غــــربــــــانٌ ســـــــــــــود

كتب: منجد صالح

 



غربانٌ سود غطّت سماء بلادنا، ملأت الفضاء الفسيح بالحمم والنار والدمار،
غربانٌ سود سدّت شواطئ بحرنا بالحقد والاستعمار،
غربانٌ سود احتلّت اديم برّنا بالحقد والغطرسة بلا حُدودٍ ولا معيار،
«لملم” الغرب المنافق الكذّاب المُتملّق المتوحّش الغربان السود من بين ظهرانيه ومن شتى بقاع واصقاع الارض وحذفوهم على أرضنا الطيّبة الوادعة الهانئة وعلى شعبنا اللطيف المتسامح الكريم المعطاء،
مشكلة اخترعها وابتدعها الغرب وغذّاها “وكبّرها وصغّرها” وتلاعب بها، ثمّ حذفها ظلما وبهتانا دون ما وجه حق على شعبٍ، الشعب الفلسطيني،
لم يكن له لا “ناقة ولا بعير” في “طبختهم ولا ما في “قِدرهم من مكوّنات ومقادير”،
من يومها وشعبنا في المآسي والمصائب، يخرج من مجزرة ليدخلوه في أخرى: “دير ياسين وقبية والطنطورة وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين وغزّة”،
قوى مبطّنة ومستترة ومعلومة وواضحة وضوح الشمس تداوم على ملاحقة شعبنا والتنكيل به والتوغّل في أرضه وكيانه ودمه،
قوى خفيّة كبرى ومعلومة ومكشوفة عدوانية ومعتدية على شعبنا افرادا وجماعات، في بيوتهم الآمنة وفي الازقة والطرقات، في الوطن وفي الشتات،
غربانٌ سود تتكاثر على “قصعة” شعبنا، تنهشها وتنهبها وتُحطّم ما تبقّى فيها ومنها،
غربانٌ سود تسرح وتمرح وتُعربد على أرض بلادنا وتسدّ اشعة ونور الشمس أمام مستقبل اطفالنا،
غربانٌ سود تعاملت دائما وكأنّها فوق القانون وكأنها في بروج وفي “قرى مُحصّنة ومن وراء جُدُر”،
غربانٌ سود باغتتهم صقورٌ ونسورٌ في فجر الفجر “فأرتهم النجوم في عزّ الظهر”، واجهزت عليهم واحدا واحدا وجماعات، فتبعثروا في البراري وعلى جانبي الحدود والسياج والساحات،
غربانٌ سود مُبعثرين “مُلبّكين” بلا بوصلة ولا اتجاه،
هرع كلّ آبائهم العتق والجدد من الغرب “للملمة بعثرتهم” ومحاولة اسنادهم، لكن:
«وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”،
«.. وكان وعدا مفعولا”،
صدق الله العظيم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024