سطّرت مديرية الثقافة والفنون لولاية بومرداس بمعية عدد من الهيئات والجمعيات المحلية الناشطة في المجال عروضا فنية مسرحية ومسابقات شعرية، وأخرى لحفظ القران الكريم والحديث النبوي الشريف موجّها لعدة مستويات منها طلبة جامعة أمحمد بوقرة، في محاولة لخلق ديناميكية تتماشى وخصوصية الشهر الفضيل، الذي عادت إليه هذه السنة روح المبادرة والانفتاح على مختلف الفضاءات العمومية بعد سنتين من الجمود والتعليق الاستثنائي لمختلف الأنشطة..
بعد انفراج الوضع الصحي ورفع القيود والإجراءات الاستثنائية على مختلف الفضاءات العامة وقاعات العروض المختلفة، واستعداد المواطنين والعائلات للعودة للحياة الطبيعية بكل ما تمثله من حركية خلال شهر رمضان الفضيل، حاولت المؤسسات الثقافية والدينية الرسمية والمجتمعية أن تواكب هذه التطورات الايجابية، وتساهم في إعادة إنعاش الساحة بأنشطة في مستوى المناسبة حتى تعيد لسهرات رمضان تقاليده الراسخة.
في هذا الإطار، قدّمت دار الثقافة رشيد ميموني برنامجا متنوعا شمل عدد من الأنشطة والمستويات موجهة للكبار والصغار، منها عروض مسرحية تفنّنت في أدائها عدد من الفرق المحلية المعروفة بالولاية، حفلات شعبية واندلسية، ومسابقة لحفظ القرآن الكريم بعنوان «أنوار القرآن» في أدوارها التأهيلية والختامية ليلة القدر المباركة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية، إضافة إلى مدائح دينية وكلها عروض مبرمجة بعد صلاة التراويح.
بدورها كانت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية في الموعد كذلك بتسطير برنامج ثقافي وفكري لفائدة الشباب وهواة المطالعة، كان من أبرزها المسابقة الوطنية التي يشرف عليها نادي القراءة وشملت قصائد في المديح الديني والنبوي، مع فتح باب المشاركة عن بعد بإرسال مشاركات عبر الانترنت وحضوريا بمشاركة المتسابقين من داخل الولاية بإلقاء قصائد خلال أمسيات رمضان على أن تكون الجلسة الختامية سهر ة يوم 24 أفريل الجاري، مع تنظيم ندوة فكرية عن بعد بعنوان «الأبعاد الصوفية والنسوية في رواية قوارير شارع جميلة بوحيرد للروائية ربيعة جلطي».
كما سطّرت المكتبة العمومية برنامجا فكريا موجها للطفل طيلة أيام شهر رمضان عبر فترتين صباحية ومسائية، يشمل تلقين قراءات لسور القرآن الكريم بأحكام التلاوة ومناسبة نزولها، حفظ للحديث النبوي الشريف، وورشات أخرى للرسم والأشغال اليدوية بهدف اكتشاف المواهب وملء الفراغ اليومي في نشاطات تربوية هادفة.
نفس الأجواء الرمضانية عرفتها جامعة امحمد بوقرة لبومرداس، حيث نظّمت مصلحة النشاطات الثقافية لكلية الحقوق والعلوم السياسية ببودواو، الطبعة الرابعة لمسابقة فارس القرآن الكريم بمشاركة متنافسين من مختلف الكليات والمعاهد تحت إشراف لجنة تحكيم مكونة من أئمة وأساتذة مختصين، حيث دخلت مرحلتها النهائية بتأهل خمسة متسابقين عن كل فئة ذكورا وإناثا، في انتظار الموعد النهائي نهاية شهر رمضان.
وبعيدا عن هذه الأجواء الفكرية والفنية التي صنعتها عدد من المؤسسات الثقافية بعاصمة الولاية، تبقى ليالي رمضان باردة وفاترة بباقي البلديات سواء لغياب المرافق او انعدام المبادرة لدى المشرفين على المراكز والملاحق الثقافية، حيث لا تزال المقاهي وفضاءات الشاي تقريبا تمتص أوقات الفراغ لشباب المنطقة ومدن أخرى تنام مبكرا كأنها لم تستوعب بعد عودة الحياة الطبيعية لليالي رمضان.