تعـــــــزّز الإقبــــــال علــــــى الصّيـــــــام

طقــــــــــــوس إفطــــــــــــار الطّفــــــــــــل الصّائــــــــــــم لأوّل مرّة.. ترسيــــــــــــخ للفضيلــــــــــــة

إيمان كافي

 

 يعد الاحتفال بالطفل الصائم لأول مرة من بين العادات الفضيلة التي كانت تنتشر بكثرة في وسط المجتمعات المحلية، وهي عادة من بين العادات الرمضانية الجميلة التي تعزز مكانة الصيام في نفوس الأطفال، وتجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بقدرتهم على الصيام مثل الكبار، إلا أن الملاحظ أن الاهتمام بها بدأ يتراجع في السنوات الأخيرة، مما يطرح تساؤلات حول أهمية هذه العادة، وأسباب تراجعها، وكيف يمكن استعادة رونقها في هذا العصر.

 من المتعارف عليه في أوساط مجتمعاتنا المحلية، أن الطفل الصائم لأول مرة يحظى باهتمام كبير داخل عائلته الكبيرة والصغيرة، حيث أن الاحتفال به يتجاوز أسرته الصغيرة ليمتد لبقية أفراد عائلته، فيصبح الطفل الصائم لأول مرة ضيفا عزيزا مدعوا للإفطار في بيوت أحد أفراد عائلته خلال أيام هذا الشهر الفضيل، وتعد مائدة الفطور على شرفه.
ويشكل الاحتفال بهذا الحدث دورا كبيرا في تعزيز عدة قيم نفسية وسلوكية لديه، منها غرس حب الصيام في نفسه وترسيخ مكانة الصيام كعبادة عظيمة، بالإضافة إلى خلق ذكريات جميلة مرتبطة بالصيام.
لكن الاهتمام بهذه العادة أصبح في تراجع كبير بفعل الكثير من العوامل التي أدت إلى ذلك، ولعل أبرزها التغيرات في نمط الحياة، حيث أصبحت الحياة أكثر انشغالا، ومع ضغوط العمل والدراسة، لم يعد لدى الأهل الوقت الكافي للاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل تنظيم احتفال خاص بأول صيام للطفل.
قلة التجمعات العائلية الكبيرة، فبعد أن كانت في الماضي العائلات تعيش في بيئة أكثر ترابطا، قلت اليوم هذه التجمعات، مما أدى إلى تراجع بعض العادات العائلية.
تأثير التكنولوجيا الذي يشكل بدوره أحد الأسباب، حيث أن انشغال الأطفال والآباء بالأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، قلل من التركيز على الطقوس والعادات العائلية التقليدية المتعارف عليها.
ومع ذلك فإن الكثير من الآراء تشير إلى أنه يمكن إعادة إحياء هذه العادة الجميلة من خلال بعض المبادرات البسيطة التي تعزز قيمتها وتعيد لها تأثيرها التربوي، مثل تنظيم إفطار خاص للطفل والاحتفال به بالاكتفاء بإعداد وجبة إفطار مميزة مع تقديم هدايا رمزية مثل شهادة تقدير أو هدية صغيرة تشجيعية. وإشراك الطفل في الأجواء الرمضانية، مثل السماح له بالمساعدة في تحضير المائدة أو المشاركة في صلاة التراويح، مما يجعله يشعر بأنه جزء من هذه العبادة.
والتحدث مع الطفل عن إنجازه ومدح صيامه وتشجيعه على الحديث عن تجربته، مما يساعده على إدراك أهمية الصيام كجزء من هويته الدينية. بالإضافة إلى مشاركة الفرحة مع العائلة والأصدقاء، حيث يمكن للعائلة مشاركة فرحة صيام الطفل مع الأقارب، عبر لقاءات عائلية أو حتى من خلال رسائل تهنئة بسيطة، مما يعزز إحساسه بالفخر والإنجاز.
وبالنظر إلى فوائدها وانعكاساتها الإيجابية على نفسية الطفل، فإن عادة إفطار الصائم لأول مرة ليست مجرد تقليد اجتماعي، بل هي فرصة لتعزيز حب الصيام في نفس الطفل، وترسيخ مكانة هذه العبادة لديه. ورغم تراجع هذه العادة في السنوات الأخيرة، إلا أنه يمكن إحياؤها بأساليب بسيطة تواكب العصر، وتعيد لها قيمتها التربوية والروحية، لأن استعادة هذه العادة لا يعني فقط الاحتفال بالطفل، بل يعني غرس حب العبادات فيه، وتعزيز ارتباطه بروح رمضان، ليكبر وهو يشعر بقدسية هذا الشهر الكريم.

 

رأيك في الموضوع

« أفريل 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30        

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025