ترسيخا لقيم التعاون والتكافل الاجتماعي في رمضان

حملة تطوّعية لتهيئة الأرصفة بقرية اولاد صابر

ز. كمال

 

تشهد قرية اولاد صابر ببلدية دلس، منذ بداية شهر رمضان الفضيل، حملات تطوّعية يومية لتهيئة أرصفة الطرقات ومجاري مياه الأمطار لتسهيل حركة المواطنين وتلاميذ المدارس وطلبة المدرسة القرآنية احمد حماني التي تمّ تدشينها مؤخرا من قبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، حيث أعطت هذه العمليات التطوّعية بعدا جماليا للمحيط السكني وأعادت إحياء بعض العادات الاجتماعية الراسخة المعروفة باسم “التويزة” وهي شكل من أشكال التعاون بين المواطنين للقيام بأنشطة جماعية.

أطلقت الجمعية الدينية لمسجد عمر بن الخطاب بالتنسيق مع جمعية قرية اولاد صابر ببلدية دلس شرق بومرداس، منذ عدّة أيام، حملة تطوّعية واسعة لتهيئة المسالك وأرصفة الطريق البلدي الرئيسي الذي يتوسط القرية وجزء من الطريق الولائي رقم 154، حيث كانت المبادرة مجرد فكرة بسيطة ومقترح أولي لتسهيل حركة تنقل الأطفال وطلبة المدرسة القرآنية وحمايتهم من خطر حوادث المرور، حسب تصريحات أعضاء الجمعية، لتتحوّل إلى ورشة كبيرة من الحركة والأشغال اليومية بفضل إرادة المواطنين وعزيمتهم في تغيير واقعهم  ووجه المنطقة وإعطائها صورة جمالية تليق بمكانتها التاريخية وتعيد إحياء بعض العادات الاجتماعية كالتعاون والتآزر التي بدأت تتلاشى مع الحداثة وتغير نمط الحياة العصرية.
وقد أحدثت هذه المبادرة الاجتماعية تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين وحتى سكان القرى المجاورة الذين شاركوا وساهموا بمجهودهم الخاص في أشغال التهيئة، فيما ساهم بعض المحسنين في توفير مواد البناء الأساسية كالخرسانة ووسائل العمل الضرورية لرفع المخلّفات على حافة الطريق وتهيئة الأرضية، وكلّ هذا بفضل الإرادة القوية والرغبة في تحسين البيئة العامة للقرية وتغيير الوضع الاجتماعي والمساهمة الفعلية في التغيير نحو الأفضل تجسيدا لمبدأ المشاركة الإيجابية من قبل الجمعيات وفعّاليات المجتمع المدني خاصة جمعية وإمام مسجد عمر بن الخطاب الذين رفعوا التحدّي بفضل التجنّد وتعبئة الطاقات الشبانية والعمل على تحويل الفكرة إلى فعل ميداني وعمل خيري تطوّعي أعاد إحياء أهمية ودور الجماعة كمفهوم قامت عليه أساس العلاقات الاجتماعية سابقا.
كما تركت هذه المبادرة أيضا صدى كبيرا على المستوى المحلي ووضعت السلطات المحلية لبلدية دلس في حرج بسبب تأخرها في القيام بمهامها وواجبها تجاه سكان القرية الذين طالبوا مرارا وتكرار عبر مراسلات ومناشدات لإنجاز أشغال التهيئة الحضرية وتعبيد المسالك المؤدّية إلى الأحياء السكنية وتوفير أرصفة آمنة للراجلين، خصوصا أطفال وتلاميذ المدرسة القرآنية الشيخ أحمد حماني والمدرسة الابتدائية وكذا المتوسطة المتواجدتين بقرية ازرو المجاورة، حيث يضطرّ هؤلاء إلى السير وسط الطريق لغياب ممرات مهيّأة رغم المخاطر اليومية المحدقة بهم.
إلى جانب الحملة التطوّعية لتهيئة الأرصفة والمسالك، تقوم الجمعية الدينية لمسجد عمر بن الخطاب بعمل تضامني وخيري كبير لمساعدة العائلات المعوزة خلال شهر رمضان الفضيل والإشراف على عملية ختان للأطفال ومسابقة لحفظ القرآن لفائدة الأطفال، سهرة ليلة القدر المباركة، وغيرها من المبادرات الإنسانية الأخرى، في انتظار تحرك السلطات المحلية والولائية لتجسيد وعودها وتحقيق مطالب سكان القرية، خاصّة ما تعلق بالمرافق العامة الرياضية والصحية، تحسين خدمة التزوّد بمياه الشرب وغيرها من الانشغالات المرفوعة بهدف تحسين الإطار المعيشي وتجاوز النقائص الموجودة.

 

رأيك في الموضوع

« أفريل 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30        

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025