تعدّدت المبادرات والجمعيات والجهات المنظمة لكن الهدف كان واحدا ووحيدا، تمثل في تجسيد صور التضامن، التكافل الاجتماعي والتطوع الخيري الذي يميز كل عام أجواء الباهية وهران طيلة الشهر الفضيل. صورة مساندة ودعم وتضامن تصنعها كل سنة المؤسسات الخيرية، والجمعيات، والمجموعات التطوعية وفي المقام الأول أهل البر والإحسان، مبادرات بالعشرات رصدت “الشعب” عينة قليلة منها.
انفرد اتحاد الشباب للتنمية وترقية المواطنة من جهته بمبادرة تضامن خيرية تطوعية مزدوجة، بمناسبة شهر رمضان الكريم وذلك بفتحه مطعم رحمة بولاية غليزان على مستوى المنطقة الصناعية بلعسل بوزڨزة وأخرى بولاية وهران وسط المدينة بحي “ڨرڨينطة”.
وأوضح رئيس اتحاد الشباب للتنمية وترقية المواطنة للوش عابد في تصريح لـ “الشعب”، أنه “يتم في ولاية غليزان تقديم ما يقارب 250 وجبة يوميا لعابري السبيل، وإطعام 45 عائلة معوزة، ويتم بالمقابل توفير 120 وجبة لعابري السبيل والأشخاص بدون مأوى ثابت على مستوى مطعم الرحمة بولاية وهران”.
وأضاف للوش عابد أن “الجمعية اختارت لمبادرتها التطوعية هذه السنة شعار التلاحم والتضامن والتكافل الاجتماعي في جزائر المحبة والاخوة، وقد جنّد لإنجاحها مجموعة من المتطوعين بنظام مداومة العنصر النسوي في الصباح لتحضير أطباق الإفطار، والعنصر الرجالي في المساء للإشراف على توزيع الوجبات خلال الإفطار، كما نوّه بالمناسبة بالمساعدة القيمة لأهل البر والإحسان.
ولم تقتصر مبادرة اتحاد الشباب للتنمية وترقية المواطنة خلال الشهر الفضيل على الإطعام فقط بل تم تنظيم حسب المتحدث “سهرة رمضانية على شرف أمهات محو الأمية بمناسبة عيد المرأة، على مستوى مركز التسلية العلمية وهران، إضافة الى تكليف لجنة خاصة من أعضاء المكتب الوطني بكسوة ما يقارب 50 طفل من عائلات معوزة وأيتام، والمشاركة في عملية الختان بالتنسيق مع جمعيات أخرى”.
واجــــــــب إنسانـــــــــي
مبادرة أخرى تستحق الثناء والتشجيع وهي من صنع جمعية “الدنيا زاد الآخرة للأعمال الخيرية”، التي لا يدّخر أعضاؤها ولا المتطوعون تحت لوائها جهدهم طيلة السنة لمؤازرة مرضى السرطان، المعاقين والمعوزين، والعمل على مساعدة الأرامل على تعلم حرفة وإطلاق مشاريعهم التجارية، وغيرها من الأعمال الخيرية إيمانا منهم ان التكافل الاجتماعي يعود دائما بالإيجاب على تحضر المجتمع.
ووضعت جمعية الدنيا زاد الآخرة للأعمال الخيرية هي الأخرى بصمتها في هذا المشهد الإنساني التضامني الخاص بشهر رمضان الفضيل، من خلال تكفلها بعملية إطعام شملت أكثر من 900 صائم يوميا لفائدة المحتاج، المعوز، وعابر السبيل، كما تكفلت أيضا بتوزيع أكثر من 440 قفة رمضان للعائلات المعوزة، وكذا توفير كسوة العيد للأيتام والأطفال الفقراء.
وما يميز هذه الجمعية الخيرية بالدرجة الاولى هو وقوفها المستمر الى جانب مرضى السرطان وعائلاتهم، من خلال توفيرها الدواد والمبيت والنقل، ومرافقة المرضى خارج ولاية وهران.
الترويـــج للــــتراث والتاريـــــخ مــــن خـــلال الإفطـــار الجماعــي
استطاعت اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري لوهران أن تجمع بين الهبة التضامنية خلال شهر رمضان الفضيل بإكرام الضيف وإفطاره، والتعريف والترويج للتراث الجزائري الأصيل في مبادرة أولى من نوعها والمتعلقة بتنظيم إفطار جماعي على شرف الطلبة الأجانب الذين يزاولون دراستهم بجامعات وهران.
وقد شارك في الإفطار الذي احتضنته القرية المتوسطية بوهران أزيد من 550 شخصا، من بينهم 350 من الطلبة الدوليين من 17 جنسية يزاولون دراستهم بالجامعات والمدارس العليا بالولاية.
وما ميز هذا الإفطار الجماعي هو تزامنه وذكرى عيد النصر، واستضافته أكثر من 100 شخصية من الأسرة الثورية فكان مناسبة لاستعراض البعض من محطات تاريخ الجزائر الثوري وتقديم أطباق ووصفات جزائرية على مائدة الإفطار للطلبة الأجانب، إضافة إلى إبراز اللباس التقليدي والتراث الوطني الأصيل.
