متـى ينتـــصر العـدل على العــدوان؟

بقلم: ميخائيل رشماوي.

حين تزول البسمةُ من شفاه الأطفال، وحين يسود الظّلمُ والعدوان، وحينَ يسيطر عقلُ البطشِ والفتكِ على عقل الرّشد والإيمان، حينذاك ينعدم الأمن، وينعدم الاستقرار، إنّ أيَّ إنسانٍ يطمح إلى العيش بهدوءٍ وأمن وسلام، يعيش في بلدٍ يوفّر له كلَّ ما يؤمّن له حياةً فيها الرّاحة، حياةٌ يستنشق فيها عطرَ الزّهور مستمتعًا، ويستمع إلى تغريد العصافير مترنّمًا، يفترش الأرض تحت الأشجار الغنّاء بهناء، يشاهد تلألؤ النّجوم ليلًا فتغمره فرحةٌ وصفاء، يرى الأطفال الّذين غابت بسماتهم الآن حوله يلعبون ويمرحون وهل هناك أجمل من قول الشّاعر:

ويـا حـبـذا صبـيةٌ يمـرحـون
عنانُ الحيـاة عليهـم صبـي
كأنّهـمـو بسـمـاتُ الحياةِ
وأنفـاسُ ريحانُها الطّيّبِ

انظروا إلى المنظر الجميل”صبية يمرحون” هؤلاء الصبية هم زينة الحياة الدنيا وأحبّ شيء إلى نفوسهم اللّعب والمرح وهل يعرفون غيرها شيئا ما دامت الحياة مرخية لهم اللّجام ولم ينغّص عليهم منغّص؟ ولكن هيهات هيهات، أين هذه الحياة؟ أينَ الأمنُ والسّلام؟ أين هؤلاء الأطفال وقد اختفت ابتسامتهم ؟ أين هؤلاء بسماتُ الحياة ؟ لماذا لا يمرحون ويلعبون؟ كيف غاب السلام عن فلسطين؟ كيف تضيع النّفوس؟ وتنعدم البهجةُ في الأرضِ والسّماء؟ أهذه هي فلسطين مهدُ الأديان ؟ أهذه فلسطينُ الّتي احتضنت كلّ الحضارات يحدث فيها هذا الدّمار؟ تساؤلاتٌ تدمي قلبي وتحرق نفسي وأنا أرى فتك الإنسان بالإنسان. مع ذلك أقول: يا فلسطين يا ملهمتي الغالية، يا موطن المسيح الّذي نادى بالسّلام، عشنا في كنفك عقودًا وعقود، ولا زلتِ تحتضنينا بحبٍّ وحنان، لا تيأسي يا فلسطين لا تيأسي يا غزّة، ستعود البهجةُ والفرحة إلى نفوسِ أطفالِك، وستشرق الشّمس، شمس الحريّة، شمسُ العدل، إنّني ألمح بريقًا من الأملِ يلمع في سمائك، وإشراقته الجميلة تنتشر فوق الجبال والأشجار، وها هم ملائكة الرّحمن يرفرفون بأجنحتهم احتفاءً بانتصار الأمل، وها هو العدلُ ينتصر على العدوان بالعزم والإيمان.

وما من شدّة إلّا سيأتي
لها من بعد شدّتها رخاءُ

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19475

العدد 19475

الإثنين 20 ماي 2024
العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024