المـعرض الجزائري بنواكشوط منصة استراتيجيـة ..المتعامل بلميمـون لــ”الشعب”:

هكذا يتـم فتـــح بوّابــة لاقتحام المنتـج الجزائري الأسـواق الإفريقيــة

هيام لعيون

 قنوات تواصل مباشرة بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والموريتانيين

إبراز التنوع والقدرات الإنتاجية للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين

تعزيز مناخ الثقة والتعاون المستدام وتقوية  الحضور الجزائري بالسوق الموريتانية

 خطف معرض المنتجات الجزائرية بموريتانيا في طبعته الأخيرة الأضواء من خلال تنوع المنتجات المعروضة وجودتها العالية، حيث تأتي هذه النسخة في إطار تعزيز التوجه نحو العمق الإفريقي، من خلال العمل على الترويج للمنتج الوطني الجزائري ذي الجودة العالية، والمطلوب بقوة في دول الجوار والأسواق الخارجية، إذ تبادر الجزائر من خلال مشاركتها في المعارض الدولية والإقليمية، للترويج لمنتجاتها، وتسعى لبحث فرص الشراكة مع المصدرين الجزائريين ونظرائهم هناك، وتعتبر مثل هذه التظاهرات الاقتصادية حافزا لتقوية الصادرات وتحفيز المصدرين، حيث تعمل على إقحام المنتوج الجزائري في الأسواق الإفريقية، ما يمنح صادراتنا تنافسية في الأسواق الدولية.

 تتّجه مساعي الجزائر نحو تجسيد سياسة تشجيع الصادرات، واقتحام الأسواق الإفريقية، خاصة وأن الجزائر تزخر بمقومات كبيرة ومزايا عديدة، تؤهّلها لتكون طرفا فعالا في التجارة البينية الإفريقية، وهو ما برهن عليه معرض المنتجات الجزائرية بنواكشط، حيث هدف هذا الحدث الاقتصادي إلى تعزيز العلاقات التجارية بين المؤسسات الاقتصادية الجزائرية ونظيراتها الموريتانية، وفتح آفاق تصديرية جديدة للمنتوج الجزائري في السوق الإفريقية، إلى جانب عرض القدرات الإنتاجية الوطنية في مختلف القطاعات، خاصة وأن المنتوج الجزائري يحظى بسمعة طيبة هناك .

التـزام جزائـري لا يحــول..

 جاء تنظيم النسخة السابعة من معرض المنتجات الجزائرية في نواكشوط في سياق الديناميكية الجديدة التي تعرفها السياسة التجارية الجزائرية نحو إفريقيا، على مقربة من احتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المزمع تنظيمه سبتمبر المقبل، حيث يُعد هذا الحدث القاري فرصة لتعزيز تموقع المنتوج الجزائري في الأسواق الإفريقية، خاصة في منطقة غرب القارة، كما يمثل معرض نواكشوط امتدادا لهذه الجهود الجزائرية من خلال تعميق التعاون الثنائي مع موريتانيا وفتح آفاق تصديرية واعدة.
ويسعى المتعاملون الاقتصاديون إلى للظفر بأكبر قدر ممكن من العقود الاستثمارية، التي من المتوقع أن تكون في حدود 44 مليار دولار والعمل على أن تكون هذه العقود لصالح الجزائر من خلال الاستفادة من الزخم القاري، حيث أن تنظيمه في الجزائر سيمثل فرصة كبيرة لتسويق المنتجات الجزائرية لدى مئات العارضين والمستوردين الأفارقة، وهو تمهيد مثالي للتوسع نحو غرب إفريقيا، وهوما يُظهر التزام الجزائر بتعزيز التجارة جنوب-جنوب داخل القارة، وهو ما يحرص عليه الرئيس عبد المجيد تبون الذي شدد خلال المنتدى الإفريقي الثالث رفيع المستوى للتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي المنعقد بداية ماي الماضي بعاصمة سيراليون، فريتاون، على أن “الجزائر ستبقى ملتزمة بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية لترقية التعاون جنوب-جنوب في إطار مجموعات الانتماء متعددة الأطراف، كما كانت في طليعة الجهود الدولية الرامية لإقامة نظام اقتصادي دولي جديد قائم على الحق والعدالة في التنمية”.

منصّــة استراتيجيـة

 من جهته، أشار محمد الحبيب بلميمون، متعامل اقتصادي جزائري مشارك في معرض الجزائر بموريتانيا الذي نظم نهاية شهر ماي الماضي بنواكشط، ومدير التصدير بشركة ميثقاف بالصناعات الحديدية والجلفنة، وصاحب مكتب للوساطة التجارية بنواكشط لـ “الشعب”، أن المعرض افتتح في أجواء احتفالية، تعكس متانة العلاقات بين الجزائر وموريتانيا، حيث احتضنت العاصمة نواكشوط في 22 ماي 2025، انطلاق فعاليات النسخة السابعة من معرض المنتجات الجزائرية، والذي امتد من 22 إلى 28 ماي الجاري، تحت شعار “معرض نواكشوط...موعد ثابت وشراكات متجددة”.
وأفاد بلميمون، وهو من المصدرين الأوائل الذين حققوا تصدير أكثر من مليون دولار أن “الحدث الاقتصادي الذي نظمته وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات بالتعاون مع شركة “تصدير”، فرع مجمع “سافكس”، يُعدّ منصة إستراتيجية لتعزيز الحضور الجزائري في السوق الموريتانية وإبراز التنوع والقدرات الإنتاجية للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين.
وتميزت النسخة - حسب بلميمون - بمشاركة نوعية إذ تم تسجيل مشاركة ما لا يقل عن 219 عارضا، يمثّلون قطاعات حيوية تشمل الصناعات الصيدلانية، الكهرومنزلية، الغذائية، الطاقة والمناجم، الأشغال العمومية، وكذا المنتجات الفلاحية، وتهدف هذه المبادرة للترويج للصناعة الجزائرية وتسليط الضوء على ما تزخر به الجزائر من كفاءات وقدرات إنتاجية واعدة.

إقبــال كبـير

 أما عن الإقبال ضمن فعاليات هذا المعرض الاقتصادي الذي أقيم بموريتانيا، أفاد بلميمون أنه كان كبيرا على كل أنواع المنتجات الجزائرية بطرق مختلفة، خاصة البيع بالتجزئة أو البحث عن إبرام صفقات استيراد السلع من الجزائر، موضحا أن الخصوصية كانت في عدد العارضين الجزائريين الذي يرتفع عاما بعد عام، وهذا بزيادة عدد المتعاملين وتنوّع المنتجات وكثافة الحضور الذي واكب المعرض.
وعما ميّز المعرض، أشار بلميمون إلى أنه عرف إقبالا واسعا من قبل الموريتانيين، خاصة وأن المنتجات الجزائرية كانت متنوعة تلبي حاجتهم، وهم الذين يثقون في المنتج الجزائري ما يكرّس عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين.

موريتانيـا شريــك قـويّ

 وسجّل المتعامل الاقتصادي - ضمن هذا الإطار - أن المنتج الجزائري يحظى باهتمام واسع من قبل المتعاملين الموريتانيين، وحتى من قبل المواطنين الموريتانيين، موضّحا أن المتعامل الاقتصادي الجزائري يقوم بدور “السفير” للمنتج الجزائري من خلال الترويج له، ما يكرّس الثقة متبادلة بين الطرفين.
وأضاف: “فرص التاجر الجزائري كبيرة في موريتانيا، لأن نواكشط بوابة للدخول إلى أسواق إفريقيا الغربية، خاصة في حال إقامة شراكات بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم الموريتانيين، علما أن السوق الموريتانية واعدة للمنتوج الجزائري، وتحتاج للمستثمرين، في ظل بعدها الجغرافي المناسب ودورها كبوابة نحو غرب إفريقيا. وقال بلميمون إن تواجد الجزائريين في السوق الموريتانية الممتدة في إفريقيا الغربية كاملة يزيد من فرص عقد شراكات مع متعاملين من بلدان افريقية على غرار السنغال، غينيا بيساو وكوت ديفوار، مشيرا إلى أن “العلاقات التجارية بين الجزائر وموريتانيا تعرف تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في ظل الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي، رافقتها حركية دبلوماسية تصب في هذا الشأن، على غرار توقيع عدة اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري تشمل مجالات النقل، الخدمات اللوجستية، الجمارك، وتبادل المعلومات التجارية، وإنشاء مجلس أعمال جزائري-موريتاني يهدف إلى تعزيز الشراكة الخاصة.
ولفت محدثنا إلى أن “العلاقات التجارية بين الجزائر وموريتانيا تمرّ بمرحلة توسع حقيقي، مستفيدة من تقارب سياسي، وتكامل اقتصادي، ومن المتوقع أن تعرف المبادلات التجارية بين البلدين نموا لافتا في السنوات المقبلة، خاصة مع تفعيل المشاريع البينية الكبرى وتنظيم فعاليات اقتصادية استراتيجية”.

دعـم المصدريـن

 وأكّد بلميمون على أن الجزائر المنتصرة تقف إلى جانب المصدرين وتشجيعهم من خلال الاستماع لهم، وتذليل الصعوبات التي تعترضهم وتمنح تسهيلات كبيرة للتصدير في إطار استراتيجيتها لترقية الصادرات خارج المحروقات تحقيقا لاقتصاد وطني منتج.
وعن سؤال متعلق بالإجراءات المتخذة لتسهيل عمليات التصدير للمستثمرين الجزائريين، أجاب محدثنا قائلا إن “الجانب اللوجستي هو أهم ما يمكن أن نعتمد عليه في التصدير، من خلال إنشاء الطرق وهي محورية للوجستيك، حيث أن إنجاز طريق الرابط بين الجزائر تندوف وزويرات بموريتانيا قيد التوسعة، يمكن أن يضاعف الصادرات نحو موريتانيا مقارنة مع الصادرات الحالية، خاصة مع تعزيز البنية التحتية والتسهيلات اللوجستية.وتحدّث محمد لحبيب عن النّقل واللوجستيك، وقال إن “هناك تقدما كبيرا في تعزيز الشبكة، خاصة مع تقدم أشغال مشروع طريق تندوف - الوزيرات بموريتانيا، الذي يسير بوتيرة متقدمة، حيث سيساهم في نقل السلع وتصدريها نحو موريتانيا، ومن ثمّ نحو السنغال وغينيا ودول غرب إفريقيا، والذي سيسهل من ترقية عملية التصدير، غير ذلك فان هناك سهولة في النقل بين البلدين في ظل غياب فرض تأشيرة بين الدولتين”.
ويؤكّد بلميمون أن هذا التوجه يحتوي الكثير من الأبعاد الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، ضمن المشاريع الإستراتيجية التي تجسدها الجزائر اليوم، وسيعود بالإيجاب على اقتصادنا الوطني وسيساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي وترقية التجارة البينية.

تعزيــز الصّـادرات

 من جهة أخرى، أشار بلميمون إلى أن فتح معارض دائمة في إفريقيا عموما، أمر ايجابي جدا، من أجل تسويق المنتجات الجزائرية، خاصة مع مواكبة الإصلاحات المالية بفتح فروع بنوك في إفريقيا، مما يسهل وسائل الدفع من وإلى الجزائر وإفريقيا، ويعزز نمو الصادرات خارج المحروقات الذي أشاد به “صندوق النقد الدولي سابقا”.
وأثنى محدثنا عن الجهود الجزائرية في مجال تشجيع تصدير المنتوج الجزائري إلى أسواق خارجية، خاصة إلى الأسواق الإفريقية في إطار التسهيلات التي تمنحها وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات، وهي التي عقدت منذ أيام قليلة اللقاء الوطني مع المصدرين الأوائل في البلاد الذين حققوا السنة الماضية تصدير تجاوز مليون دولار.
في السياق، أبرز محدثنا أنّ الجزائر تبنت إستراتيجية الانفتاح على السوق الإفريقية، خاصة وأنها عضو فاعل في اتفاقيه التجارة الحرة إلى جانب تأسيس وفتح فروع بنوك في كل من موريتانيا، كوت ديفوار، والسنغال، وفتح خطوط جوية وبحرية، وهذا من اجل تعزيز التبادل التجاري والاستثمار”.
وأفاد بلميمون أنّه تمّ إنشاء مكتب خاص للوساطة موجه للمصدرين الجزائريين الراغبين في اقتحام السوق الموريتانية، من خلال إيجاد الأسواق وتسهيل العملية البنكية هناك، حيث نضمن للمتعامل الاقتصادي الجزائري الذي يطرق بابنا العملية التجارية بالتعاون مع شركاء موريتانيين وسنغاليين، ولعل ما سهل العملية فتح فروع بنكية بالبلدين، إذ تم تأسيس هذا المكتب السنة الماضية.

 نقطــة تحــوّل

 وقال المتعامل الاقتصادي ذاته، إن وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطني، الطيب زيتوني، كان قد ثمن حفاوة الاستقبال الموريتاني، معربا عن امتنانه للحكومة والشعب الموريتانيين، ليؤكد على الإرادة القوية في تعميق التبادلات التجارية، وتكثيف الجهود المشتركة نحو تكامل اقتصادي فعّال يخدم مصلحة الشعبين.
وشدّد محدثنا في الختام، على أن تنظيم مثل هذه المعارض يشكل نقطة تحوّل في مسار العلاقات الاقتصادية الجزائرية الموريتانية، من خلال فتح قنوات تواصل مباشر بين المتعاملين الاقتصاديين وتعزيز مناخ الثقة والتعاون المستدام.
للإشارة، سجلت الطبعة السابعة من معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط (موريتانيا)، المنظم من قبل وزارة التجارة الخارجية وترقية الصادرات من 22 إلى 28 ماي المنصرم، إقبالا كبيرا من الزوار الموريتانيين، الذين أبدوا اهتماما متزايدا بجودة وتنوع المنتجات الجزائرية، ما يعكس الثقة المتنامية في الصناعة الجزائرية بالسوق الموريتانية.
ويعتزم عدة متعاملين اقتصاديين جزائريين إطلاق مشاريع تجارية وصناعية جديدة في موريتانيا بهدف تعزيز المبادلات الثنائية وترقية المنتوج الجزائري في السوق الموريتانية، وذلك في إطار استراتيجية الولوج الى الأسواق الإفريقية، لا سيما بمنطقة غرب إفريقيا.وتشمل هذه المبادرات إنشاء سوق جزائرية دائمة في العاصمة نواكشوط، تضم أزيد من 200 نقطة بيع مخصصة حصريا لتسويق المنتجات الجزائرية، بالإضافة إلى مشروع لإنجاز مصنع نسيج ومساحة تجارية كبرى لعرض المنتجات الفلاحية الجزائرية.
من جهته، وأوضح وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية الطيب زيتوني، أن معرض المنتجات الجزائرية في نواكشوط أصبح “تقليدا استراتيجيا ثابتا، يعبّر عن رؤية سياسية واقتصادية تتجاوز المعرض في شكله الخارجي، نحو مضمون فعلي يرسخ أسس التعاون، ويمنح الفعل الاقتصادي بعده السيادي في الشراكة الحقة”.
كما دعا الوزير الموريتانيّين إلى استغلال المؤهلات السياحية التي تزخر بها الجزائر خلال فصل الصيف، وكذا تطوير السياحة الصحية، من خلال رفع عدد الرحلات الجوية التي تربط بين البلدين، مجدّدا “التزام الجزائر بمرافقة الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين والموريتانيين وتذليل الصعوبات أمامهم، وكذا توسيع الآفاق نحو تكامل مغاربي-إفريقي حقيقي”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025
العدد 19793

العدد 19793

الثلاثاء 10 جوان 2025
العدد 19792

العدد 19792

الإثنين 09 جوان 2025