انتعشت سوق التمور بشكل كبير أيام قليلة قبل حلول شهر رمضان، في ظل الوفرة وتباين الأسعار حسب جودة المنتوج على اختلاف أنواعه، وقد يصل سعر النوعية الرفيعة إلى سقف 850 دج، بينما ينخفض سعر بعض الأنواع إلى حدود 150 دج في أسواق العاصمة، والعديد من التجار يفضلون طرح ما لديهم من منتوج من مختلف الأصناف خلال شهر الصيام، ويراها البعض تجارة مربحة، لأنها رائجة وتزدهر أكثر خلال شهر رمضان.
تشهد ثمار التمور، إقبالا واسعا في شهر رمضان، وتعد الفاكهة التي تسوق طيلة أشهر السنة، نظرا إلى الوفرة والإنتاج الكبير المسجل في الجزائر، ولعل ما يميز هذه السوق الضخمة هذه السنة، تسجيل إنتاج وفير من دقلة نور، وعلما أنها تسوق بأسعار مقبولة، هذا ما أكده تاجر التمور محمود جبالي، وتحدث عن امتهانه لهذه التجارة منذ 20 عاما.
علما أنه ورثها عن والده، ويعلم جيدا الفترات التي يكثر فيها الطلب على غرار شهر رمضان وخلال موسم جني التمور، أما عن أفضل هذه التمور والتي تشهد طلبا من طرف الزبائن، قال التاجر: “كل بحسب قدرته الشرائية فهناك دقلة نور التي يصل ثمنها إلى 850 دج وتمر العرجون أو الشمروخ، ويتراوح سعره بين 400 و700 دج.
ويتصدران طلب المواطن، ولم يخف أن لديه زبائن أوفياء، يحرص دوما على توفير ما يطلبونه مسبقا، ويستعد قبل شهر رمضان عن طريق جلب كميات معتبرة من المنتجين أو تجار الجملة بمنطقة الجنوب، لأنه يقتني التمور من ولاية بسكرة على وجه الخصوص، وأشار إلى أن الطلب على التمور يبقى قويا طيلة شهر رمضان الفضيل.
أما تاجر آخر يدعى عزيز بن علي، ذكر أنه يركز على عرض أجود التمور ويعرف بها، على اعتبار أنه في الجزائر بحسب تقديره يتم إنتاج أزيد من 300 نوع من التمور، في صدارتها “دقلة نور” المطلوبة بقوة خاصة خلال شهر رمضان من طرف المستهلك الجزائري، وذكر أن التمور تنتج في العديد من الولايات الجنوبية على رأسها بسكرة، الوادي، ورڨلة، غرداية، المنيعة، وما إلى غير ذلك.
والتقت “الشعب” ببعض الزبائن كانوا ينتقون علب التمر المفتوحة والشهية، وهناك من اكتفى بشراء كميات صغيرة والبعض الآخر اقتنى علبتين من الحجم الكبير، لتغطي استهلاكه في شهر رمضان، وجميعهم اتفقوا أنها ذات جودة عالية ونوعية رفيعة، ويحرصون دوما على اقتناء التمور من هذا التاجر، لأنه يوفر لهم أحسن التمور المنتجة بواحات الجنوب. وهناك من يعتقد أن أسعار التمور سجلت استقرارا في الأسعار أرجعوها إلى الوفرة الكبيرة، خاصة أن تجار الجملة يستعدون جيدا لشهر الصيام، لتدفق المنتوج بشكل يغطي الطلب المتزايد وبمختلف الأسعار لتكون في متناول الجميع.