تلبية احتياجات السّوق المحلية وتقليص فاتورة الاستيراد
تجري أشغال إنجاز وحدتين جديدتين متخصصتين في إنتاج المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية بالمنطقة الصناعية لأولاد صالح بالطاهير (جيجل) بوتيرة متقدمة، ويندرج ذلك في إطار برنامج الاستثمار بالولاية. علما أنّ هاتان الوحدتان الاقتصاديتان قيد الإنجاز تكتسيان من طرف مستثمرين خواص أهمية كبيرة في مجال تلبية احتياجات السوق المحلية في المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية وتقليص فاتورة الاستيراد، مع إمكانية تحويل كميات من المواد المصنعة للتصدير نحو الأسواق الخارجية، حسبما تم تأكيده خلال الشروح المقدمة للسلطات الولائية بعين المكان.
ثمّن الوالي العربي مرزوق خلال زيارته للمنطقة الصناعية الديناميكية التي تعرفها بعض المشاريع الاستثمارية بالموقع الذي يتربع على 84 هكتارا ينشط بها لحد الأن 44 متعاملا خاصا و8 متعاملين عموميين. وفي المقابل عبر المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي للولاية عن سخطه بخصوص المشاريع التي تراوح مكانها منذ عدة سنوات، ولم تنطلق بها عملية الإنجاز، مهددا في هذا السياق باسترجاع القطع الأرضية الممنوحة لبعض المستثمرين العازفين عن مباشرة تجسيد مشاريعهم ميدانيا.
وفي تصريحه على هامش الزيارة الميدانية للموقع قال الوالي نفسه: “نحن نرحّب بكل المبادرات الاستثمارية في مختلف قطاعات النشاط على غرار الفلاحة والسياحة والصناعة وغيرها من أجل دعم التنمية الاقتصادية على المستوى المحلي والوطني”. ومن أهم الوحدات التي شملتها زيارة السلطات الولائية بالمنطقة الصناعية تلك الموجهة لإنتاج 3 تشكيلات كبيرة من الأدوية (أدوية للجهاز الهضمي وأقراص مسكنة للآلام وسيروم الغلوكوز..)، والتي من المتوقع أن تدخل الإنتاج في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر المقبلة، حسبما أكده المستثمر صاحب المشروع نبيل بن سوحالي.
ومن المنتظر أن تشغل هذه الوحدة الإنتاجية المتطورة حوالي 50 عاملا يوجدون حاليا في تربص تحضيرا للانطلاق الفعلي للوحدة التي قدّم بشأنها والي الولاية لأصحابها موافقته المبدئية من أجل التوسعة المستقبلية على مستوى المنطقة الصناعية “بلارة”. أما الوحدة الثانية الناشطة في نفس المجال الطبي، فتتخصص في إنتاج حقن الأنسولين بمختلف الأحجام، وبقدرات إنتاجية تتراوح بين 4 ملايين إلى 48 مليون حقنة، حسبما أكده المستثمر صاحب المشروع، مقدرا بأن يصل عدد العمال الدائمين بالوحدة إلى 135 عاملا من بينهم 84 تقنيا.
وأوضح ذات المتحدث، بأن هذه الوحدة النوعية التي تصل تكلفتها المالية إلى ما يفوق 442 مليون دج، ستكون الأولى من نوعها في الجزائر وشمال إفريقيا والثالثة في إفريقيا، كما ستسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية السوق المحلية من هذا المنتوج الصيدلاني، إضافة إلى التصدير إلى السوق الخارجية. كما شملت زيارة السلطات المحلية للمنطقة الصناعية عددا كبيرا من الوحدات الإنتاجية والتحويلية الأخرى منها ما هو متخصص الزجاج ومواد البناء والفلين والمنتجات الكيمائية (الطلاء..) والصناعات الغذائية (إنتاج الحليب).
للإشارة تحتضن المنطقة الصناعية الطاهير التي استفادت في 2004 و2009 من عمليات تهيئة وترميم عدة أنشطة (40 بالمائة)، منها صناعية و(33 بالمائة) في مجال التخزين و27 بالمائة في البناء والأشغال العمومية.