برنامــــــج مشــــــترك لإنتــــــاج الهيدروجــــــين الأخضــــــــر وبرنامــــــج الحيــــــاد الكربــــــوني
1.6 مليــــــــــــون دولار قيمــــــة المبــــــادلات التجاريــــــة مرشّحــــــة للارتفــــــاع مستقبــــــلا
تدعمت العلاقات الاقتصادية الجزائرية-العُمانية بإبرام 8 اتفاقيات تعاون بين الطرفين، في مجالات إستراتيجية، على هامش زيارة الدولة قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأسبوع المنصرم إلى سلطنة عمان.
أوضح الخبير في العلاقات الاقتصادية الدولية، فارس هباش في اتصال مع “الشعب”، أن مرافقة رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان، من طرف الوفد الوزاري رفيع المستوى المكوّن من كل من وزراء، الخارجية، الطاقة والمناجم، التجارة وترقية الصادرات، المالية، السكن والعمران، البيئة والطاقات المتجدّدة، التعليم العالي والبحث العلمي، يحمل دلالات مهمة حول نشاط الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية، ممثلة بأعلى هيئة دبلوماسية رئاسية، وتعبير عن الرغبة في توسيع مجالات التعاون والشراكة مع الطرف العماني.
في السياق، قدّم فارس هباش لمحة حول هيكلة وبنية الاقتصاد العماني، الذي يتوافق إلى حد كبير مع الإستراتيجية والفلسفة الاقتصادية الجزائرية، التي تبناها رئيس الجمهورية منذ توليه قيادة البلاد في ديسمبر 2019، القائمة على تنويع مصادر الدخل والتحرّر التدريجي من التبعية لقطاع المحروقات، ومحاولة بناء اقتصاد مستدام ومتوازن بين جميع القطاعات المكوّنة له، وهي الإستراتيجية نفسها- تابع المتحدث- التي تبنتها سلطنة عمان ابتداء من سنة 2020.
وحقّق الاقتصاد الجزائري قفزة نوعية، إذ ارتفع الناتج المحلي الخام من 140 مليار سنة 2020 مقابل 270 مليار دولار نهاية 2024. وأشار هباش إلى قيمة المبادلات التجارية بين الجزائر وسلطنة عمان التي لم تتجاوز 1.6 مليون دولار نهاية سنة 2023، رقم يرى هباش أنه بالرغم من أنه ضئيل بالمقارنة مع تطلعات البلدين، إلا أنه يبقى مرشحا للارتفاع بعد زيارة الدولة، وتفعيل اتفاقيات التعاون المبرمة، على هامشها.
مجـــــــــالات تعــــــــاون إستراتيجيــــــــة...
وتمخض عن الزيارة إبرام 8 اتفاقيات تعاون بين الطرفين الجزائري والعماني. في مجالات البيئة والتنمية المستدامة، التشغيل والتدريب، المجال التربوي، التعليم العالي والبحث العلمي، الإعلام، الفعاليات والمؤتمرات، الخدمات المالية، وترقية الاستثمار.
بالمناسبة، ذكر الخبير الاقتصادي، أن علاقات الشراكة والتعاون الجزائرية -العمانية، قديمة، قدم العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، مشيرا إلى انعقاد لجنة الشراكة والتعاون بين البلدين منذ 1991، كان آخر اجتماعاتها تلك التي انعقدت نهاية شهر جوان 2024. وانبثق عنها إنشاء صندوق استثماري مشترك بين البلدين، سيعمل مستقبلا على تطوير التعاون خاصة في مجال الطاقة والطاقة المتجددة خاصة ما تعلق ببرامج إنتاج الهيدروجين الأخضر وبرنامج الحياد الكربوني، إضافة إلى الاستثمار في السياحة والزراعة في إطار اتفاقية ترقية الاستثمار التي تم إبرامها أمس بين الطرفين الجزائري والعماني.
وتوقّع تسريع الحركية التجارية وتسهيل انسيابية تدفق السلع بين البلدين، بعد خفض التعريفات الجمركية، ومدّ خطوط جوّية وبحرية مباشرة بين البلدين، وإقامة معارض دائمة للتعريف بمنتجات كلا البلدين وتعزيز فرص الشراكة بينهما، خاصة وأن البيئة الاستثمارية بين الجزائر وسلطنة عمان تدعمها اليوم، رؤية وإرادة سياسية مشتركة، ستعمل حتما، يتوقع ذات المتحدث- على تفعيل ميكانيزمات وآليات فعّالة لتجسيد الاتفاقيات المبرمة، التي تدخل في إطار رؤية عمان الاقتصادية آفاق 2040.
ودائما في إطار فرص الاستثمار المطروحة بسلطنة عمان يرى، الخبير الاقتصادي، أن الجزائر بإمكانها الاستفادة من الوقع الجغرافي الاستراتيجي المطل على الخليج، لولوج الأسواق الخليجية والأسيوية، انطلاقا من استثمارات جزائرية-عمانية مشتركة، إضافة إلى اتفاقيات التعاون العربي التي تعتبر الجزائر طرفا بها، كاتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة.