يقبل الشباب خلال فصل الشتاء على قاعات تقوية العضلات او ما يسمى «كمال الأجسام» من اجل الحصول على جسم رشيق يتباهى به صاحبه يؤمنه من أي داء أو تعب حيث يتزايد الاقبال على هذه الرياضة بالنظر الى قدرة الجسم على تناول المأكولات بكمية كبيرة عكس فصل الصيف الذي يعرف ميول الجسم الى شرب السوائل بكثرة لمواجهة العطش بسبب الحرارة . «الشعب» تقف عند هذا المشهد الرياضي الجدير بالكتابة عنه ورصد أبعاده وأهميته للشباب والرياضة عموما.
«الشعب» قامت بجولة استطلاعية لبعض قاعات رياضة كمال الأجسام بالعاصمة لجس نبض شباب يمارس هذه الرياضة مستفسرة عن أسباب القيام بها في هذه الفترة، منتهزة الفرصة للتحذير من مخاطر تنازل المقويات و الهرمونات المقلدة التي تضر بصحة الإنسان وتجعله عرضة للأخطار.
تشهد مختلف القاعات الرياضية المغلقة إقبالا كبيرا من الشباب خلال هذه الفترة من السنة بهدف ممارسة الرياضة والاستمتاع بأوقات الفراغ والتسجيل بألعاب مختلفة داخل هذه الفضاءات حيث تقدم عروض متنوعة لاستقطاب الشباب منها التسجيل لعدة أشهر والحصول على شهر إضافي وغيرها من العروض الترويجية الأخرى .
تتيح قاعات كمال الاجسام الفرصة أمام المشتركين للاستفادة من باقي الخدمات التي تقدمها مثل «حمام البخار» و «الساونا»، إضافة إلى ألعاب رياضية على الأجهزة المتعددة داخل هذه القاعات.
يجد عدد من الشباب أن قاعات كمال الاجسام أصبحت الوجهة المفضلة لديهم خاصة بعد النجاح الذي حققته بكثرة المشتركين واستمرار توافدهم للتسجيل يوميا فيها. وهو ما يعتبر أمرا إيجابيا في استغلال الطاقات الشبابية بما ينفعهم من ممارسة الرياضة بدلا من هدر الطاقات في أمور أخرى لا تنفع.
شهدت قاعات تقوية العضلات إقبالاً ملحوظاً من الشباب خلال الفترة الماضية حيث استغل كثير من الشباب دخول فصل الشتاء في إنقاص الوزن والقيام بتمارين اللياقة البدنية للحصول على جسم مثالي يتباهون به خلال فصل الصيف على شواطئ البحر.
تنافس العديد من القاعات الخاصة في تقديم عروض متميزة لجذب الشباب تتضمّن تخفيضات وبرامج إرشادية مجانية للغذاء الصحي والمساعدة في إنقاص الوزن، فضلاً عن استفادة المشتركين من باقي الخدمات الأخرى التي تقدّمها، مثل حمّام البخار وممارسة بعض الألعاب المجانية للترفيه عن النفس . وهذه شهادات حيّة ننقلها من عين المكان.
@ محمد، مدرب بقاعة لتقوية العضلات بالشراقة قال لـ: «الشعب» «أن نسبة الإقبال على قاعات تقوية العضلات خلال فترة الشتاء وصلت إلى 50% بالمقارنة بباقي فصول السنة وأرجع السبب إلى الفراغ الكبير الذي يعاني منه الشباب، فضلاً عن العروض المتميزة والتخفيضات التي طرحتها القاعات لاستقطاب أكبر عدد من الشباب». أشار محمد إلى أن قاعات كمال الاجسام شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً كبيراً في الأجهزة الرياضية فضلاً عن الاستعانة بخبراء في التغذية وبناء الأجسام.
وواصل المدرب محمد الحاصل على شهادات دولية في مجال كمال الأجسام وشارك ببطولات مختلفة بقوله ان هناك شباب كثيرين يتوافدون يوميا على قاعات تقوية العضلات وهو مؤشر إيجابي ويؤكد على انتشار هذه الرياضة المفيدة بين المجتمع الذي أصبحت لديه معرفة وخبرة في رياضة كمال الأجسام. يرافق المدرب الوافد الجديد للقاعة، بحسب محمد الذي قال: «هناك نصائح مختلفة نقدمها للمشتركين الجدد في وجوب الاشتراك مع مدربين لمعرفة ما يترتب عليهم عمله خلال فترة الاشتراك مثل الحصول على جدول يناسب جسم كل مشترك إن أراد تخسيس وزن أو بناء جسم وعضلات وعليه يتم توجيه المشتركين للتمرين الصحيح والمناسب لهم».
أما فيما يخص المكملات الغذائية، يرى محمد انه « لا يوجد للمكملات الغذائية و البروتينات أي ضرر على جسم الإنسان فهي عبارة عن مكمل غذائي يعطي الجسم العناصر الغذائية المفيدة والطاقة في ممارسة الرياضة وحمل الأثقال لكن وجب التحذير من بعض المكملات غير الاصلية أو المقلدة التي تضر بجسم الانسان « .
- أمير، صرح لنا خلال تواجدنا باحدى قاعات تقوية العضلات قائلا: « ان قاعات تقوية العضلات لها دور كبير في تقوية الجسم وبناء العضلات و لقد استفدت كثيرا من تجربتي في الاشتراك بالقاعة الرياضية حيث إنه خلال التمارين الرياضية مع المدربين وعلى الأجهزة المتنوعة فقدت وزنا كبيرا خلال فترة بسيطة وانتقلت بعد ذلك إلى حمل الأثقال والبدء ببناء الجسم «.
اضاف امير وهو مداوم على هذا النشاط الرياضي، قائلا: « جسمي تحسن بشكل كبير عن السابق وما زال أمامه القليل للوصول إلى الجسم الذي اراه مناسبا و أوجه نصيحة باستغلال الوقت في الاشتراك خاصة خلال فصل الشتاء حيث نجد أغلب الشباب لديهم أوقات فراغ لا يعلمون، أين يقضونها والبعض منهم يقضيها بما لا ينفعه لذا من الواجب استغلال الوقت في ممارسة الرياضة والاشتراك بقاعات تقوية العضلات التي لها فوائد عديدة لبناء الجسم وتقوية العضلات» .
أسعار بين 1000 و 3000 دج
في المقابل، أوضح بعض الشباب أن أسعار الاشتراك في بعض قاعات كمال الأجسام معقولة وفي المتناول ولكن بعض القاعات الرياضية أسعارها مبالغ فيها رغم أن الأجهزة والخدمات متشابهة إلى حد كبير في جميع القاعات الرياضية وكل ذلك يعود على حسب ما تقدّمه الصالات الرياضية لمشتركيها من خدمات حيث تبدا الاسعار من 1000 دج للاسبوع لتصل الى 3000 دج حسب نوعية القاعة و الخدمات التي توفرها.
انتقلنا الى قاعة اخرى لتقوية العضلات حيث لاحظنا نفس الاقبال بقاعة تقوية العضلات المتواجدة بزرالدة و اخذنا راي احد الوافدين و يتعلق الامر بكريم الذي قال: « أقضي قرابة الساعتين يومياً داخل قاعة كمال الاجسام وأوضح بأن أسعار الاشتراكات في بعض القاعات الرياضية مناسبة جداً وبعض القاعات تبالغ في أسعارها رغم تشابه الأجهزة جميعها في جميع القاعات الرياضية، إلا إذا كانت هناك خدمات أخرى تقدّمها بعض القاعات الرياضية، مثل السونا و»الجاكوزي» وغيرها من الخدمات ولكن أقول بشكل عام الأسعار في المتناول».
عن اهمية ممارسة هذه الرياضة اضاف كريم قائلا: «الانضمام الى القاعات الرياضية مهمة لأي شاب وتعطي الحافز والدعم الصحيح لبناء جسم رياضي سليم ويشغل أوقات فراغ الشباب بما يفيدهم صحياً في حياتهم ومعظم القاعات الرياضة تقوم بتوفير الأجهرة الرياضية لكي تجذب إليها الشباب وهي أجهزة معروفة لبناء الجسم وتقوية العضلات وقد التحقت بالتدريب في إحدى القاعات الرياضية لكي أستفيد من وقت فراغي فيما هو مفيد».
ختم كريم حديثه بقوله: « لقد استفدت كثيراً من تجربتي في الاشتراك بقاعة الرياضة حيث إنه خلال التمارين الرياضية مع المدرّبين وعلى الأجهزة المتنوعة فقدت وزناً كبيراً خلال فترة بسيطة وانتقلت بعد ذلك إلى حمل الأثقال والبدء ببناء الجسم و لاحظت ان جسمي تحسّن بشكل كبير عن السابق وما زال أمامه القليل للوصول إلى الجسم الذي اراه مناسباً وانصح باستغلال الوقت في الاشتراك بقاعات الرياضة خاصة خلال فترة الشتاء وأن أغلب الناس لا يستطيعون ممارسة الرياضة في فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة و إمكانية التعرض للزكام « .
الملاحظ خلال جولتنا في بالعاصمة هو ان الإقبال يخص شريحة الشباب فقط بالنظر إلى الإغراءات الكثيرة التي تقدمها هذه القاعات للشباب في فصل الشتاء منها بقاؤها مفتوحة إلى غاية ساعة متأخرة من الليل .
أكد احد الشباب الوافدين على قاعات الرياضة لـ «الشعب» « قاعات كمال الاجسام لم تحرمنا من ممارسة الرياضة ونتمنى أن تكون هناك قاعات متوفرة أكثر في أغلب المناطق وموزّعة بشكل سليم حيث نجد أغلب الشباب والرجال لديهم أوقات فراغ لا يعلمون أين يقضونها والبعض منهم يقضيها بما لا ينفعه لذا من الواجب استغلال الوقت في ممارسة الرياضة والاشتراك بقاعات تقوية العضلات التي لها فوائد عديدة لبناء الجسم وتقوية العضلات «.
الهرمونات المقلدة خطر على الصحة
يتنافس العديد من المراهقين والشباب على الحصول على أجسام مفتولة العضلات تجلب الأنظار وتضمن لهم التميز عن أقرانهم انسياقا وراء رياح موضة تجميل المظهر الخارجي واكتساب أجسام شبيهة بأصحاب كمال الأجسام يتباهون بها أمام مجتمع أصبح يهتم للمظهر أكثر من الجوهر لكن هذه العضلات ليست مبنية بطريقة صحية وصحيحة، بل هي نتاج منشطات وأدوية «نفخ» و»تكبير» حجم الجسم تباع في القاعات الرياضية وبعض محلات بيع لوازم الرياضة بدون ترخيص من الهيئات الوصية.
حذر بعض المختصين من الاستخدام العشوائي ودون استشارة الطبيب المختص لهذه الأدوية والهرمونات بسبب ما ينتج عنها من تأثيرات جانبية بعضها قابل للعلاج والبعض الآخر تأثيره مزمن خاصة أن الهرمونات التي يتعاطاها هؤلاء الرياضيون لبناء عضلاتهم معدّة أساسا للاستخدام الحيواني وهي أشد خطورة على الإنسان وعلى حياته حيث أنها تُكسب متعاطيها صفات الحيوانات وبعض ملامحهم وتغيرّ بعض أنسجتهم البشرية لتصبح أنسجة حيوانية وهو الشيء الذي يجهله هؤلاء .
اصبحت هذه الأدوية المنشطة للعضلات تشكل خطورة أخرى على الخصوبة لدى الرجال وبالأخص على هرمون الذكورة حيث تحل المنشطات محل هذا الهرمون، مما يسبب العقم وتليف الكبد.
هذه الشهادة أكدتها دراسة طبية مؤخرا و التي أشارت إلى وجود أكثر من 100 نوع من الهرمونات المقوية للعضلات وأن بعض الشباب يقبل على تناول هرمونات تكون معدة أساسا للاستخدام الحيواني.
أفادت أن بعض الشباب يتعاطى تلك المواد بجرعات كبيرة تصل إلى 100 ضعف من الجرعات التي ينصح بها الأطباء لعلاج الحالات المرضية كما يتناول البعض تلك المواد في فترات متدرجة مكونة من 6 إلى 12 أسبوعا بزيادة الجرعة أسبوعيا حتى تصل إلى الجرعة القصوى وهو الفخ الذي يقع فيه شبابنا خاصة وأنهم يتعاطون هذه الهرمونات دون استشارة طبية ودون متابعة من أخصائي رياضي فتجدهم يُقبلون عليها بنهم دون إدراك لمخاطر الجرعات الزائدة التي قد تؤدي إلى الموت الفوري لمستخدمها.
ويتوجب على الشباب المقبل على ممارسة رياضة كمال الاجسام اقتناء المواد الاصلية التي تساهم في بناء جسمه دون ضرر و لا يكون له أي اثار جانبية على جسمه في المستقبل.
- مصطفى، طالب جامعي يمارس رياضة كمال الأجسام منذ 3 سنوات يروي شغفه بهذه الرياضة لـ «الشعب» قائلا: « عندما دخلت الجامعة لاحظت اهتماما غير عادي لدى جيلي بالمظهر الخارجي وبما أنني كنت هزيل الجسم قررت التسجيل في إحدى قاعات الرياضة وبدأت أمارسها بوتيرة عادية إلى أن شد انتباهي بعض الشباب ممن يملكون عضلات مفتولة فأعجبتني الفكرة وقررت ممارسة رياضة كمال الأجسام وفعلا تضاعف وزني وكبرت عضلاتي وتغيرت بنية جسمي كثيرا و هو الامر الذي لاحظه افراد عائلتي».
وعمّا إذا كان حجم عضلاته طبيعيا، أجاب المتحدث أنه يتعاطى منشطات العضلات منذ سنتين حتى تكبر بوتيرة سريعة رغم ما سمع عنها من آثار جانبية حيث قال « أعلم أنها غير طبيعية لكنها الحل الأنسب لاكتساب جسم رياضي مفتول في وقت وجيز «.
أكد لنا مصطفى أن هذه الأدوية التي يتناولها منذ مدة يشتريها من القاعة الرياضية التي يتردد عليها وأن جلّ القاعات والنوادي الرياضية توفرها للرياضيين دون رخصة وأصحاب هذه القاعات يدركون الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه الأدوية لبناء العضلات خاصة من قبل المهووسين بكمال الأجسام فتجدهم يوفرونها بكل أنواعها وبمختلف الأسعار وحتى أنهم بحكم خبرتهم ينصحون بتناول هذه الدواء أو هذه الحقنة بحسب وزن الرياضي و المدة التي قضاها في ممارسة الرياضة «.