تمّ تسليمه فعلياً قبل آجاله الأصلية بحوالي 11 شهـراً

مقطع تندوف - غار الجبيلات من خط السّكة الحديدية..حيّز الخدمة

تندوف: علي عويش

وضع آخر عارضة إسمنتية لسكّة حديد تندوف - غار الجبيلات

 في خطوة فارقة في تاريخ المشاريع الإستراتيجية الوطنية، تم يوم أمس، وضع آخر عارضة إسمنتية في الشطر الرابط بين مدينة تندوف ومنطقة غار الجبيلات من الخط المنجمي الغربي، وهو ما يمثّل إنجازاً بارزاً في المشروع الذي يُعدُّ الأضخم من نوعه في تاريخ البلاد على مسافة تمتد لـ950 كلم.

الحدث الذي جرى بحضور رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية العالمية للسكك الحديدية “CRCC”، داي هيجن عن الجانب الصيني، ووالي تندوف، دحو مصطفى، عن الجانب الجزائري، يأتي تتويجاً لعمل مضنٍ وجهود إستثنائية امتدت لعدة أشهر في ظروف مناخية وبيئية استثنائية كذلك، شهدت تكاثف جهود إطارات وعمال جزائريّون مع الخبرة الصينية، عكست إرادة قوية لتجسيد مشروع ضخم ظلّت بلادنا تطمح إلى تحقيقه لعقود خلت.
الشطر الذي تم تسليمه رسمياً ووضعه في الخدمة، يوم أمس، يمتد لمسافة 135 كلم بين مدينة تندوف ومنطقة غار الجبيلات الحاضنة لمنجم الحديد الضخم، يُعدُّ هذا الشطر من أصعب الأجزاء وأقساها طبيعةً، لاحتوائه على ظروف مناخية جامحة وتضاريس صعبة تطلّبت استخدام المتفجّرات في أكثر من مرّة، ما دفع بشركات الإنجاز إلى العمل لمدة 22 ساعة يومياً، ومضاعفة الجهد المبذول من أجل تسليم المشروع في آجاله المحدّدة.
تسليم الشّطر الرابط بين تندوف وغار الجبيلات، يضع بلادنا على بُعد خطوة واحدة من الاستغلال الفعلي لعملاق الحديد غار الجبيلات، كما يُعدُّ هذا المشروع نواةً أساسية لتحويل الجنوب الغربي إلى قطب صناعي ومنجمي بامتياز، كما سيفتح آفاقاً واسعةً لانتشال المنطقة من العزلة التنموية ووضعها في مصاف الولايات الفاعلة في المشهد الاقتصادي الوطني.
شهد تسليم هذا الجزء من المشروع حضور رئيس مجلس إدارة الشركة الصينية العالمية للسكك الحديدية CRCC، داي هيجن، وهي زيارة تُبرز أهمية المشروع لدى الشريك الصيني والتزامه بتسليم المشروع في أجاله المحدّدة، وهو ذات المشروع الذي يسير بخطى متسارعة نحو التجسيد الفعلي والإنتهاء من كل أجزائه في غضون أشهر قليلة بعد تسليم الشّطر الرابط بين مدينة بشار والعبادلة على مسافة 100 كلم، وهو مشروع لم يكن ليتحقّق لولا عزيمة الرّجال وسواعدهم، وإرادة سياسية قوية سخّرت كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجيستية لتجسيد أضخم مشروع في تاريخ الجزائر، فبعد تسليم الشطر الرابط بين تندوف وغار الجبيلات، يوم أمس، تكون الجزائر قد رسّمت لأبنائها وللأجيال اللاحقة مستقبلاً مشرقاً بخطى ثابتة وعزيمة من حديد، مستندةً في ذلك إلى طموح وطني عميق في بناء اقتصاد قوي على أسس متينة تجسيداً للرؤية الاقتصادية، التي جاء بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
في هذا الإطار، أوضح والي تندوف، دحو مصطفى، أنّ فعاليات تسليم الشطر الرابط بين تندوف وغار الجبيلات تُعتبر حدثاً تاريخياً تزامن مع ذكرى عيد الاستقلال، حيث امتزج الحدث مع رمزية تاريخية عزيزة على الشّعب الجزائري وهي الذكرى الثالثة والستون لعيد الاستقلال.
وقال دحّو إنّ المؤسّسة الوطنية “أنسريف” لم تدّخر جهداً طيلة فترة إنجاز المشروع خاصة في جزئه الممتد على مسافة 552 كلم، من خلال تنسيق الأعمال بين مختلف الشركاء، سواء صينيّين أو جزائريّين، مؤكّداً بأنها مؤسّسة وطنية لها باعٌ طويل في إنجاز المشاريع الكبرى من خلال إطاراتها وعمّالها وكل طاقمها، “حيث وقفت وقفة جدّية على هذا المشروع وعملت على تذليل كل العقبات مع الشركاء والسلطات المحلية والمركزية وشركات الإنجاز بالولاية بصفة حيوية واحترافية”. وتابع والي تندوف قائلاً: “اليوم نقف على استلام المشروع الذي يربط تندوف بغار الجبيلات على مسافة 135 كلم، وهو الشطر الذي سُلّم خارج الآجال، وهي سابقة تأتي نتيجة الديناميكية التي أضفاها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على مختلف المشاريع التي تُنجز على المستوى الوطني، خاصة المشاريع الكبرى المهيكلة”، مضيفاً قوله بأنّ الجزائر باتت تتسلّم مشاريع بهذا الحجم، مؤكّدا بأنّ الرؤية الاقتصادية التي جاء بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد فجّرت طاقات الجزائريّين والشركات الوطنية.وأردف قائلاً إنّ زيارة رئيس مجلس إدارة شركة “CRCC” العالمية إلى ولاية تندوف، تأتي في إطار الإشراف على التسليم الفعلي لجزء هام من الخط المنجمي الغربي في شطره الرابط بين تندوف وغار الجبيلات، والذي دخل حيّز الخدمة في إطار نقل العتاد والعمال إلى منطقة غار الجبيلات.
وفي السياق ذاته، أكّد مدير مشروع الخط المنجمي الغربي، عبد الشفيع بن ربيع أنّ الجهود لا تزال متواصلة على نفس الوتيرة من أجل تسليم الأجزاء المتبقية من المشروع قبل نهاية العام الجاري، مثنياً على التسهيلات التي تلقّتها شركات الإنجاز من طرف السلطات المحلية لولاية تندوف، والتي أفضت إلى تسليم الشطر الرابط بين مدينة تندوف ومنطقة غار الجبيلات قبل موعده الأصلي بحوالي 11 شهراً.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025