مرّ يوم الخميس الأغرّ ولكنّه لم يمرّ مرور الكرام، في ذلك اليوم أصدرت كوكبة من القضاة الأحرار والشرفاء بقيادة القاضي كريم خان وزملائه الذين انتصروا للعدالة وأصدروا مذكّرة اعتقال الإرهابيين النازيين المجرمين (النازي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه غالانت).
لقد انتصروا، للعدالة وللإنسانيّة وللشّهداء وللأرامل والأطفال الأبرياء وانتصروا كذلك للنازحين الذين حملوا وجع الأرض وعذابات النزوح، انتصر كريم خان وفريقه لأبناء شعبنا المظلوم الذين خذلهم العالم لعشرات السنين بعد أن تركهم العالم الذي يتشدّق بحقوق الإنسان وهم يُواجهون الموت لقد تعالت صيحات الاستغاثة إلى عنان السماء ولم يستمِع لنداءاتهم وإنقاذهم، وكأنّهم من كوكبٍ آخَر. انتصر القاضي كريم خان لشعبنا بعد أن ضاقت بهم الأرض، وبعد أن قضوا جوعاً يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
يـا الــلــــــه ..
إنّها صواريخ الكابوي الأمريكي البشع الذي اعتاد أن يستعمر الشعوب وينهب مقدراتها ورغم قسوته وبشاعته خرج العلم الأمريكي ملطّخاً بالدماء في فيتنام والعراق وفي أماكن أخرى رفضت ظلمهم وجبروتهم، إنّ القاضي الشجاع هو فخرٌ للعالم الحرّ الذي يرفض الخنوع للأمريكان وللصهاينة، ومن هنا فإنّنا نتوجّه إليه بتحيّة عطرة تحمل في طيّاتها كلّ الحب والاحترام له ولكلّ حرّ وشريف يقف مع شعبنا الفلسطيني المظلوم ويقف في خندق العدالة، ونقول لحضرة القاضي الشجاع كريم خان وفريقه أنّ المطلوب للعدالة النازي الإرهابي نتنياهو يقوم بزيارة استعراضية بهلوانية إلى غزّة..
مصطحباً معه وزير الجيش الدمية ليعلن من غزّة عرضاً تجارياً هو الأرخص لحياة رهائن الكيان، لقد حملت زيارة النازي بنيامين نتنياهو رسائل تتعلّق باليوم التالي للحرب.
زيارة النازي الإرهابي نتنياهو الاستعراضية، واختياره منطقة تحوّلت إلى أحد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال تمهيدا لإعادة المستوطنة التي تمّ فكّها 2005، والمعروفة باسم نتساريم، رسالة خاصّة إلى اليمين المتطرّف الجديدة، الباحث عن عودة الاستيطان في قطاع غزّة، في ظلّ تزايد المطالبة به من داخل تحالفه الحكومي. زيارة نتنياهو، موضوعيا، للموقع الاستيطاني في وسط قطاع غزّة، هي رسالة لا تحتمل التأويل، إنّه يعمل على تطبيق مشروعه الذي تقدّم به لبقاء الاحتلال وتقسيم قطاع غزّة إلى مناطق تحت الحكم العسكري، مع تقاسم وظيفي للإدارة المدنية، وكلّ مشروع آخر عليه التوافق معه وليس خلافا له.
زيارة النازي الإرهابي نتنياهو تطبيق ما يقول، لتكريس وقائع تفرض منطقها على أيّ حلّ سياسي لاحق يلوح بالأفق، وقد تكون رسالة مسبقة إلى الإدارة الأمريكية القادمة، لتثبيت بعض الوقائع التي يكون معها أيّ مطالبة بحلّ سياسي للحرب في قطاع غزّة، تنطلق من وقائع أصبحت قائمة وليس مفترضة. زيارة نتنياهو الاستعراضية، تحمل رسائل جانبية خاصّة بالشأن الداخلي في الكيان الغاصب، والذي تعصف به واحدة من أخطر أزماته، فضائح ترتبط به شخصيا ومكتبه الموصوف من قبل الإعلام العبري بأنّه منظومة فاسدة.
