أكّدوا نجاعته الاقتصادية والتجارية القاريّة..مختصّون وخبراء لـ “الشعب”:

مشـروع الغـاز العابر للصّحـراء.. أبعاد إستراتيجية كـبرى

سفيان حشيفة

 أكّد مختصّون وخبراء في تصريحات متطابقة، أنّ أنبوب الغاز العابر للصحراء بين الجزائر ونيجيريا مرورا بجمهورية النيجر، يكتسي أبعادا إستراتيجية اقتصادية وتجارية كبرى، ستعود بالنفع والفائدة على كامل منطقة الساحل وشمال إفريقيا، ويُمهِّد لتقوية البنى التحتية المحلية ونمو اقتصاديات الدول المحتضنة للمشروع الطاقوي وتنويع مصادر دخلها القومي.

 في هذا الصدد، قال الخبير الدولي في الاقتصاد والمالية، البروفيسور نبيل جمعة، إنّ أنبوب الغاز العابر للصحراء (Trans-Saharan Gas Pipeline - TSGP)، هو مشروع استراتيجي يمتد بين الجزائر ونيجيريا لنقل الغاز الطبيعي من حقول نيجيريا عبر النيجر ثمّ إلى الجزائر، ومنها إلى قارة أوروبا.
وأوضح البروفيسور جمعة نبيل في تصريح لـ “الشعب”، أنّ هذا المشروع الغازي القاري يحمل عدة فوائد إستراتيجية تجارية واقتصادية للطرفين الجزائري والنيجيري، ولمنطقة السّاحل برمّتها كونه ممرًّا رئيسيًا لنقل الغاز النيجيري من جنوب الصحراء إلى أوروبا، ممّا سيسهم في تنويع مصادر الغاز الأوروبي، لاسيما مع التحولات الطاقية في العالم.
وأضاف جمعة أنّ أنبوب الغاز العابر للصحراء سيُمكِّن من تحقيق الأمن الطاقوي لقارة إفريقيا، وسيسمح للدول المعنية بمساره، مثل النيجر من الحصول على كمية من الغاز سواءً للاستهلاك المحلي أو التصدير، مما يعزّز من وضعية الأمن الطاقوي في تلك الدول، ويدفع نحو تحسين الظروف التنموية والاقتصادية بها.
وأفاد جمعة في قراءة للقاء وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب مع نظيره النيجري، أنّ الاجتماع ركّز على أهمية التعاون الوثيق وتنفيذ هذا المشروع الغازي الحيوي الذي سيعزّز من مكانة الجزائر كمحور رئيسي في نقل الطاقة إلى قارة أوروبا، وكذا التأكيد على الاستفادة المشتركة في عدّة جوانب بين البلدين.
وبخصوص تعزيز التعاون الطاقوي بين بلدان المشروع، قال محدّثنا إن الشراكة الطاقوية ستتقوّى من خلال إنجاز هذا الأنبوب الذي يُمثِّل جسرًا بين قارتي إفريقيا وأوروبا، وسينجم عنه تبادلا للمعرفة والتكنولوجيا بين البلدان في مجال إنتاج ونقل الغاز، ناهيك عن دوره في تحسين العلاقات التجارية بين أصحاب المشروع ودول أوروبا، بحسب قوله.
علاوة على ذلك، سيساهم هذا المشروع في مواجهة تحديات الطاقة الدولية، نظرا إلى تزايد الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا، وهو ما سيجعله لاعبا هامًا في تلبية هذا الطلب، ومحفزا لوضع الجزائر واعتبارها مزودا رئيسيا دوليا للطاقة، ويدعم اقتصادها ويُنوِّع مصادره، ويعزز عائداتها من العملة الصعبة في المستقبل.من جهته، أكد رئيس مجلس الاستثمار والتعاون الدولي، حمروني اسماعيل، في اتصال مع “الشعب”، أنّ الطّلب المتزايد على مادة الغاز في دول أوروبا والعالم، أعاد إحياء تجسيد هذا المشروع، في ضوء رغبة أوروبا الجامحة في تنويع مصادرها الطاقوية وتقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
ولفت حمروني إلى أهمية اللقاء الذي جمع وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب مع نظيره من جمهورية النيجر، الذي شهد التزاماً مشتركاً على إحياء مشروع أنبوب الغاز وتسريع وتيرة إنجازه، منوّهاً أن هذا الاجتماع عكس الاهتمام المتزايد من كلا الدولتين لتطوير البنية التحتية الطاقوية وتعزيز التعاون الإقليمي بمختلف المجالات بين البلدين الجارين.
وأردف المتحدث ذاته، أن الجزائر تحتوي على واحدة من أضخم شبكات خطوط الأنابيب الغازية في قارة إفريقيا، وتتميز بموقع جغرافي إفريقي متوسطي هام جدا، يمكنها من أداء دور محوري في تصدير الغاز الطبيعي وباقي المنتجات إلى أوروبا، ممّا جعلها مركزا حيويا للعبور الطاقوي العالمي مؤهلا لاحتضان مشاريع في هذا الخصوص.
من الناحية الاقتصادية، سيتيح هذا المشروع توفير فرص عمل واسعة النطاق، ويساهم في تحقيق الاستقرار التنموي والاقتصادي المستدام في الدول المعنية بإنجازه في منطقة الساحل الإفريقي، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية الطاقية في النيجر ونيجيريا، وتقوية قدرة تلك الدول على الاستثمار في مواردها واستغلالها على نحو أفضل، يضيف حمروني.
فضلا عن ذلك، يُمثِّل إنجاز أنبوب الغاز العابر للصحراء سانحة لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في كامل الإقليم، من خلال رفع مستويات التعاون بين دول الساحل الإفريقي، وتمتين العلاقات وتعزيز المصالح المشتركة في شتى المناحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19635

العدد 19635

الجمعة 29 نوفمبر 2024
العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024