مازالت الأسواق التقليدية في وهران، عاصمة الغرب الجزائري، تحافظ على جاذبيتها ومكانتها الفريدة، رغم التحولات العميقة التي شهدتها مختلف جوانب الحياة، خصوصا في المجالين الاقتصادي والتجاري ويتفق على أهميتها الكبيرة كمحرك رئيسي للنشاط الاقتصادي، حيث يتجاوز تأثيرها حدود كونها مجرد أماكن للتسوق، لتصبح أقطابا تجارية ووجهات سياحية متميزة، على اعتبار أنها تساهم بشكل فاعل في دفع عجلة ازدهار المنطقة.
تواصل الأسواق، التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، إثبات قدرتها على التكيف مع مختلف التحديات التي تواجهها، بما في ذلك المنافسة مع المراكز التجارية الكبرى والمجمعات الحديثة التي تمثل تطورا جديدا لمفهوم السوق التقليدي.
في شهر رمضان تحديدا، تكتسب هذه الأسواق جاذبية استثنائية، حيث تعكس بين أروقتها تاريخا عريقا، يعبر عن التطور الثقافي والاجتماعي للمنطقة، مضيفة بذلك أجواء رمضانية مبهجة، تمتد حتى الاحتفاء بعيد الفطر.
تتمركز غالبيتها في بلدية وهران، حيث تضم أكثر من 16 سوقا، ولعل أبرزها سوق عقبة بن نافع في المدينة الجديدة وسوق الأوراس المعروف باسم «لاباستي»، إلى جانب أسواق أخرى، مثل سوق الكمين، سوق الضاية وسوق الحمري، وفقا لما ذكره عبد الرحيم عباس، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضة والشباب في البلدية. عبّر عباس في تصريحه لـ «الشعب»، عن سحر هذه الأسواق التي تحمل في أرجائها عبق الماضي، وزيارتها تمنح الزائر فرصة السفر عبر الزمن، لاستكشاف نواح متعددة من تاريخ وثقافة المنطقة والمجتمع المحلي، كما قال.
وأكد في سياق متصل، على أهميتها الكبيرة كمحرك رئيسي للنشاط الاقتصادي، حيث يتجاوز تأثيرها حدود كونها مجرد أماكن للتسوق، لتصبح أقطابا تجارية ووجهات سياحية متميزة، تسهم بشكل فاعل في دفع عجلة ازدهار المنطقة، بحسب قوله.
وأشار إلى أن «صون الطابع الأصيل لهذه الأسواق، الذي يزاوج بين عبق الماضي واحتياجات العصر الحالي، يُعد ضمانا لاستمرارها كمعلم نابض بالحياة يعكس هوية مدينة وهران المتميزة، ويثبت مكانتها رغم التحولات التي يشهدها القطاع، خصوصا فيما يتعلق بالأسواق والمجمعات العصرية».
ونوه رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضة والشباب لبلدية وهران عباس عبد الرحيم، بالجهود الرامية إلى الحفاظ على هذه الأسواق، باعتبارها وجهات فريدة تدمج بين التراث التاريخي واحتياجات العصر، بالتوازي مع العمل على تطوير البنية التحتية التجارية وتنظيمها لتلبية الاحتياجات بفعالية».
وبحسب أحدث الإحصائيات التي حصلت عليها «الشعب» من مديرية التجارة لوهران، فإن الشبكة التجارية (العملية) على مستوى الولاية، تشمل 62 مغازة (سوبرات) و13 متجرا كبيرا (سوبر مارشي)، إلى جانب متجرين ضخمين (هايبر مارشي)، بالإضافة إلى 57 سوقا مغطى و14 سوقا جواريا.