الخبير الإقتصادي بوحوص بوشيخي لـ “الشعب”:

المنتـج الوطنـي..آفـاق واعدة لاقتحـام الأسواق الخارجية

خالدة بن تركي

تعزيــز الابتكـار لتحقيـق التّنافسيـة على المستـوى العالمي

 تأتي الطبعة الثانية والثلاثون لمعرض الإنتاج الوطني التي تتواصل فعالياتها بقصر المعارض الصنوبر البحري، في ظل التطور الكبير الذي يشهده المنتوج المحلي وتنافسيته على المستوى الدولي، وهو التحدي الذي رفعته الحكومة للخروج من الاقتصاد المبني على المحروقات كأولوية الأولويات، والذهاب نحو تنويع صادراتها وفتح آفاق جديدة للتصدير نحو الخارج.

 يرى الخبير الاقتصادي بوحوص بوشيخي في تصريح لـ “الشعب”، أنّ المعارض التي تجمع المتعاملين الاقتصاديين المحليين فرصة للتعريف بالمنتج الوطني والتطور الذي وصل اليه في مختلف المجالات، كما أنه نقطة لقاء بين المنتجين المحلين للمساهمة في رفع قيمة المنتوج الوطني، وهو ما أكّد عليه رئيس الجمهورية خلال زيارته لأجنحة صالون الإنتاج الجزائري.
أوضح الاستاذ الجامعي أنّ معرض الانتاج الوطني يشكّل اهتمام عديد المتعاملين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص، ورجال الأعمال والجمهور العريض لهذه الطبعة، التي تميزت بالتنافسية العالية في عرض آخر المنتجات وتبادل الخبرات في مختلف القطاعات، النسيج، الالكترونيات، الكهرومنزلية، الصناعة الغذائية، إنتاح الأدوية وأيضا الصناعة الميكانيكية ومنتجات مواد التعبئة والتغليف.
وأضاف بوشيخي، مقارنة مع المعارض التي تم تنظيمها سابقا، فإن المعرض في طبعته 32 حقّق لمسة جديدة وتطورا كبيرا للمنتوجات الجزائرية مقارنة بالسنوات الماضية، بدليل أن العديد المؤسسات الجزائرية حقّقت تقدما خاصة في مجال رفع نسبة الإدماج وصلت الى 80 بالمائة، وحتى من حيث الجودة والأسعار التنافسية.
وقال في ذات السياق، إن هذا يندرج في إطار استراتيجية الدولة الجزائرية من أجل بلوغ إنتاج محلي إجمالي يتجاوز 400 مليار دولار، وأيضا بلوغ 15 مليار دولار صادرات خارج المحروقات، موضّحا أنه مع الاستثمارات الوطنية والأجنبية والبيئة المحفزة للاستثمار يمكن الوصول إلى هذه الأرقام، وبالتالي زيادة النمو الاقتصادي.
وأضاف الأستاذ، أنّ رئيس الجمهورية شدّد على أنّ الأولوية في الإنتاج الوطني تكون لتلبية حاجيات السوق المحلية قبل الذهاب إلى التصدير، أي أن التركيز يكون على مضاعفة المنتوج الوطني لتحقيق الفائض ثم الذهاب إلى التصدير لإفريقيا وشمال افريقيا، فالدول الاوربية وخاصة دول حوض البحر الابيض المتوسط وحتى الى بقية العالم.
وأشار إلى جهود الدولة لتشجيع المصدرين، وجعلهم مصدرا من مصادر تمويل البلاد بالعملة الصعبة، هذا بالإضافة الى انشاء صندوق خاص يتكفل بالنقل البري البحري والجوي، وهكذا وصلت المنتجات الجزائرية الالكترونية الى موريتانيا والسينغال وكوت ديفوار وافريقيا بل وأكثر من ذلك، رئيس الجمهورية قرّر فتح معرض دائم للمنتجات الجزائرية في موريتانيا، ونحن ننتظر أيضا افتتاح معرض دائم للمنتجات الجزائرية في فرنسا، إسبانيا، إيطاليا وكذلك في الخليج العربي ـ العربي. وتكون قطر بوابة الجزائر الى الخليج العربي وشرق آسيا.
وما ميّز الطبعة 32 من معرض الإنتاج الجزائري - يضيف المتحدث - التطور الذي وصلت إليه الصناعة العسكرية، وهذا ما وقف عنده رئيس الجمهورية خلال معاينته لجناح وزارة الدفاع الوطني أين “اعتبر هذه الأخيرة نموذجا يحتذى به وقاطرة للصناعة في البلاد”، وهو ما يجب أن تعمل به بقية المؤسسات في القطاعات الأخرى.
وأفاد بوشيخي بوحوص في ذات السياق، أنّ معرض الانتاج الجزائري يعكس التطور الملحوظ الذي وصل اليه الاقتصاد الجزائري في مختلف القطاعات، وهذا باعتراف مؤسسات دولية، مشيرا إلى أن هذه المؤشرات انعكست إيجابا على عدة قطاعات، على غرار الصناعة، الإنتاج الصيدلاني والفلاحة التي أصبحت تساهم في الناتج الداخلي للخام.
وعليه يرى الخبير الاقتصادي أنّ معرض الإنتاج الجزائري ليس مجرد تظاهرة تجارية اقتصادية، بل هو منصّة تجمع الفاعلين في القطاع التجاري لإبراز قوة الاقتصاد الجزائري، وفرصة واعدة في تحقيق التنافسية والتوجه نحو تحقيق السيادة الاقتصادية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19656

العدد 19656

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
العدد 19655

العدد 19655

الإثنين 23 ديسمبر 2024
العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024