منشئات ذات بــعد إفريقي..ورفع مستـوى الصـادرات والمداخيـل للخزينـة العموميـة
يعتبر ميناء الحمدانية بشرشال (ولاية تيبازة)، أحد أكبر الموانئ في حوض البحر المتوسط ويأتي في المرتبة الخامسة عالميا، ما يجعله محورا رئيسيا للتجارة والتبادلات على المستوى الإقليمي والدولي، نظرا لقدرة استيعابه العالية جدا للحاويات والبضائع التي يتجاوز حجمها 25 مليون طن سنويا، ما سيسمح بإحداث نقلة نوعية للاقتصاد الوطني، والرفع من مستوى الصادرات والمداخيل للخزينة العمومية.
يعد ميناء الحمدانية من المشاريع المهيكلة والاستراتيجية التي تعوّل عليها الجزائر في مرحلة التحوّل الاقتصادي، بحسب ما صرّح به الخبير في الاقتصاد عبد الرحمان هادف لـ»الشعب»، حيث سيسمح بمواكبة التحوّلات التي تهدف الدولة الى تحقيقها، من خلال انجاز المنشآت ذات بعد إقليمي ودولي.
أفاد الخبير هادف أن مشروع ميناء الحمدانية الذي يتربع على أكثر من 1200 هكتار، منها 900 هكتار مخصصة للمناطق اللوجستية، سيساهم في إحداث قفزة نوعية على مستوى الاقتصاد الجزائري، من جانب، حيث النقل واللوجستيك، كما سيكون للمنشأة دور هام على الصعيد الجيو- اقتصادي.
وأوضح الخبير في السياق، أن الموانئ الجافة وموانئ العبور التابعة لهذه المنشأة سيكون لها دورها الأساسي في تحسين أداء التجارة الخارجية، ولهذا المشروع علاقة مباشرة بطريق الحرير، وبالتعاون الاستراتيجي مع الصين الشريك الأساسي بالنسبة للجزائر، فإن تداعياته ستكون ذات تأثير كبير على الاقتصاد الجزائري في العقود القادمة وعلى مكانة الجزائر الإقليمية متوسطيا وافريقيا، وبالنسبة للصين فإن الميناء سيسمح لها بربط اقتصادها بالاقتصاديات الجهوية (الاقتصاد الإفريقي والأوروبي).
في السياق، قال محدثنا إن رئيس الجمهورية شدّد في العديد من المرات على ضرورة امتلاك الجزائر لمنشآت بحجم ميناء الحمدانية لحل مشاكل النقل البحري وخاصة ما تعلق بالعبور الذي يكلف الدولة مبالغ طائلة من العملة الصعبة.
وذكر المتحدث أنه تم التخطيط وهندسة المشروع من أجل أن تكون المنشأة ذات بعد إفريقي، ما سيسمح بربط عمق إفريقيا خاصة الدول الواقعة جغرافيا جنوب دول الساحل، بأن يكون لديها منشآت نقل ذات مستوى عال، وتسمح لها، بذلك، بتحسين تجارتها الخارجية، خاصة منشآت النقل في الطريق العابر للصحراء، وكذا مشاريع النقل بالسكك الحديدية، وبالتالي سيسمح المشروع للدول الإفريقية بأن تستفيد من هذه المنشآت والهياكل القاعدية بأكثر أريحية.
وأضاف هادف في السياق، أن المشروع يندرج ضمن الاندماج الاقتصادي الإفريقي الذي تعمل عليه الجزائر مع دول إفريقية أخرى، من أجل الرفع من مستوى الأداء، على أساس أن التنمية أكبر تحدّ تواجهه إفريقيا، وسيسمح لها بتحقيق قفزة نوعية في هذ المجال.
ولفت هادف إلى أن ميناء الحمدانية إضافة كبيرة للجزائر، حيث سيسمح باستقطاب وجذب استثمارات أجنبية كبرى تنظر إلى هذا النوع من المشاريع بأهمية بالغة، مشيرا إلى أن المنشأة ستعود بالفائدة على الاقتصاد الجزائري من خلال الحركية الكبيرة التي سيحدثها في الاقتصاد الوطني، والمداخيل الهامة التي سيدرها على الخزينة العمومية.