وضع فتى في السادسة عشرة من عمره الأطباء في متاهة عندما تعاملوا مع حالة التهابية لم يعرف لها مثيل من قبل في التاريخ الطبي.ولمدة ثمانية أعوام، ظل البريطاني الفتى بليك مونتون يتعايش مع ورم كان ينمو في دماغه بينما كان الأطباء يتجهون في طريق علاجي آخر للالتهاب، لكنه بات يتعافى حالياً من هذا المرض النادر الذي ليس له مثيل في العالم.
فبعد خضوعه لست عمليات جراحية وإصابته بمرض الالتهاب السحائي، اكتشف الأطباء أن بليك مصاب بالتهاب فطري يسمى أسبرغيليس، تمدد من معدته حتى وصل لدماغه، وهذه حالة طبية لم يسجل لها مثيل في السابق.
وتمكن أطباء مستشفى شيفيلد للأطفال من السيطرة على الالتهاب في الوقت المناسب، فيما عاد بليك أخيرا لمنزله.
ويقول الأطباء أن بليك لايزال مصاباً بالتهاب أسبرغيليس لكنه بات الآن تحت السيطرة .
ولا يملك أي تصور يتعلق بالكيفية التي سيؤثر بها هذا الالتهاب على صحته في المستقبل.
وقبل أن يصل الاطباء الى هذا الحل نُقل عدة مرات الى المستشفى بعد تعرضه لنوبات مرضية، وأظهرت الفحوص إصابته بورم ضخم في مؤخرة دماغه.
وتسبب هذا الورم بتراكم سائل في دماغه، أدى لإصابته بدوار دام لفترة قاربت العام، ولذلك لجأ الجراحون الكوبيون لتركيب تحويلة صناعية لبليك لإفراغ السائل في معدته.
ومنذ إجرائه للعملية، خضع بليك لعلاج إشعاعي في شيفيلد لتقليص الورم وخضع لعمليات أخرى في المملكة المتحدة لتركيب اربع تحويلات جديدة، لكنه منذ ٦ أشهر ظل يعاني من انتفاخ معدته، ولذلك أصطحبه والديه لشيفيلد مرة أخرى.
وبعد تصريف السائل، اكتشف الأطباء أسبيرغيلس في التحويلة التي تم تركيبها في كوبا، ولذلك خضع مرة أخرى لعملية ثانية استغرقت هذه المرة ٤ ساعات لإزالته.
بيد أن معاناة بليك من الالتهاب تواصلت، بالرغم من أنابيب التقطير التي أوصلها الأطباء بجسده لضخ المضادات الحيوية ومضادات الفطريات، على مدار اليوم ولعدة أسابيع.
وقد اضطر الأطباء لإجراء عملية جراحية أخرى له لإزالة تحويلة وتركيب واحدة خارج رأسه، لإفراغ السائل في كيس . ولسوء الحظ انفجرت تقطيبة وأصيب بليك بالالتهاب السحائي بسبب الجرح.
ولجأ الأطباء لزيادة جرعة المضادات الحيوية لمقاومة المرض، لأن الجهاز المناعي لبليك في تلك المرحلة، تعطل تماماً. ثم خضع بليك لجراحة ثانية لإزالة التحويلة الخارجية وتركيب تحويلة أخرى في الجانب الآخر من دماغه، وبالرغم من ذلك بدا أن كل مايقوم به الأطباء لا يجدي.
واضطر الأطباء البريطانيون للاتصال بأطباء أعصاب في شتى أنحاء العالم، لكن لم يتمكن اي منهم من تحديد المشكلة.
وفيما بعد، أظهر فحص تصويري للدماغ أن أسبيرغيلس تمدد وانتشر من معدته، ووصل لدماغه ''عبر التحويلة'' وهذه كانت حالة طبية لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري.
ويقول بليك: ''أنا سعيد لأنني عدت للمنزل وهذا ما كان يشغل تفكيري منذ ذهابي للمستشفى''.
وقال بريان والد بليك: ''مرت بنا أوقات، كنا نعتقد أننا سنفقده''.
وأضاف: ''سعى الأطباء لإنقاذ حياته لكنه ظل لفترة طويلة يتلقى المضادات الحيوية ولذلك تعطل جهازه المناعي وأصبحت علاجات كثيرة مستحيلة.
وختم قائلا : ''اننا سعداء بعودته للمنزل، ونعتقد أن ما يقوم به مذهل''. وتقول والدته كارول: ''لقد اتسم بالشجاعة طوال فترة مرضه، وبالرغم من كل المتاعب الصحية التي تعرض لها، لم يكن يتذمر مطلقاً وكان يبقينا ضاحكين كل يوم، أنا سعيدة للغاية بعودته للمنزل''.
''بليك مونتون''
حالة نادرة حيّرت الأطباء
شوهد:4402 مرة