يزداد إقبال الأسر الجزائرية على شراء واستهلاك الخبز بأنواع وأشكال متنوعة، خلال الشهر الفضيل، مما يحفز المحلات المتخصصة على الإبداع والتفنن لتلبية احتياجات وتفضيلات كل الأسر، وبالمقابل سجل انخفاض كبير في استهلاك الخبز خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تقليل ظاهرة التبذير بفضل حملات التوعية والتحسيس المنظمة من طرف المختصين.
تتميز مخابز عاصمة الغرب، وهران، بلمستها الفريدة وجودة لا تضاهى في عالم المخبوزات، الذي يعكس تنوع الحضارات والثقافات التي مرت بها، ما كرّس مكانتها ضمن أغنى المناطق أثريا، معنويا وماديا.
أكثر من 20 نوعا يوميا
في هذا الصدد، أفاد نائب رئيس فيدرالية الخبازين، المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للتجار والحرفيين، مكتب وهران، بوالزيت محمد صديق، في تصريح لـ «الشعب، أن «مخابز وهران توفر أكثر من 20 نوعا مختلفا من الخبز يوميا».
تشمل هذه الأصناف الخبز المدعم، إلى جانب العديد من الأنواع المحلية والعالمية الأخرى، ومنها الخبز الدائري، البارزيان، خبز السميد، النخالة، الشوفان، القمح الكامل، خبز الزيتون، خبز الجبن، خبز السندويتش، خبز الكومياني، فئة البريوش، ويمكن أن تتضمن مكونات إضافية مثل السمسم أو الحبة السوداء وغيرها، حسبما أكده بوالزيت.
وفي موضوع ذي صلة، أفاد رئيس الفدرالية بأنّ «جميع المخابز تقريبا، البالغ عددها أكثر من 650 مخبزة في إقليم الولاية، جاهزة تماما لتلبية الطلبات المتزايدة للزبائن بشكل يومي».
وأعلن عن مبادرة هامة من «إيجيتيا وهران»، تتعلق بتمديد ساعات العمل لمخبزتين: الأولى تقع في شارع سيدي الشحمي ببلدية وهران، بينما تتواجد الثانية بشارع الأمير عبد القادر في وسط وادي تليلات، حيث سيواصلان عملهما بعد الإفطار أيضا.
كما أكّد «وفرة المواد الأولوية الضرورية، خاصة مادة الفرينة؛ إذ تضم وهران 52 مطحنة تنتج حوالي 18 ألف طن يوميا من الفرينة، بالإضافة إلى الإمدادات المستمرة من خارج الولاية».
انخفاض ظاهرة التّبذير وزيادة الوعي الاستهلاكي
وأشار إلى أنّ «التّحضيرات لشهر رمضان تختلف عن بقية المناسبات والمواسم، وذلك بسبب زيادة الطلب على أنواع محددة من الخبز، في حين يتراجع الطلب على الخبز المدعم». كما لاحظ المتحدث انخفاضا كبيرا في استهلاك الخبز خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تقليل ظاهرة التبذير، ومع ذلك تظل ظاهرة الهدر مستمرة، وإن كانت بدرجة أقل من السابق، كما قال.
وبيّن نائب رئيس فيدرالية الخبازين بإيجيتيا وهران، بوالزيت محمد صديق، أن هذا «الانخفاض الملحوظ يرجع أساسا إلى توفر هذه المادة الأساسية بكميات كافية، تجعل المواطن مرتاحا»، مشيرا إلى أن «ولاية وهران تحتل مراتب متقدمة وطنيا من حيث التغطية، بمتوسط خمسة أرغفة لكل أسرة».
ونوّه المتحدث أيضا بالحملات التوعوية التي تشارك فيها كل شهر رمضان مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الجمعيات والوزارات ووسائل الإعلام، للحد من التبذير ممّا ساهم في اكتساب المواطن الجزائري تدريجيا ثقافة استهلاكية ثرية، وفق تعبيره.
