الإستهلاك المنزلي والإنارة العمومية أهم عوامل التبذير
مشروع الجزائر لآفاق 2030 مشروع كبير يكتسي أهمية قصوى للتحكّم في الطاقة
شدّد رئيس المجلس الجزائري لخبراء الاقتصاد والطاقة والطاقات المتجدّدة حسين بن شنين، على أهمية اعتماد النجاعة والفعالية الطاقوية للحفاظ على استدامة الاستقرار الطاقوي للجزائر وعدم تبديد كل الجهود المبذولة والمشاريع المبرمجة بسبب التبذير، مشيرا في تصريح لـ “الشّعب”، إلى أنّ الجزائر تخصّص 25 مليار م3 لإنتاج الكهرباء، وهي كمية كبيرة جدّا يمكن التخفيض منها بنسبة 30% أي ما يعادل 8 مليار م3 من خلال الاقتصاد في استهلاك الطاقة وتوجيهها للتصدير.
حثّ بن شنين على ضرورة تغيّر السلوكات الاستهلاكية اليومية للمواطن الجزائري، سواء على مستوى الإدارات أو الاستهلاك المنزلي أو في الإنارة العمومية، في إطار مقاربة تشاركية تحافظ على المكتسبات وتثمّن الإنجازات والمجهودات المبذولة في الإنتاج الطاقوي.
وتحدّث الخبير عن مشروع الجزائر لآفاق 2030 المتعلّق بالتحكّم في الطاقة، الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده، والذي يمثل -حسبه- مشروعا كبيرا يكتسي أهمية قصوى بالنسبة للوزارة حيث تحرص من خلاله على دعم كل الجهود المؤدية لذلك، بما فيها دعم تعميم استعمال وقود غاز البترول المسال “سيرغاز” على مستوى السيارات بنسبة 50%، والذهاب لأبعد من ذلك من خلال دعم شراء المبرّدات المقتصدة للكهرباء بـ50 ألف دج، ناهيك عن طلاء واجهات البناء بمادة عازلة للحرارة للحفاظ على برودتها، وحتى استعمال اسمنت عازل للحرارة على أسقف البنايات.
وأشار المتحدّث في هذا السياق إلى أنّ الوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده، لديها مخطّط إعلامي وتوعوي لنشر ثقافة النجاعة الطاقوية على مستوى مختلف وسائل الإعلام، سيما التلفزيون والوسائط الاجتماعية والمساجد، بالتزامن مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وكثرة استعمال المبرّدات وبالتالي ارتفاع استهلاك الطاقة، والذي يرافقه أيضا انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، خاصة مع توقّع ارتفاع ذروة الاستهلاك هذه السنة إلى 21 ألف ميغاوات بعد أن وصلت إلى 19800 ميغاوات خلال الصائفة الفائتة.وأشار المجلس الجزائري لخبراء الاقتصاد والطاقة، إلى قيامهم بدراسة توصلوا من خلالها إلى ارتفاع استخدام الجزائريّين المبرّدات وأجهزة لمواجهة ارتفاع الحرارة في السنوات الأخيرة، حيث تمّ إحصاء 33 مليون جهاز تكييف، وهو رقم مرشّح للارتفاع، ما جعلهم يرافعون من أجل الاقتصاد الطاقوي والنجاعة الطاقوية، والتي لن تكون - حسبه - إلّا من خلال تغيير السلوكات الاستهلاكية واعتماد الطرق والإجراءات المقتصدة في حياتنا اليومية، خاصة وأنّ التبذير في الاستهلاك المنزلي، يرتفع سيما في البنايات بـ40%، و18% في النسيج الصناعي.
وأوضح بن شنين أنّ الأمن الطاقوي لا يرتبط فقط بالإنتاج بل بكيفية على الحفاظ على هذه القدرة الإنتاجية، سيما على مستوى شبكة الضغط المنخفض بالمدن للحفاظ على توازن الشبكة، من خلال ترشيد الطاقة وتجسيد المقاربة “من أجل طاقة نظيفة”، وهو ما أكّد عليه رئيس الجمهورية في عدة محطات والحرص على ضبط آليات التحكّم في الطاقة من أجل الأجيال القادمة ومستقبل مستدام لما بعد 2050.
في المقابل دعا المتحدّث إلى ربط مشاريع الإنارة العمومية على مستوى البلديات بالدراسات المعمّقة، من أجل تفادي التبذير في إنجاز هذا النوع من المشاريع وما يتبعه من تجهيزات، والمؤدية بالضرورة إلى التبذير في الاستهلاك الطاقوي والذي يمثل 75% في الإنارة العمومية، مشيرا إلى ضرورة إشراك أهل الاختصاص في هكذا مشاريع من أجل ضمان النجاعة والفعالية الطاقوية