أعلنت “دار الباحث” صدور رواية “زنباية” للناقد والباحث أ - د - اليامين بن تومي. وتقدم الرواية تصورا متفاعلا مع التحولات الاجتماعية والسياسية، حيث يدعو الكاتب إلى وعي مستقل يخدم الوطن، مع طرح التحديات التي تعرقل هذا التقدم. ويظهر في “زنباية” ميل الروائي لتغليب الفكرة على بناء السرد، من خلال سرد شخصيات تتوقف بعد موتها لتوضيح الأفكار التي يعالجها، وهو ما يعكس اهتمامه بالفكرة جوهراً للعمل الأدبي.
بعد روايات: “من قتل هذه الابتسامة”، و«الوجع الآتي؛ حكاية رجل تنقصه أنثى”، و«الزاوية المنسية”، يعود إلينا أ.د. اليامين بن تومي بعمل روائي جديد، حيث أعلنت “دار الباحث”، بحر هذا الأسبوع، صدور رواية “زنباية” للناقد والأستاذ بجامعة سطيف 2.
ووفقا لتقديم دار النشر، فإن رواية “زنباية” تقدم تصورا متفاعلا مع التحولات الاجتماعية والسياسية، حيث يدعو الكاتب إلى وعي مستقل يخدم الوطن، مع طرح التحديات التي تعرقل هذا التقدم، مثل إشكالية الهوية.
وتبدأ الرواية بمشهدٍ لامرأة مسنّة تدعى “نضرة” تنظر نحو الجنوب، لتأخذ القصة بعداً ممتداً من الماضي إلى الحاضر، ومن الجزائر إلى العراق والأندلس، في تجسيدٍ لمفهوم الرحلة التي ترمز للاضطراب والاستبداد.
ويضيف الناشر: “يستعرض الكاتب الصراع الأيديولوجي بين الاشتراكية، التي اعتمدتها الجزائر كنهجٍ استراتيجي، والإسلاموية كقوة متزايدة، حيث تتوسع الأخيرة تدريجياً لتشكل نظاماً موازياً للمجتمع، مما يعكس حالة التوتر بين السلطة والشعب. تغطي الرواية فترتين حسّاستين: الاشتراكية، ومرحلة المدّ الإسلاموي، مع إشارات للمرحلة الصوفية التي عاشت الجزائر آثارها”.
كما نجد الكاتب يمدّ وطنه بالعالم من خلال الربط الروحي مع العراق في زمن اجتياح الحلفاء، ويسترجع أيضا التراث الأندلسي للتأكيد على الثقافة الجزائرية التي تضم مكونات مثل الأمازيغ، العرب، الإباضية. ويطرح الكاتب قضية الصراعات الطائفية، مبرزاً تعقيداتها في المجتمع، لكنه يبدي توجهاً فلسفياً باحترام التنوع دون إثارة الصراعات.
من جهة أخرى، “تظهر بصمة المفكر في “زنباية” واضحة”، يقول ذات التقديم، حيث يتطرق الكاتب إلى قضايا الجسد، والديمقراطية، والمعتقدات الغيبية، مثل مسألة تلبّس الجنيّ، وأهمية العقل، وذلك عبر استعراض مكانة ابن رشد الفكرية. كما يظهر ميله لتغليب الفكرة على بناء السرد، من خلال سرد شخصيات تتوقف بعد موتها لتوضيح الأفكار التي يعالجها، مما يعكس اهتمامه بالفكرة كجوهرٍ للعمل الأدبي.
للتذكير، الأستاذ الدكتور اليامين بن تومي أستاذ تحليل الخطاب والنظرية النقدية والسرديات في جامعة سطيف 2. أسهم بن تومي في تأسيس العديد من المؤسسات العلمية والبحثية، منها الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة، والشبكة المغاربية للفلسفة والإنسانيات، وبالإضافة إلى رواياته المذكورة سابقا، نذكر لليامين بن تومي أعمالا على غرار “مرجعيات القراءة والتأويل عند نصر حامد أبو زيد”، و«تشريح العواضل البنيوية والتاريخية للعقل النقدي العربي”، و«أمراض الثقافة”، و«إدوارد سعيد راهنا”، و«المقاومة والنظرية: الرواية في مواجهة الإمبراطورية..نحور نظرية ثالثة للرواية”.
كما حاز بن تومي على جوائز تتقدمها جائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب “علي معاشي” عام 2010، إلى جانب جائزة عبد الحميد بن باديس (2011)، وجائزة محمد بن أبي شنب (2013).
جعلهــــــا دعـــــوة إلى وعي مستقـــل يخـــدم الوطـــن
اليامـــين بــــن تـــومي يوقّــــــــع روايــــــــــــــــة “زنبايـــــــــــــــــــــــــــــــــــة”
أسامة إفراح

شوهد:61 مرة