يجمـــــــع بــــــــين البعديـــــــن الروحــــــــي والاجتماعــــــــــي..

عيــــــد الفطـــــــر..فرحتــــــان تتوّجـــان صـــبر الصائميـــين

ز - كمال

 

تحمل مناسبة عيد الفطر المبارك رمزية خاصة في المجتمع الجزائري ليس فقط كشعيرة دينية وسنة مؤكدة جاءت تتويجا وختاما لشهر من العبادة والصيام وأداء الفريضة الرابعة من أركان الإسلام، بل تحمل أيضا بعدا اجتماعيا، من خلال حرص العائلات على الاحتفال بهذا اليوم السعيد وإبراز مظاهر الفرح والسرور وتبادل التهاني، بل هو فرصة للتسامح والغفران وتجاوز الخلافات، ما يجعل هذا اليوم يحظى بمكانة خاصة تعكسها تحضيرات لاستقباله بعدة أشكال ومظاهر احتفائية.

بدأت الاستعدادات لاستقبال مناسبة عيد الفطر المبارك من قبل العائلات البومرداسية منذ عدة أيام كغيرها من العائلات الجزائرية التي تشترك في عادات وتقاليد راسخة في التاريخ ومتوارثة عبر الأجيال، بالنظر إلى أهمية وقدسية هذا اليوم الذي اجتمعت فيه الأبعاد الدينية والاجتماعية، فبمجرد الانتهاء من التحضيرات لاستقبال شهر رمضان الفضيل الذي يحمل هو الآخر عدة مظاهر من تحضيرات وتجديد للأواني المنزلية واقتناء ما يلزم من مواد غذائية يكثر عليها الطلب في المطبخ الجزائري، حتى يبدأ التفكير في استقبال مناسبة أخرى عظيمة لدى المسلمين وهو عيد الفطر أو يوم الجائزة والفرح الذي يغمر الجميع خصوصا فئة الأطفال التي تنتظره بشغف كبير.
وتأخذ الاستعدادات الخاصة بعيد الفطر المبارك حسب تعليقات عدد من ربات البيوت ومثلما هو متوارث اجتماعيا عدة أشكال ومظاهر لكنها مشتركة بين العائلات الجزائرية، حيث تمثل مهمة اقتناء ملابس العيد للأطفال أحد المهام الرئيسية التي بدأت تأخذ الكثير من الجهد والتفكير في رحلة البحث عن الثياب وما يتناسب مع الذوق، إلى جانب الإمكانات المالية من أجل إرضاء الأطفال وإدخال السعادة إلى قلوبهم، حيث شهدت الأسواق والمحلات التجارية المتخصّصة في بيع الملابس حركية كبيرة منذ النصف الثاني من شهر رمضان تقريبا وحتى قبل هذه الفترة بالذات، أي قبل بداية شهر رمضان مثلما أكّدت عليه بعض التصريحات وهذا بهدف القيام بمهمة الشراء في أريحية وتجنّب حالة الضغط ونقص العروض وأيضا محاولة استغلال الشهر في الصيام والعبادات بعيدا عن التوتر وضغوطات التسوق.
كما يخصّص الأسبوع الأخير من شهر رمضان في العادة لصناعة حلويات العيد وهي عادات وتقاليد حافظت عليها العائلات الجزائرية لاستقبال المناسبة وتبادل الأطباق رغم غلاء أسعار المواد الأولية الأساسية التي أدّت إلى تراجع حضورها مقارنة مع السابق بسبب تدنّي القدرة الشرائية، حيث تتفنن ربات البيوت في صناعة مختلف الأنواع والأشكال من الحلويات، وهو ما يجعل تجارة هذا النوع من النشاط والمواد تزدهر خلال هذه الأيام، حيث عرفت المحلات التجارية المتخصّصة حضورا لافتا من طرف الزبائن.
بعيدا عن التحضيرات المادية لاستقبال شعيرة عيد الفطر المبارك التي تختلف من عائلة إلى أخرى حسب القدرات والإمكانات المالية، لا تزال مناسبة العيد التي تستمر عادة ثلاثة أيام تحمل شعورا عميقا وإحساسا فريدا لدى المواطنين في أجواء من التحضير والاستعداد، تستمر مع طول ساعات الليل إلى صبيحة العيد مع توجه المصلين باكرا لأداء الصلاة بالمساجد التي تصدح بالابتهالات والتكبيرات في أجواء مفعمة بالروحانية والإيمان، حيث يحرص الجميع على سماع الخطبة قبل القيام بواجب التغافر وتبادل التهاني بين المصلين وبين الأقارب في مشهد يعكس أهمية ومغزى هذه المناسبة الدينية التي تعتبر فرصة هامة لتمتين الروابط العائلية وإعادة ربط العلاقات الاجتماعية والأسرية وصلة الرحم، خصوصا في الوقت الحالي التي زادت فيه المشاكل وابتعدت العائلات عن بعضها، وهي تقريبا ما تصبو إليه مثل هذه المناسبات من أجل تجاوز الخلافات والصفح بين الأفراد.

 

رأيك في الموضوع

« أفريل 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30        

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025