الاستثمار في الصّناعـات الإبداعيـة..ثـورة مستدامـة
أكّدت نائب الرّئيس التنفيذي للبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) والمسؤولة عن بنك التجارة البينية الإفريقية، كانايو أواني، الخميس بالجزائر العاصمة، على أهمية الاستثمار في الصناعات الإبداعية في القارة الإفريقية بصفتها مصدرا للثروة المستدامة ولتوفير مناصب الشغل للشباب، مع أهميتها البالغة أيضا في حفظ التراث الإفريقي وتعزيزه.
أوضحت أواني، في جلسة حوارية حول أهمية الاستثمار في الصناعات الإبداعية في إفريقيا، منظمة في إطار الأيام الإبداعية الإفريقية “كانكس ويكاند 2024” بقصر المعارض الصنوبر البحري، أنّ “الصّناعات الإبداعية ليست فقط قطاعات ذات أداء وإمكانات جيدة للنمو الاقتصادي، وإنما وهو الأهم تعبيرات عن الخيال البشري الذي ينشر قيما اجتماعية وثقافية هامة حول إفريقيا، ويحافظ على التراث الإفريقي ويعززه، مما يسمح للجمهور المحلي والعالمي بتقدير هذه التعبيرات الثقافية الغنية والتفاعل معها”.
وتشهد إفريقيا - وفق المتحدّثة - “نموا سريعا في عدد الشباب، حيث حوالي 60 بالمائة من السكان تحت سن 25 عاما”، وفي هذا السياق، فإن “الاقتصاد الإبداعي يوفر فرصة فريدة لمعالجة البطالة بين الشباب، من خلال توفير وظائف في قطاعات مثل الموضة، الموسيقى، إنتاج الأفلام، الإعلان وإنشاء المحتوى الرقمي”.
وأكّدت المتحدّثة بأنّ الاقتصاد الإبداعي والثقافي له “معنى اقتصادي وتجاري على الصعيد العالمي”، حيث أنّ قيمته تقدر “بنحو2 تريليون دولار أمريكي، ممّا يوفّر تدفقات إيرادات كبيرة للشركات الصغيرة، ويخلق فرص عمل لا حصر لها..”.
وأشارت أواني إلى أهمية المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، موضّحة أنّها أدّت إلى “تقليل حواجز الوصول إلى الأسواق المرتبطة بالصناعات التقليدية وتمكين العديد من الشباب الأفارقة من عرض مواهبهم، وخلق فرص للعمل الحر وريادة الأعمال، وذلك ببساطة من خلال الإنترنت”.
وقد اعتبرت - في سياق ذي صلة - بأنّ الاقتصاد الإبداعي “يوفّر فرصة حاسمة لإفريقيا لتنويع اقتصاداتها بما يتجاوز القطاعات التقليدية مثل الزراعة والتعدين والنفط”، وأنّ الاستثمار في الصناعات الإبداعية مثل الموسيقى والأفلام والأزياء ووسائل الإعلام الرقمية تستطيع من خلاله البلدان الإفريقية إيجاد “مصادر دخل جديدة ومستدامة والاستفادة من واحد من أسرع القطاعات نموا على مستوى العالم”.
وأبرزت بالمناسبة، بأنّ الاستفادة من هذه الصّناعات الإبداعية “يتطلّب الاستثمار واستراتيجيات مدروسة”، إلى جانب توفير البنية التحتية لكي تزدهر، ومعالجة المسائل المتعلقة بالوصول إلى التمويل، إلى جانب ضمان توفر المرافق والمعدات والتكنولوجيا المناسبة، وكذا خلق بيئة تشريعية تحمي حقوق الملكية الفكرية وتنفيذها لضمان تعويض المبدعين وتحفيزهم لإنتاج أعمال عالية الجودة، وهي الشروط التي تضمن - حسبها - الوصول العادل والمنصف إلى الأسواق وقنوات التوزيع، بما في ذلك بناء شبكات قوية ومنصات رقمية لتعزيز المحتوى الإفريقي على مستوى العالم.
ودعت في هذا المجال إلى ضرورة الاستثمار أيضا في المهارات والتعليم ومحو الأمية الرقمية ووضع برامج إرشادية وتنمية مهارات الشباب الإفريقي المبدع لتمكينه من التواجد إفريقيا، وتعزيز جودة منتوجه ومنحه القدرة على المنافسة في مجال الصناعة الإبداعية عالميا.
وفي حديثها عن تظاهرة “كانكس ويكاند 2024”، التي أسّسها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) في 2020، قالت إنّها “اعتراف بالإمكانات الاقتصادية والتحويلية للقطاع الإبداعي”، مضيفة أنّه قد تمّ في الطّبعة السابقة تقديم “تمويلات بقيمة 500 مليون دولار أمريكي لدعم الصناعة الإبداعية والثقافية في إفريقيا، وقد أدّى نجاحها إلى مضاعفتها إلى مليار دولار أمريكي”، لافتة إلى أنّ “الطموح في تعزيز حصة إفريقيا من التجارة العالمية في المنتجات الإبداعية والثقافية يتمثل من خلال تسهيل بناء القدرات التقنية، وفتح سبل الوصول إلى الأسواق أمام روّاد الأعمال المبدعين”.