يــــغــــتــــالــــون الـــطـــفـــولـــة بـــالأســـر والـــتـــعـــذيـــــب والإهـــمــال

تقرير: ميرا أبو لطيفة- رام الله

 

 لا يأبه الاحتلال لأطفال بعمر الورود، فها هو يغتال طفولتهم من خلال الأسر والتعذيب والإهمال، إذ يتعرّض العديد من الأطفال لأساليب تعذيب قاسية خاصّة في سجن “مجدو”، وتمارس بحقّهم سياسات عقابية وانتقامية تشمل الضرب والإهانة والتعذيب والتنكيل اليومي.


تقول سارة داوود(56) عاماً إنّ الاحتلال اعتقل ابنها الشبل بطريقة وحشية، مشيرة إلى أنّه تعرّض للضرب والأذى عند اعتقاله، وتمّ التحقيق معه بالصراخ وتوجيه السلاح عليه وتخويفه ونقله من سجن لآخر بطريقة مؤذية، مبيّنة أنّه أسير حالياً في سجن “مجدو” وهم غير قادرين على تمكين أيّ محام من زيارته. يعاني الأسرى الأطفال من مرض جلدي معد وخطير (سكايبوس)، إذ يسبب حكّة شديدة ومستمرّة دون تلقّيهم لأيّ علاج، فأغلب الأطفال الذين خرجوا من السجن ما زالت الآثار على أجسادهم، بالإضافة إلى حرمانهم من الاستحمام ومصادرة ملابسهم كما حدث مع الأسيرين زين شرحة وأمير شرحة.
ويروي الأسير الشبل أمير شرحة (16) عاماً الذي أمضى في الأسر بسجن “مجدو” سنة كاملة ما كانوا يتعرّضون له من عمليات تنكيل واضطهاد، مشيراً إلى أنّ كميات الطعام التي كانت تقدّم لهم قليلة، بالإضافة إلى أنّ النظافة غير متوفرة. ويضيف أنّه أصيب بمرض جلدي معدي (سكايبوس)، موضّحاً أنّهم في جلسات المحاكم كانوا يتعرّضون إلى الضرب.
ويؤكّد المحامي أشرف أبو سنينة أنّ الأسرى الأطفال يتعرّضون لعذاب يفوق قدرتهم على التحمّل، مشيراً إلى أنّ التنسيق لزياراتهم يستغرق وقتاً بسبب تعنّت إدارة السجون، مشيراً إلى أنّ الأطفال يعانون من أمراض معدية خطيرة تتفاقم يومياً في ظلّ عدم تلقّيهم للعلاج. ويضيف “الأسرى الأطفال يعانون من المرض صحّياً ونفسياً، وأغلبهم لا يستطيعون النوم بسبب الحكّة والألم”. وحسب بيانات صادرة عن نادي الأسير، فإنّ عدد الأسرى الأطفال زاد عن (300) طفل حتى أكتوبر الماضي. يقول رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري إنّ الأوضاع داخل السجون شهدت تحوّلات جذرية منذ أحداث السابع من أكتوبر، إذ عمدت سلطات الاحتلال إلى تحويل حياة الأسرى إلى جحيم.
ويضيف “يعيش الأسرى واقعاً كارثياً في ظلّ السلوك العدواني الذي يجرّدهم من كافة حقوقهم الإنسانية، ومن مقتنياتهم الخاصّة وصورهم وذكرياتهم، ويمارس عمليات تنقل واسعة وقمعية داخل المعتقلات” ويلفت إلى أنّ الأسوأ هو تعرّض الأسرى لعمليات الاعتداء الوحشي والإهانة وامتهان كرامتهم الإنسانية، وارتفاع وتيرة الضرب والتحرّش الجنسي وحتى الاغتصاب. وفيما يتعلّق بواقع الأسرى الأطفال، يقول “الأسرى جميعاً معرّضون للسياسات القمعية والتنكيلية نفسها، ومنظومة الاحتلال لا تقيم وزناً لطفل أو امرأة أو مسنّ أو مريض، وقد وثقنا بنادي الأسير بعد 7 أكتوبر 2023 اعتقال أكثر من ألف طفل، وأكثر من 450 امرأة منهنّ فتيات وطالبات وصحفيات”.
إنّ واقع الأسرى الأطفال مرير للغاية، وقد تعرّضوا لأساليب متنوّعة من التعذيب والتجريد من الحقوق الإنسانية، وتتعمّد قوّات الاحتلال التضييق على الأطفال في أدقّ تفاصيل الحياة، مستغلّة إطلاق يدها للتنكيل بكلّ ما هو فلسطيني بعد إعلان حرب الإبادة على شعبنا، غير مكترثة للقوانين والأعراف الدولية التي تؤكّد على حماية الأطفال خلال النزاعات. (هذه المادة تدريبية ضمن مساق “الكتابة الإعلامية” لطلبة كلية الإعلام في جامعة “القدس المفتوحة”).

 

رأيك في الموضوع

« نوفمبر 2024 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
        1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28 29 30  

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024