فضاء تنموي واسع متعدد الفرص وسط بيئة قانونية جديدة

الجزائر المنتصرة.. وجهة موثوقة للاستثمار الآمـن والرابـح

فضيلة بودريش

رهـان رفع نسب الإدمـاج والتركيز على المنتجـات ذات القيمـة المضافـة

معــرض الجزائـر الدولي.. اتفاقيـات استراتيجية وشراكـات واثقـة

 كشف معرض الجزائر الدولي لزواره والمشاركين فيه من منتجين جزائريّين وأجانب، المكانة الصناعية والاقتصادية البارزة والرائدة المحقّقة من طرف المنظومة الإنتاجية الجزائرية، باعتبارها من أهم الاقتصاديات الإفريقية، كما أظهر المعرض الأشواط المسجّلة والمسار المكرّس وفق رؤية إستراتيجية واستشرافية بعيدة الأمد في جزائر منتصرة متعدّدة الإنجازات والمكاسب غير المسبوقة. وتوّج المعرض بتقارب اقتصادي ومهد لإبرام اتفاقيات لمشاريع اقتصادية، مع الشريكين العماني والباكستاني وشركاء من دول إفريقية.

استقطبت الجزائر على مدى ستة أيام كاملة من فعاليات معرض الجزائر الدولي 56، المنظمة من 23 إلى 28 جوان الجاري، اهتمام الشركاء والمستثمرين في عديد القطاعات الإنتاجية وأبرمت الإتفاقيات، وضربت موعدا لإقامة شراكات استثمارية هامة، بمشاركة قياسية عرفت حضورا قويا لما لا يقل عن 684 مؤسّسة جزائرية بينها 145 شركة أجنبية.
وأكّد ممثلو الشركات المحلية أنّ المعرض فرصة سنوية وجسر متكرّر، تلتقي فيه بالزبائن وكذا الشركات العمومية، الخاصة والأجنبية من أجل توسيع أسواقها والاتفاق على شراكات تقدّم لها الكثير على صعيد التكامل الاقتصادي وكبح فاتورة الاستيراد، كما أنه يشكّل موعدا متجدّدا لتعزيز مسار التصدير واستقطاب زبائن وشركاء من مختلف الدول.
ومن بين الأجنحة المستقطبة لعدد كبير من الزوار، جناح الصناعات العسكرية سواء كانت ميكانيكية أو إستراتيجية على غرار الصناعة التكنولوجية أو بناء السفن وصناعة السيارات، فالمكانة التي حقّقتها المؤسّسات التابعة للجيش الوطني الشعبي، عكست المستوى الرفيع من الاحترافية والعصرنة المواكبة لأحدث ما بلغته التكنولوجية، ويتوقّع أن تستمر هذه المؤسّسة في التطور وتحقيق مكاسب وخبرات ستنعكس بشكل عميق على الحياة الاقتصادية الوطنية وتترك بصمتها القوية.
وعلى اعتبار أنّ سلطنة عمان كانت ضيف شرف هذه الطبعة، لم يخف المتعاملون الاقتصاديّون في هذا البلد الشقيق المشاركون في المعرض، انجذابهم للبيئة الاستثمارية الجزائرية والفرص المتعدّدة، مثمّنين موقع الجزائر المنفتح على أسواق إفريقية وأوروبية شاسعة، وأبدوا رغبة وتصميما لبناء شراكات في عدة قطاعات مستفيدين من مزايا وتحفيزات استثمارية إلى جانب تسهيلات أطلقتها الجزائر في المجال الجبائي والعقار الصناعي والقروض.
وسجّلنا طيلة أيام المعرض، تقاربا مهما بين الشركات العمانية ومتعاملين اقتصاديّين جزائريّين للانطلاق في بناء مشاريع اقتصادية ثنائية، ينتظر منها الكثير من الأرباح للبلدين مستقبلا، علما أنه منذ انطلاق المعرض إلى نهايته، سجّلت سلسلة من الأهداف المسطّرة من طرف الجزائر وسلطنة عمان، من أجل إبرام اتفاقيات تعاون ومذكّرات تفاهم بين عدة شركات من البلدين، يرتقب أن تكون في مجالات صناعية وزراعية وكذا في قطاع البتروكيماويات الإستراتيجي.
للإشارة، تقدّمت شركة “المقدمة” لصناعة خزائن التوزيع الكهربائية العمانية، بطلب من أجل الاستفادة من عقار صناعي في الجزائر بهدف بناء مشروع استثماري، مستغلة الفرص المتاحة على غرار المشاريع الكهربائية التي تشهد نموا متزايدا وتطورا مستداما. ومن جهتها، شركة “صحار” للسماد الكبريتي المرموقة والمتواجد منتوجها عبر 27 بلدا، تحدثت عن حرصها على فتح مصنع في الجزائر من خلال توطيد علاقات التعاون مع شركاء جزائريّين، وتحويل التكنولوجيا في عملية إنتاج السماد المقلّل لملوحة التربة والمنخفض التكلفة في دورات خاصة في الأراضي ذات المناخ الصّحراوي. ونفس الإهتمام والرؤية تحملها شركة الألمنيوم التحويلية العمانية. بدورها، أحدثت الشركات الباكستانية التميّز بفضل حضورها القوي واقترابها من المتعاملين الاقتصاديّين الجزائريّين، وشكّل المعرض حسبما أكّدوا لـ«الشّعب” فرصة لجسّ نبض فضاءات الاستثمار المتاحة في مختلف القطاعات، على غرار الصناعة والفلاحة وكذا مجال التكنولوجيات.
وينظر الشريك الباكستاني للجزائر على أنها إحدى أهم الوجهات الاستثمارية الضخمة القريبة لأسواق كبرى وذات البنى التحتية الهامة والمقومات اللوجستية المتينة والمتطوّرة.
ويعد المعرض فرصة للمنتجين والمستثمرين الاقتصاديّين الجزائريّين، لتعميق استثماراتهم في قطاعات ذات القيمة الاقتصادية المضافة ورفع نسب لإدماج في الاقتصاد الوطني وفي سلاسل القيم الإقليمية والعالمية، علما أنّ بعض الشركات العمومية كما الخاصة، طرحت في المعرض منتجات ذات جودة عالية ومردودية كبيرة ومستعدة لرفع نسب إدماجها إلى 80 بالمائة، على غرار شركة “في.أم.أس” الخاصة والتي تنتج الدراجات النارية والدرجات الفلاحية، وكذا شركة “إينيكاب” لإنتاج كوابل الألياف البصرية وكوابل السكك الحديدية، والتي انتقلت إلى مرحلة متقدمة من الإنتاج وقريبا سترفع نسبة الإدماج إلى 100 بالمائة وتساهم رفقة شركة أخرى وطنية في وقف الاستيراد في هذا المجال.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19809

العدد 19809

الأحد 29 جوان 2025
العدد 19808

العدد 19808

السبت 28 جوان 2025
العدد 19807

العدد 19807

الخميس 26 جوان 2025
العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025