مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتزايد القلق من احتمال حدوث نقص في وفرة المواد الاستهلاكية أو ارتفاع أسعارها، ممّا يدفع العديد من المستهلكين إلى الاستعداد مبكرا لتلبية احتياجاتهم من السلع والمواد الغذائية الأساسية. تخوف غير مبرر، وفق ما يؤكد رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام والاقتصاد بمديرية التجارة، عاشور محمد، موضّحا أن “جميع المواد الغذائية والخضروات والفواكه ستكون متوفرة بكميات كافية خلال هذه المناسبة الدينية”.
ذكر عاشور في تصريح لـ “الشعب”، بأن وهران “لم تشهد أي نقص أو تذبذب في أي مادة خلال عام 2024، حتى في الفترات التي شهدت زيادة في الطلب، مثل شهر رمضان والفترة الصيفية التي استقبلت خلالها حوالي 18 مليون مصطاف”.
وسلّط المسؤول ذاته الضوء على الجهود التي يبذلها قطاع التجارة الداخلية على أكثر من صعيد، خاصة فيما يتعلق بعمليات المراقبة والمتابعة الدورية لحالة الأسواق، بما في ذلك وضعية التموين ومستوى الجودة والأسعار،موضحا أن “هذه المبادرات المبذولة بالتنسيق المستمر مع الفاعلين الاقتصاديين ومختلف الجهات المعنية، قد حققت نتائج إيجابية على جميع المستويات، سيما في مجال مكافحة الاحتكار والمضاربات وجميع أشكال الممارسات التي قد تنتهك حقوق المستهلك”. وكشف عن تنظيم عدة اجتماعات في مقر المديرية لمتابعة أوضاع السوق والمخزون واتخاذ إجراءات استباقية لتجنب أي اختلالات قد تؤثر على استقرار العرض، الأسعار وجودة المنتجات.
وأشار في هذا السياق، إلى النتائج الهامة التي تمخّضت عن اجتماع 20 جانفي 2025، الذي حضره ممثلو سوق الجملة للخضر والفواكه، منتجو وموزعو الزيت الغذائي، موزعو الحليب، مستوردو اللحوم الحمراء، الشركة القابضة للصناعات الغذائية “أقروديف”، والاتحاد العام للتجارة والحرفيين الجزائريين.
تحليل الوضع الحالي للإنتاج والتّوزيع
وبلغة الأرقام، تطرّق رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام والاقتصاد بمديرية التجارة، عاشور محمد، إلى الوضع الحالي للإنتاج والتوزيع في الولاية، من خلال تحليل الطاقة الإنتاجية، واحتياجات السوق، وسلاسل التوزيع لمختلف المواد الأساسية.
وحسب المتحدث ذاته، تبلغ احتياجات وهران من زيت المائدة 120 طن في اليوم، يتم تأمين هذه الكمية من خلال ثلاث وحدات إنتاجية، بالإضافة إلى موزعين لعلامات خارج إقليم الولاية مثل “سيڤيتال”، “لابال” و«الصافية”.
وتقدّر الطاقة الإنتاجية النظرية والفعلية لشركة “عافية العالمية” بحوالي 650 طنا يوميا، مع توقعات بإنتاج 4800 طن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، فيما يتولى توزيع هذا الإنتاج 57 موزعا على المستوى الوطني، وموزع واحد على مستوى الولاية، ممّا يضمن تغطية 374 تاجر تجزئة.
أما شركة “سيم رافيناج” فتصل قدرتها الإنتاجية إلى 215 طن يوميا، وتضم سلسلة توزيعها 53 موزعا على المستوى الوطني وموزعا واحدا على مستوى الولاية.
وتغطي شركة “سي جي سيم” السوق بإنتاج يومي يقارب 660 طنا من الزيت الخام، وتشتمل شبكة توزيعها على أربعة عملاء على المستوى الوطني وعميلين على المستوى الولائي.
كما أشار إلى أن “مادة السكر متوفرة بكميات هامة”، موضحا أن “احتياجات الولاية تقدر بـ 140 طنا يوميا، ويتم تأمينها عبر وحدة إنتاجية واحدة، بالإضافة إلى موزعين لعلامات تجارية خارج إقليم الولاية، مثل سيڤيتال”.
و«يبلغ المتوسط اليومي للطاقة الإنتاجية في مصفاة وهران الكبرى للسكر حوالي 1000 طن، توزع عبر 87 موزعا على المستوى الوطني، بالإضافة إلى موزعين محليين، يغطون في مجملهم 121 تاجر تجزئة.
وكشف المصدر ذاته، أنه “سيتم رفع حصة الملبنات بنحو 20 بالمائة، خلال هذه المناسبة الدينية، رغم أن الولاية مكتفية ذاتيا؛ حيث تبلغ احتياجات السوق المحلية منها حاليا 250,000 لتر يوميا، بمعدل 0.1 لتر لكل فرد، بينما يقدر الإنتاج المحلي بحوالي 297,800 لتر يوميا، تنتجها خمسة مصانع حليب خاصة داخل الولاية وثلاثة مصانع عمومية خارجها، فيما يضمن 102 موزع و1121 تاجر تجزئة كفاءة وصول هذه المادة الاستراتيجية إلى المستهلك”.
بالنسبة لمادة الفرينة، أوضح محدّثنا أنّ “احتياجات الولاية تناهز 700 طن يوميا، ويتم تأمين هذه الكمية من خلال51 مطحنة، تنتج ما معدله 1800 طن في اليوم، وتتشكّل سلسلة التوزيع من 383 موزعا على المستوى الوطني و260 موزعا على مستوى الولاية”.
أما بالنسبة للسميد، فتتطلّب الولاية 50 طنا يوميا، ويتم تأمين هذه الكمية من خلال مطحنة واحدة (هبرور)، التي يخصّص لها 60 طنا من القمح الصلب، فيما يبلغ متوسط الطاقة الإنتاجية حوالي 42 طنا يوميا، يشرف عليها 52 موزّعًا على المستوى الوطني، و20 موزّعا على مستوى الولاية، كما قال.
استنادا إلى نفس المعطيات، فإن السوق المحلية تشهد وفرة معتبرة ومتنوعة من مواد العدس، الحمص، اللوبيا والأرز، بفضل إجراءات المتابعة اليومية الدقيقة لكميات البقول الجافة الموزعة على المتعاملين، سواء الموضبين (07 موضبين) أو تجار الجملة (09 تجار)، وذلك بالتنسيق والتعاون بين مديرية التجارة وتعاونية الحبوب والبقول الجافة (CCLS) في الولاية.
كما تعتبر القهوة من بين المنتجات الأكثر استهلاكا، ويتم تأمينها عبر 7 محمّصين في الولاية، بالإضافة إلى 4 موزعين من الولايات المجاورة، مثل الجزائر العاصمة، البليدة، وبومرداس، فيما تحصي سلسلة 93 موزعا على المستوى الوطني و6 موزعين على مستوى الولاية.
ويشير البرنامج التقديري لاستيراد اللحوم الحمراء للربع الأول من عام 2025، بما في ذلك شهر مارس الذي يتزامن مع شهر رمضان إلى إمكانية تجاوز 1775 طن، سيتم تأمينها من قِبل ثلاثة متعاملين اقتصاديين، حصلوا على تراخيص لاستيراد هذا النوع من اللحوم. تشمل هذه الشركات: شركة “ميديتيرانيان سيفود” التي تقدّر كميتها المستوردة بـ 500 طن، و«شركة ماريسكوس” التي تطمح لاستيراد 475 طن، بالإضافة إلى شركة “ألجيري فود” التي تسعى لاستيراد 500 طن، في حين أن أكبر كمية متوقعة تسجل باسم “قولدن بيف”؛ حيث تصل إلى 1000 طن.
ويقدّر المخزون من اللحوم البيضاء المجمدة والمخزنة في موقعين بحاسي عامر والسانية، قدّر بحوالي 417 طن إلى غاية نهاية جانفي 2025.
كما يعتبر سوق الجملة للخضر والفواكه بالكرمة، والذي يعتبر الأكبر على مستوى الجهة الغربية، فضاءً تجاريا هاما يستقطب حتى العائلات التي تختار تبضعها منه، لاسيما في المناسبات والأفراح، حيث يضم حاليا حوالي 244 وكيلا معتمدا و20 غرفة تبريد، ويستقبل يوميا ما معدله 800 طن من الخضر والفواكه.
وقد ارتفع عدد أسواق التجزئة إلى57 سوقا مغطاة، و14 سوقا جواريا، و4 أسواق أسبوعية، كما تشمل البنية التحتية لقطاع التخزين على 134 غرفة تبريد، بسعة تخزين إجمالية تبلغ 250,256 متر مكعب، إضافة إلى 106 مستودع تابع للخواص بطاقة 261797.46 م3، فيما تناهز الطاقات التخزينية للديوان ﺍالوطني المهني للحليب ومشتقاته 2024 (ﻡم3).