مذكرة اعتقال مجرم الحرب النازي نتنياهو تعدّ خطوة أولى نحو تحقيق العدالة ولو شكلياً، فصدور المذكرة في حدّ ذاته نقلة نوعية في مجال ملاحقة مجرمي الحرب وصانعي الحروب وإبادة الشعوب، وقد حرّكت المياه الراكدة في ملف إدانة قادة دولة الاحتلال، بل وجعلتهم في شبه عزلة دولية.
الإرهابي النازي نتنياهو مسرف في القتل والدمار بين غزّة ولبنان من دون رادع حقيقي لما يفعل في الحرب وإطالة عمرها، ليتمكّن من الفرار من ملاحقات بقضايا فساد، ولكن اليوم أصبح الأمر أكثر شدّة عليه؛ لأنّه ملاحق محلياً ودولياً، ممّا قد ينعكس على حالة الهياج والسعار المصاب بها من الحرب والقتل والدمار والاختباء خلف أشلاء القتلى ودماء الأبرياء وركام دمار البيوت في غزّة ولبنان.
ومهما كانت نتيجة إصدار محكمة العدل الدولية لقرار الاعتقال بحقّ الارهابي النازي نتنياهو بسبب ارتكابه جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب، وقد لا يتم اعتقاله طوال حياته، لذا فإنّ أهميته تكمن في أنّه يُعد اعترافاً صريحاً وعالمياً بأنّه مجرم حرب، وأنّ ما ينفّذه جيشه الإرهابي في غزّة هو جريمة حرب بكلّ المقاييس، ممّا يزيد الضغوط الدولية لإيقاف التطهير العرقي في القطاع.
وفي الحقيقة: المستغرب ليس فقط صدور المذكرة والإشارات الحمراء، بل الأغرب أيضاً تصريحات الدول التي تعدّ دائماً الداعم لقادة دولة الاحتلال الإرهابية، ومنها دول أوروبية عدّة، برغم أنّ فرنسا تحدّثت عن حصانة يتمتّع بها نتنياهو. في المقابل، تركت بريطانيا الباب موارباً، لكنّها تعهّدت بالتزام قرار المحكمة واعتقال مجرم الحرب نتنياهو في حال دخول أراضيها أو المرور بها. والغريب كذلك أنّ القرار صدر من محكمة لطالما اٌتهمت بالانحياز لقضايا دون أخرى، بل وصفها البعض بأنّها محكمة العالم الثالث.
وهنا يداهمنا السؤال التالي: كيف يصمت العالم على قتل الأطفال في غزّة والذين قضوا تحت ركام البيوت؟! إنّ استهداف الجيش الصهيوني الأطفال وهم يلعبون بمدينة بـجريمة مروّعة وانحطاط قيمي وهذا يستدعي من المنظمات الحقوقية الدولية رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم المختصة. طال الزمن أم قصر سيمثل الإرهابي النازي نتنياهو ومعه فريقه من القتلة الإرهابيين أمام محكمة الجنايات الدولية لما اقترفوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.