حملات أشباه الإعلاميـين ضد جهــود التنمية الإفريقيــة.. لم تنفع المتربصين
انتقلت العلاقات الثنائية التي تربط الجزائر بجمهورية النيجر إلى مستوى آخر من التعاون والانسجام القائم بين البلدين، محقّقة بذلك تطلعات قائدي البلدين اللذين يحرصان على تعزيزها وتقويتها في إطار الشراكة القائمة في العديد من المجالات بما فيها مجال المحروقات.
شكّلت الزيارة الأخيرة لوزير البترول النيجيري صحابي عومارو إلى الجزائر، محطّةً أخرى في مسار العلاقات الأخوية التي تربط الجزائر والنيجر، وهو ما جاء على لسان ضيف الجزائر الذي أعرب عن ارتياحه الشديد للعلاقة التي تربط سوناطراك بالشركة الوطنية للبترول SONIDEP، معبراً عن شكره العميق للدولة الجزائرية على استعدادها الكامل في مرافقة بلاده في جهودها التنموية.
يشكّل المشروع الاستراتيجي “أنبوب الغاز العابر للصحراء”، أحد محاور اللقاء الذي جمع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب بنظيره النيجيري.. اللقاء كان فرصة لمناقشة مدى تقدّم المشروع، مع التأكيد على المُضي قُدماً في عقد الاجتماعات التنسيقية لدراسة مختلف جوانبه، والاطلاع على مدى تنفيذ القرارات المتّخذة خلال القاءات التي جمعت الوزراء الثلاثة المسؤولين عن المحروقات لكل من الجزائر، النيجر ونيجيريا.
ويكتسي هذا المشروع الاستراتيجي أهميةً بالغة للبلدان الثلاث، فهو إلى جانب كونه أداةً لنقل غاز نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر، يُعدُّ كذلك ذو أبعادٍ تنموية على كامل المنطقة، وسيسهم بشكل كبير –بحسب محلّلين - في حلحلة قضايا عديدة شائكة، من قبيل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.لقاء وزير الطاقة الجزائري بنظيره النيجيري حمل رسائل ودلالات عدة، فشريان الساحل الذي سيغيّر وجه المنطقة، سيوقف بلا شك مسلسل أضغاث الأحلام التي يعيشها البعض ممن يتوهّمون وجود بدائل أخرى للخط غير الجزائر، وسيُرجع هؤلاء بـ«خُفّي حُنين” بعد المسرحية الهزيلة التي كان ضحيتها رأيهم العام المحلي.
إن الشروع الفعلي في استغلال أنبوب الغاز العابر للصحراء، سيمكّن من تحقيق مكاسب اقتصادية وطنية وإقليمية للدول الثلاثة، وستمتد تبعاته وآثاره الجانبية إلى الجوانب الاجتماعية، الأمنية والسياسية، وهو يندرج –أي المشروع - في إطار تجسيد إحدى محاور برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والمتعلقة بإرجاع الجزائر إلى عمقها الافريقي وتعزيز الشراكة الاقتصادية جنوب-جنوب وفقاً لمقاربة تربط الاستقرار السياسي والامني بتحقيق التنمية المحلية.
يعد مستوى العلاقات الجيدة التي تربط الجزائر بنيجيريا، والجزائر بالنيجر، دافعاً قوياً ومحفزاً للإسراع في انجاز خط الغاز العابر للصحراء، وما اللقاءات الثنائية والثلاثية التي تجمع وزراء المحروقات للدول الثلاث إلا دليل على التزام صادق نحو تعزيز الروابط الاقتصادية فيما بينها.
وسيسمح هذا المشروع - بمجرد دخوله حيز الخدمة - بتزويد دول الساحل بالغاز انطلاقاً من حقول نيجيريا، وصولاً الى الأسواق الأوربية عبر الشبكة الجزائرية.
ويستفيد هذا المشروع من البنية التحتية الطاقوية الضخمة التي تحوزها الجزائر، خاصة شبكة الأنابيب الممتدة لآلاف الكيلومترات ومركّبات الغاز الطبيعي والمنشآت البتروكيمياوية، فضلاً عن موانئ الشحن المطابقة للمواصفات العالمية.
قطع مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء أشواطاً متقدمة، خاصة مع وجود شبكات نقل جاهزة في كل من نيجيريا والجزائر، وتبقى الجهود منصبّة حالياً من الدول الثلاثة حول كيفية الإسراع في إنجاز الشطر المتعلق بالأنبوب الواقع داخل التراب النيجيري والممتد على مسافة تقارب 1000 كلم، من خلال البحث أو العمل على حشد الموارد المالية اللازمة لتمويل المشروع في ظل الصعوبات المالية التي تواجه النيجر، إلى جانب 100 كلم على مستوى نيجيريا، و700 كلم داخل التراب الجزائري، أي ما يعادل 1800 كلم من طول الأنبوب البالغ 04 آلاف كلم.وتُعدُّ هذه المعطيات مؤشرات إيجابية نحو التجسيد الفعلي للمشروع وطيّ ملفه نهائيا، بعد اللغط الإعلامي الذي صاحبه من طرف بعض الجهات التي سعت إلى تقزيم المشروع والادعاء بعدم مردوديته الاقتصادية، بل وطرحت هذه الجهات مشروعاً بديلاً يمر عبر 12 دولة إفريقية وسوّقت له عبر آلتها (الإعلامية الشبيهة) على أنه أكثر نجاعة من خط نيجيريا النيجر الجزائر.