عبر الإنتاج المحلي والشراكات الدولية.. محمد حيمران لـ”الشّعب”:

صورة تنمويــة مغايـرة..وترسيخ السيـادة الاقتصاديـة

خالدة بن تركي

تقوية الإنتاج المحلي..توسيع آفاق التبادلات التجارية والمهنية وترقية مستوى الخدمات 

تحقيق الاكتفاء الذاتي..التوجّه نحو التصدير وحيوية اقتصادية

 شكّلت الدورة السادسة والخمسون من معرض الجزائر الدولي مناسبة اقتصادية مهمة تعكس الجهود الكبيرة، التي تبذلها البلاد لتنويع اقتصادها الوطني، ويأتي تنظيم هذا المعرض في ظل ديناميكية اقتصادية متسارعة، تدعمها إرادة سياسية قوية من الحكومة لتعزيز مكانة الجزائر اقتصاديا على المستويين الإقليمي والدولي.

قال الدكتور محمد حيمران في تصريح لـ«الشّعب”، إنّ هذه التظاهرة تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال تقوية الإنتاج المحلي، وتوسيع آفاق التبادلات التجارية والمهنية، بالإضافة إلى ترقية مستوى الخدمات، كما يوفّر أرضية مناسبة لتحسين مناخ الاستثمار وفتح المجال أمام المستثمرين المحليّين والأجانب، خاصة في إطار الشراكات من نوع “مؤسّسة إلى مؤسّسة”.
من مميّزات هذا المعرض - يضيف حيمران - تنوع القطاعات المشاركة، حيث ضم الصناعات الغذائية، والصناعات الكهربائية والكهرومنزلية، والميكانيكية، إلى جانب الصناعات الثقيلة، كما يبرز قطاع الخدمات بشكل قوي، كونه يمثل أحد أهم محرّكات النمو في الاقتصاد الوطني.
وتميزت طبعة هذا العام - يقول محدثنا - بإبراز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وسلطنة عمان الذي يشهد تطورا ملحوظا، ومن أبرز ثمار هذا التعاون، مشروع مصنع “هيونداي” لتركيب السيارات في الجزائر، بتمويل من مجموعة عمانية وبشراكة مع الصانع الكوري الجنوبي، بقيمة 400 مليون دولار، يهدف هذا المشروع إلى نقل التكنولوجيا وتدعيم المناولة المحلية، ورفع نسبة الإدماج الوطني في قطاع السيارات.
كما يجرى التحضير لمشاريع مهمة أخرى، منها مصنع لإنتاج الأمونيا واليوريا في وهران (أرزيو) بالتعاون مع “سوناطراك”، ومشروع مسبك للألمنيوم في جيجل لتزويد السوق المحلية والإقليمية بمواد أولية ضرورية للصناعة، كما تم تشكيل فريق عمل مشترك من ممثلي الوزارات والقطاع الخاص، بهدف إعداد خطة طريق واضحة لتطوير هذه الشراكات في مدة لا تتجاوز شهرا، وهو ما يؤكّد التزام الجزائر بتعزيز دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة.
إلى جانب تنظيم هذا المعرض الكبير على المستوى المحلي، تعمل الجزائر على تكثيف حضورها الإقتصادي في الخارج، وتشير التقديرات - وفق الخبير- إلى مشاركتها في ستة معارض دولية خلال السنة الحالية، بالإضافة إلى تسعة صالونات متخصّصة في دول متعدّدة، منها لندن، نيجيريا، تركيا، هولندا، إيطاليا، القاهرة، وقطر، هذه المشاركات تعد فرصة استراتيجية للتعريف بالمنتج الوطني، وفتح أبواب التعاون الاقتصادي الخارجي، فضلا عن دعم الترويج للصناعات المحلية في أسواق جديدة.

سيــادة اقتصاديــة

 ويؤكّد تنظيم المعارض حرص الجزائر على ترسيخ سيادتها الاقتصادية، من خلال الاعتماد على الإنتاج المحلي، وتحقيق الإكتفاء الذاتي، والتوجّه نحو التصدير، كما تظهر هذه الديناميكية الدور الحيوي للدبلوماسية الإقتصادية، التي أصبحت أداة رئيسية في دعم التنمية والترويج لفرص الاستثمار في الجزائر.وعلاوة على ذلك، تؤكّد أنّ الجزائر تسير بثبات نحو بناء اقتصاد قوي ومتنوّع، يعتمد على قدراتها المحلية ويقلّل من التبعية للخارج، وتعمل على تهيئة مناخ مناسب للاستثمار، من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية، وتوفير دعم أكبر للمؤسّسات، خاصة الصغيرة والمتوسّطة، كما تسعى إلى جذب المستثمرين من داخل البلاد وخارجها، وفتح مجالات جديدة للتعاون مع دول مختلفة، بهدف توسيع أسواق التصدير وتنويع الشراكات الاقتصادية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19809

العدد 19809

الأحد 29 جوان 2025
العدد 19808

العدد 19808

السبت 28 جوان 2025
العدد 19807

العدد 19807

الخميس 26 جوان 2025
العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025