مــع فتح 55 مطعــم إفطـار عــبر 19 بلدية ببومرداس

انحسـار الفعـل التضامني بسبـب الظـــروف الاقتصاديـة

بومرداس: ز- كمال

تراجعت عمليات التضامن والتكافل الاجتماعي مع المحتاجين وعابري السبيل، خلال شهر رمضان، بولاية بومرداس، سواء من خلال توزيع الطرود الغذائية أو فتح مطاعم إفطار الصائمين من قبل محسنين وجمعيات خيرية وحتى مؤسسات اقتصادية وصناعية تجسيدا لمبدأ التكافل الاجتماعي، ولم تعد بنفس الصورة التي عرفتها السنوات السابقة، حيث بدت تأثيرات الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضروات ظاهرة للعيان، خلال هذا الشهر..

 كشفت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية بومرداس عن منح 55 رخصة لفتح مطاعم إفطار، خلال شهر رمضان الفضيل ،عبر 19 بلدية فقط من أصل 32 بلدية غائبة عن هذا الفعل التضامني لهذه السنة على عكس عادة السنوات السابقة، وهو ما فسره البعض من المهتمين والمتابعين للشأن الاجتماعي والحركة الجمعوية بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تمر به العائلات الجزائرية وخاصة أصحاب المبادرات الخيرية التي تأثرت كثيرا بتدني القدرة الشرائية أمام ظاهرة الغلاء الفاحش للأسعار.
 كما كشف استطلاع «الشعب» في عدد من البلديات بولاية بومرداس «أن الكثير من المؤسسات والجمعيات التي تنشط في العمل الجمعوي التضامني وجدت صعوبة في الميدان لعدة أسباب، ومنها الهلال الأحمر الجزائري الذي يعاني من نقص التغطية في الميدان بسبب افتقاده لمكاتب محلية بالبلديات تسهل له النشاط المحلي عن قرب مثلما تحدث عنه ممثله بالولاية، خاصة وان هذه المؤسسة إلى جانب الكشافة الإسلامية تعتبر من أنشط الهيئات التضامنية مقارنة مع عدد من الجمعيات التي تبقى أنشطتها مناسباتية وظرفية إن صح القول، لكن لا يمكن في كل الأحوال التحجج بمثل هذه الظروف للعزوف عن التواجد في الميدان وخاصة في شهر مقدس واستثنائي تتطلع إليه الكثير من العائلات المعوزة والمحتاجة.»
كما سجلنا أيضا عزوف الخواص وأصحاب المطاعم بالخصوص الذين اعتادوا فتح مطاعم إفطار للصائمين وعابري السبيل من الحفاظ على هذا التقليد الاجتماعي، حيث فضلت عدد من المطاعم الشعبية تغيير نشاطها المعتاد نحو صناعة وبيع الحلويات التقليدية المرتبطة بشهر رمضان بالأخص الزلابية على العمل التضامني بحثا عن الربح السريع واستغلال المناسبة لمواجهة الظروف الاجتماعية الصعبة وتغطية تكاليف النشاط.
في الأخير، يمكن القول أن النشاط التضامني والخيري بولاية بومرداس، تأثر بشكل كبير بالظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدنية لأغلب العائلات والناشطين في مختلف المجالات سواء كموظفين، فلاحين أو عمال بسطاء غارقين في يوميات البحث عن لقمة عيش وسط كل هذه المتغيرات الصعبة أمام استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية مقابل تدني رهيب للقدرة الشرائية، وبالتالي أفقدتهم إلى حد كبير مفهوم الحس التضامني وعمليات التكافل الاجتماعي التي كانت سائدة بقوة في المجتمع، وفي مثل هذه المناسبات الدينية، وأصبح الكل يشتكي ومحتاج للمساعدة على حد تعبير بعض المواطنين.  

 

رأيك في الموضوع

« أفريل 2025 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
  1 2 3 4 5 6
7 8 9 10 11 12 13
14 15 16 17 18 19 20
21 22 23 24 25 26 27
28 29 30        

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025