدث حيث يتم استنزاف الطاقات الشابة في أمور غير مهمة و هو ما يجعلها تميل نحو السلبية في كل شيء حتى في معاملاتها وهو ما تعكسه طريقة الكلام و التفكير لما في داخل الشاب الجزائري  الذي يحب وطنه» .

أين هو دور مديرية الشباب بوزارة الرياضة؟

تساءل مصعب غربي عن دور مديرية الشباب على مستوى وزارة الشباب و الرياضة في موضوع الهجرة غير الشرعية خاصة انها مطالبة بمرافقة الشباب حيث قال: « غريب ما يحدث خاصة عندما نتساءل عن دور مديرية الشباب على مستوى وزارة الشباب و الرياضة التي تعمل في فصل الصيف فقط من خلال تنظيم المهرجانات التي لا يوجد لها أي اهمية و اهمال دورها الاساسي في مرافق الشباب بصفة يومية خاصة الفئة التي لا يوجد لديها عمل تعاني من فراغ رهيب و هذا من خلال خلق نشاطات شبانية و جوارية و عدم الانتظار الى غاية فصل الصيف من اجل برمجة التظاهرات الفنية التي لا تسمن و لا تغني من جوع فالشاب الجزائري يبحث عن أي شيء يملء به الفراغ الذي يعاني منه يوميا و لا يجب الاهتمام فقط بالنشاطات و المهرجانات التي تركز على الرقص فقط في حين ان اهتمامات الشباب اكبر من هذا بكثير « .
كما تساءل غربي عن غياب دور الشباب حيث قال: « دور الشباب منتشرة عبر كل القطر الجزائري لكنها مجرد هياكل فقط لا روح فيها و الروح التي اقصدها هي الشباب و من غير المعقول ان دور الشباب تغلق ابوابها على الرابعة مساءً و اين يذهب الشباب في الفترة التي تلي هذا الوقت و دور الشباب في البلدان المجاورة تبقى مفتوحة الى غاية ساعة متاخرة من الليل من اجل استغلال الطاقات الشبانية بطريقة جيدة « .

«الفايسبوك .. ايجابياته كثيرة لكن هناك من يرّكز على السّلبيات »

نوّه مصعب غربي بالفايسبوك مؤكدا انه وسيلة مهمة للتواصل الاجتماعي حيث قال: «نجاحي في مجال الادب من خلال «قسنطينة تقرأ» كان بفضل الفايسبوك الذي فتح امامي ابواب التألق و البروز وهو ما يؤكد ان هذه الوسيلة مهمة من حيث التواصل بين الافراد خاصة انها سمحت لي بتكوين العديد من الصداقات عبر الوطن وحتى خارجه وهوما جعلني أميل الى استغلالها بكثرة « .
  لم يفوت غربي الفرصة ليندد بالاستغلال السيء للفايسبوك حيث قال: « كل واحد و طبعه هناك من يبحث عن الرقي وهناك من يبحث عن الانحدار و الوقوع في فخ الرذيلة وهنا اندد بالتشهير و القذف من خلال الفايسبوك الذي يبقى وسيلة جيدة للتواصل ان استغلت بطريقة جيدة».

« أدعو الشباب للمشاركة في الاستحقاقات السياسية»

انتهز الشاب مصعب غربي الفرصة من اجل مطالبة الشباب بالمشاركة في الاستحقاقات السياسية حيث قال: « الجزائر على ابواب حدث مهم و هو الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 18 افريل المقبل حيث استغل الفرصة من اجل مطالبة الشباب بالمشاركة بقوة لانجاح هذا العرس الديمقراطي الذي تقبل عليه بلادنا و تفادي الوقوع في فخ من يحبط المعنويات من خلال عبارات التشكيك و التشاؤم حول المستقبل «  

«أشكر جريدة «الشعب» على دعمها المعنوي لي»

عبر مصعب غربي عن سعادته بزيارة مقر جريدة «الشعب» حيث قال: « جريدة «الشعب» من الجرائد الرائدة في مجال الصحافة المكتوبة في الجزائر دون نسيان تاريخها العريق بحكم انها اول جريدة ناطقة باللغة العربية تم انشاؤها بعد الاستقلال و تواجدي بمقر هذه الجريدة العريقة امر يشرفني و يحفزني، كما أشكر القائمين على هذه الجريدة لدعمهم المعنوي لي و تشجيعي على القيام بالعديد من المبادرات الشبانية الهادفة في المستقبل خدمة لوطني وأبناء بلدي »

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024