”إيغــال”..دراســات الجـدوى اكتملـت واجتمـاع قريــب لإعطـاء إشـارة الانطـلاق
معـدّل الرّبـط بالكهربــاء بلـغ 99 بالمائــة..والغــاز 70 بالمائـة
سونلغـاز..5 آلاف كـم مــن خطـوط نقـل كهربــاء عاليـة التّوتّـر إلى الجنــوب
من المتوقّع أن يتم استحداث أكثر من 10 آلاف منصب عمل في قطاع الطاقة والمناجم سنة 2025، حسبما أفاد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب. في سياق مغاير، كشف عن ارتفاع الاستهلاك الوطني من الطاقة بنسبة 5 بالمائة بنهاية سبتمبر الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني، في إطار دراسة مشروع قانون الميزانية لسنة 2025، ترأّسها، محمد هادي أسامة عرباوي، رئيس اللجنة، بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار، أوضح عرقاب أن قطاع الطاقة والمناجم يستهدف “خلق أكثر من 10 آلاف منصب عمل جديد خلال سنة 2025”، لافتا إلى أن عدد العاملين في القطاع بلغ حوالي 300 ألف عامل في 2024، أي بزيادة 4.000 منصب مباشر مقارنة بسنة 2023.
في هذا الإطار، أبرز عرقاب أهمية التكوين وتطوير رأس المال البشري، منوّها بجهود كل من سوناطراك وسونلغاز وسوناريم عبر معاهد التكوين التابعة لها، في تطوير برامج تدريبية متخصصة لتأهيل العمال وتزويدهم بالمهارات اللازمة.
وفي كلمته، استعرض الوزير للتدابير المدرجة في مشروع قانون المالية لسنة 2025 التي تخص قطاع الطاقة والمناجم، لاسيما تلك المتعلقة بإدراج نشاط إنتاج الأسمدة كنشاط استراتيجي، وكذا الإعفاءات الضريبية الخاصة بعدد من الأنشطة.
ولدى تطرّقه إلى مشاريع إنجاز خمس محطات لتحلية مياه البحر بقدرة إجمالية 1.5 مليون متر مكعب يوميا على طول الشريط الساحلي للبلاد، ذكر عرقاب أن الأشغال بهذه المحطات متقدمة بنسبة 80 بالمائة، “ومن المنتظر دخولها حيز الخدمة تدريجيا قبل نهاية السنة الجارية”.
أما بخصوص مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط بين الجزائر ونيجيريا مرورا بالنيجر، والذي يسمح بتصدير 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى الأسواق الأوروبية، أكّد الوزير أنه تمّ الانتهاء من دراسات الجدوى، على أن يعقد في “القريب العاجل” اجتماع ثلاثي بين وزراء النفط والطاقة للدول الثلاث من أجل “الانطلاق الفعلي” في هذا المشروع.
استهـلاك 55 مليون طـن مكافئ
من جهة أخرى، ارتفع الاستهلاك الوطني من الطاقة بنسبة 5 بالمائة بنهاية سبتمبر الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2023، موضحا أن الاستهلاك الوطني من الطاقة بلغ 55 مليون طن مكافئ نفط خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، لافتا إلى أن هذا الارتفاع كان مدعوما بالمنحى التصاعدي للاستهلاك الداخلي لكل المنتجات الطاقوية (كهرباء، غاز ومشتقات نفطية).
ولمرافقة هذا الارتفاع في الاستهلاك، يبذل قطاع الطاقة جهودا للرفع من القدرات الإنتاجية، حيث كشف عرقاب أن مجمع سونلغاز رفع القدرة الإنتاجية للكهرباء إلى حوالي 26 ألف ميغاوات سنة 2024، فيما بلغ إنتاج الكهرباء بنهاية سبتمبر الماضي حوالي 74 ألف جيغواط/ساعة، أي بارتفاع قدره 5 بالمائة مقارنة بإنتاج ذات الفترة من 2023.
وحول حصيلة برنامج توزيع الكهرباء والغاز، أشار الوزير إلى ربط أكثر من 162 ألف منزل بالكهرباء وحوالي 550 ألف منزل بالغاز الطبيعي منذ سنة 2020 بقيمة 96 مليار دج. وسمحت ذلك - يضيف عرقاب - برفع معدل الربط بالكهرباء على المستوى الوطني إلى 99 بالمائة، فيما ارتفع معدل الربط بالغاز إلى 70 بالمائة.
أما بخصوص سير عملية ربط المناطق الفلاحية بالكهرباء، فقد أشار الوزير إلى ربط 66300 مستثمرة حتى سبتمبر 2024، مع تواصل العملية لربط باقي المستثمرات في مختلف أرجاء البلاد.
ربط 1465 مشروع استثماري بالكهرباء
بالموازاة مع ذلك، ذكر عرقاب أنه تم ربط 1465 مشروع استثماري بالكهرباء، و605 مشروع بالغاز الطبيعي بنهاية سبتمبر الماضي، بالإضافة إلى ربط 41 منطقة صناعية بالكهرباء و30 منطقة بالغاز الطبيعي، وكذا 86 منطقة نشاط بالكهرباء و62 منطقة أخرى بالغاز الطبيعي.
من جهة أخرى، أوضح الوزير أن مجمع سونلغاز وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية بخصوص تركيب أجهزة استشعار أحادي أكسيد الكربون بمنازل المواطنين، قام بتركيب “مجانا” 8.4 مليون جهاز بقيمة 15.7 مليار دج، مع تواصل العملية التي تشمل تركيب 22 مليون جهاز بقيمة إجمالية تقدر بـ 40 مليار دج.
كما تطرّق عرقاب في مداخلته إلى مشروع ربط ولايات الجنوب الجزائري الكبير بالشبكة الكهربائية الوطنية، حيث لفت إلى إطلاق سونلغاز برنامجا لإنشاء خطوط نقل كهرباء عالية التوتر بقدرة 400 كيلوفولت، تمتد لأكثر من 5000 كيلومتر.
وتنطلق الخطوط الجديدة، بناء على نتائج الدراسة التقنية والاقتصادية للمشروع، من حاسي الرمل إلى غاية تمنراست، حيث سيتم إنجاز المرحلة الأولى منها على مسافة 880 كيلومتر، من حاسي الرمل مرورا بالمنيعة، تيميمون، إلى أدرار، و«التي هي قيد الإنجاز حاليا، ومن المتوقع الانتهاء منها وبدء التشغيل بحلول سنة 2028”، يقول الوزير.
أما المرحلة الثانية من هذا المشروع، فتمتد من أدرار إلى تمنراست مرورا بعين صالح، مع ربط بشار وبني عباس على مسافة 1920 كيلومتر، و«هي حاليا قيد الدراسة”.
علاوة على ذلك، قامت سونلغاز بدراسة توسيع الشبكة على حوالي 1600 كيلومتر انطلاقا من تمنراست نحو الولايات الحدودية مثل عين قزام، جانت، وبرج باجي مختار.
وحول جهود تقليص معدلات ضياع الطاقة على مستوى شبكات نقل وتوزيع الكهرباء، أشار عرقاب إلى تسجيل انخفاض “معتبر” خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ انتقلت هذه النسبة من حوالي 15 بالمائة سنة 2016 إلى 8 بالمائة حاليا.