تعوّدت العائلات بولاية البيض وعلى امتداد عقود من الزمن على تنظيم السهرات واللقاءات العائلية، حيث يجتمع أفراد العائلة بعد صلاة التراويح حول صينية الشاي في جو عائلي حميم توارثته الأجيال جيلا بعد جيل.
صينية الشاي وما تجود به ربات البيوت من حلويات من صنع أيديهن طابع مميز لليالي رمضان بالبيض، في جلسات تمتد أحيانا الى ما قبل ساعات الفجر الاولى ليفترق الجميع الى صلاة التهجد للنساء بالبيوت وتوجه الرجال إلى المساجد لصلاة الفجر.
الجلسات التي تعود عليها الكبار والصغار، يقول عنها الجودي أمحمد من كبار سكان ولاية البيض، أنها غالبا ما تكون في بيت الجدة أو الجد بهدف توطيد العلاقات الاجتماعية وترسيخ صلة الرحم، ما يدفع بالكثير من سكان المنطقة ممن يعملون خارجها الى استغلال شهر رمضان لأخذ عطلتهم والركون الى هذا الجو العائلي المميز والفريد.
مصطفاوي أحمد هو الأخر يعيش رمضانه الستين وقد صام منه 45 رمضانا متواليا، حيث بدأ رحلة الصيام منذ أن كان عمره 15 سنة، يقول أن أهم ما يجعله متصلا برمضان هو ذلك الجو العائلي، ورغم ان موائد الافطار للعائلات متفرقة بحكم الزواج وكثرة الاولاد، إلا أنها تجتمع بعد صلاة التراويح ببيت الجد في جو عائلي مميز، لم تؤثر عليه مظاهر التكنولوجيا الحديثة ولا برامج التلفاز التي تبقى خارج الاهتمام.
هي مظاهر رمضانية مألوفة منذ قرون خلت بالمنطقة ولا تزال متواصلة بالرغم من تأثيرات العصرنة والحداثة، ينتظرها المواطنون للمساهمة في التئام الشمل لتبادل الأحاديث في جو من الألفة والمحبة، تكون كذلك فرصة للاطلاع على أخبار وشؤون العائلة وحل الكثير من المشاكل العالقة.
ووسيلة للتضامن من خلال الاطلاع على ظروف العائلة الواحدة وايجاد الحلول للمشاكل وطبعا تبقى الكلمة الأهم و الأولى لكبير العائلة يكون غالبا الجد الذي تجاوز سنه العقد السابع أو الثامن، الجلسات الرمضانية تزيّنها ربات البيوت بأكلات خفيفة سبق وان حضرتها خصيصا للموعد من أهمها ‘’ الغريبية ‘’ و ‘’ قريوش ‘’ إضافة الى طبق ‘’سفوف ‘’ وطبعا سيد المائدة الشاي الاخضر بالنعناع.