عندما يتحوّل التسوّق إلى متعة

سـوق «الرحبـة» .. ذاكـــرة جماعيـــة لسكـــان باتنـــة

باتنة: لموشي حمزة

يتميز رمضان ولاية باتنة بإقبال العائلات الكبير على احد أهم المعالم التاريخية التجارية، ويتعلق الأمر بسوق الرحبة العتيق المتواجد بقلب مدينة باتنة، الذي يعتبر من بين أشهر المعالم التي تحكي تاريخ المنطقة في الزمن الغابر، حيث يتحول منذ الساعات الأولى للصباح قبل رمضان وخلاله وإلى غاية الليل لمحج للآلاف من العائلات والتجار والمواطنين من مختلف بلديات الولاية والولايات المجاورة، خاصة خلال شهر رمضان المعظم.

يعرف سوق الرحبة بوفرة المواد الغذائية المختلفة والنادرة خاصة ما تعلق بالتوابل وبعض الحلويات التي تستعمل في الأفراح والكثير من الأعشاب الطبية النادرة والتي لا يمكن أن تجدها سوى بسوق الرحبة، الذي من مميزاته أيضا كثرة المتسوقين بين أروقته ومحلاته الصغيرة الضيقة المتلاصقة التي  يحوّلها أصحابها إلى لوحات فنية رائعة من خلال تزيينها بأجود أنواع التمور والمكسرات وكذا النباتات العطرية والأواني الطينية والخشبية.
وجدنا «الرحبة» منذ أول أيام الشهر الفضيل تعج بالنسوة اللواتي كنا يبحثن بهستريا عن بعض أصحاب المطاحن المتخصصة في طحن بعض الحبوب والتوابل الرمضانية، لأنهن لا يتقن في جودة تلك التوابل بالرغم من أن شهر رمضان الكريم قد أدرك أسبوعه الثاني، إلا أن الإقبال على اقتناء التوابل ما يزال مستمرا بعديد أسواق باتنة، على غير العادة حيث أجبرت ربات البيوت على البحث عن محلات بيع العقاقير التي انتشرت عبر أحياء مدينة باتنة، خاصة بعدما أغلق هذا السوق لدواعي الترميمات الجارية به منذ أشهر، واصلنا جولتنا وغير بعيد عن هذه السوق ينتشر باعة بعض الحلويات والمكسرات الرائجة بكثرة في رمضان على غرار حلوة «النوقة» وحلوة «الترك» وحتى أكلة «الدوبارة» التي تعرف رواجاً كبيراً ساعات قليلة قبل الإفطار.
ويفتخر سكان باتنة كثيرا بأسواق الرحبة المنتشرة بعدة مدن منها مدينة باتنة التي يتواجد بقلبها النابض سوق الرحبة الذي يعتبر ذاكرة جماعية لسكان الولاية، كونه أول سوق أنشأه المستعمر الفرنسي بباتنة سنة 1841 وفق المخطط العمراني الأول لتعمير المدينة.
يتواجد هذا المعلم التجاري والتاريخي والسياحي خلف مبنى المسرح الجهوي يضم 46 محلا تجاريا هي عبارة عن مربعات لا تتعدى مساحتها الـ3 أمتار مربعة، بها عدة مداخل ومخارج زادتها جمالا أروقته الضيقة وانعكاس أضواء المصابيح الملونة وانتشار الروائح الطيبة المنبعثة من كل مكان، الأمر الذي يجعل من الزائر له ملكا يقع في حب منتجاته من أول نظرة.
وإدراكا منها بأهمية هذا السوق قامت بلدية باتنة سنة 2011 بإغلاقه لمدة سنتين من اجل إعادة تهيئته، حيث لم تمنع مدة الغلق من وفاء الزبائن له حيث عادوا بقوة بمجرد افتتاحه، على الرغم من مدينة باتنة تتوفر على العشرات من المحلات المختصة في بيع نفس منتجات سوق الرحبة العتيق.
كما يتميز سوق الرحبة بكونه أول سوق تجاري ترتاده نساء المدينة بكل حرية، حيث يقتصر تواجد الرجال فيه على الباعة فقط في الغالب، بعدما كان التسوق حكرا على الرجال في عديد الأسواق والمحلات التجارية، فمنتجات سوق الرحبة من توابل وأكلات تقليدية كالعيش والشخشوخة والكسكسي وغيرها يحتاج اقتناؤها لأنامل نسوية محترفة.

 

رأيك في الموضوع

« أفريل 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30        

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025