صادراتها ارتفعت خـلال النصــف الأول من 2024

الجزائـر.. لاعــبٌ محـوري في سـوق الطاقة العالمــي

محمد فرقاني

قــدوة دوليــة فـي الالتـــزام بقـــرارات “أوبــك+”

ارتفعت صادرات الجزائر من النفط الخام خلال النصف الأول من 2024 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع التزامها بمستوى إنتاج النفط الخام المقرر في اتفاق تحالف “أوبك+”، وهو ما جعل المتابعين يصفون الجزائر بـ«القدوة” في الالتزام بتعهداتها وتنمية صادراتها واقتحام كبريات الأسواق الدولية.

كشف أحدث تقرير لمنصة طاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، عن ارتفاع ملحوظ في صادرات النفط الجزائري الخام خلال النصف الأول من العام الجاري، لكنه بقي ضمن مستوى الإنتاج الذي التزمت به الجزائر في اتفاق “أوبك+”. كما كشف نفس المصدر، عن تغيير قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط خلال نفس الفترة، والتي شهدت دخول ثاني أكبر مستورد للخام في آسيا (الهند) للقائمة، التي أبقت على فرنسا كأكبر مستورد للخام الجزائري تليها إسبانيا وإيطاليا وبعدها الهند.
أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور كواشي، أن إنتاج النفط الجزائري ارتفع إلى 906 ألف برميل يوميا، خلال شهر جوان من السنة الجارية 2024 مقابل 900 ألف برميل يوميا خلال شهر ماي الذي سبقه، وهو ما جعل الجزائر تقترب من السقف المحدد لها بـ908 آلاف برميل يوميا.
وأضاف محدثنا، أن صادرات الجزائر من النفط الخام ارتفعت إلى متوسط 416 ألف برميل يوميا خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2024. وبالرغم من كل هذه الأرقام، إلا أن الجزائر استطاعت احترام الحصة الممنوحة لها والمحدّدة لها من قبل تحالف “أوبك+” وهو ما ينم عن حسن تسيير وبعد في نظرة الجزائر نحو السوق العالمية للنفط، إذ استطاعت التوفيق بين تنمية حجم الصادرات واحترام مستوى الإنتاج المحدد وفق قرارات “أوبك+”.
وأشاد كواشي بالجهود المبذولة من طرف سوناطراك، خصوصا فيما يتعلق بالاتفاقيات الكبيرة التي أمضتها مع كبريات شركات الطاقة في العالم، كما استطاعت زيادة حجم إنتاجها، بالإضافة إلى زيادة عدد الاكتشافات الطاقوية المؤكدة.
وذكر الخبير الطاقوي بالاكتشافات الطاقوية المؤكدة التي حققتها سوناطراك السنة الماضية وفي النصف الأول من العام الجاري، ما عزز مكانتها في السوق الدولية للنفط. وأشار كواشي إلى الميزانية الضخمة التي خصصتها الشركة الجزائرية خلال الفترة 2024/ 2028، لتعزيز عمليات الإنتاج والبحث والتنقيب، عن جميع أنواع الطاقات الأحفورية وخاصة النفط، بالإضافة إلى تطوير ميدان الطاقات المتجددة.
وفيما يتعلق بالدول المستوردة لخام النفط الجزائري، نوّه البروفيسور كواشي بدخول دول آسيوية ضمن قائمة أكبر المستوردين العالميين للنفط الجزائري، ذاكرا الهند كدولة لم تستورد أي كمية من الجزائر في الفترة الممتدة من جانفي إلى أكتوبر 2023، والتي أصبحت اليوم رابع أكبر مستورد للنفط الجزائري الخام خلال النصف الأول من العام الجاري، بمتوسط 46 ألف برميل يوميا، تليها كوريا الجنوبية التي احتلت المرتبة الخامسة.
وأضاف كواشي، أن الجزائر دائما تحترم الحصص المحددة والمتفق عليها سواء ضمن منظمة “أوبك” أو ضمن تحالف “أوبك+”، كما أنها السباقة في بلورة القرارات الجماعية، مشيرا إلى أن قرار ت “أوبك+” هدفها هو الحفاظ على أسعار النفط ضمن مستوى متوازن تخدم الجميع.
في ذات السياق، أكد كواشي أن احترام الجزائر للقرارات والحصص المحدّدة لها من قبل أوبك+، سيزيد من قيمتها لدى هذه الهيئات والمنظمات، وهي التي تحتل مكانة مرموقة ومحترمة لدى دول الأعضاء في هذه الهيئات الاقتصادية الدولية.
وذكر البروفيسور كواشي بدور الجزائر في شغل وساطات وحل الخلافات التي كانت تنشأ أحيانا بين أعضاء “أوبك”، وقال كواشي “الجزائر معروفة بهذا الدور المحوري في بلورة الآراء وتوطيد العلاقات”.
ويرى البروفيسور مراد كواشي، أن الجزائر تتميز بسمعة طيبة لدى الدول المستوردة للنفط الخام، خصوصا بعد وفائها بالتزاماتها نحو الدول التي ترتبط بها بعقود قريبة أو متوسطة المدى، خصوصا مع الزبائن الأوروبيين.
وأشار كواشي، إلى أن أكبر المستوردين للنفط على المستوى العالمي هما الصين والهند، فهذه الأخيرة ارتفع لديها الطلب على النفط بشكل رهيب وهو ما يفسر تحقيق هذه الدول الاستثناء فيما يتعلق بالأزمة التي مست الاقتصاد العالمي، ففي الوقت الذي يعرف فيه الاقتصاد الأوروبي تراجعا أدى إلى انخفاض الطلب على الطاقة، تعرف دول آسيوية مستوى مرتفعا من الطلب على الطاقة، من بينها الهند وهي السوق التي استطاعت الجزائر ولوجها رغم التنافسية وبُعد المكان.
ومن الناحية الاستراتيجية التي تنتهجها الجزائر في سوق الطاقة الدولية، فمن المهم تنويع الزبائن وهو ما تمت ملاحظته من خلال بلوغ الغاز الجزائري أسواق دول جديدة، وهو ما يعطي قوة تفاوضية مع الزبائن التقليديين للجزائر.
ويرى البروفيسور كواشي، أن هذه التحولات في مستوردي الطاقة من الجزائر ستنعكس بالإيجاب على الاقتصاد الجزائري ككل، فمستقبل الأسواق الدولية اليوم يميل أكثر نحو الشرق، وأكبر المستوردين على المستوى العالمي هما الهند والصين، لذا فمن الضروري البحث دائما عن زبائن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19635

العدد 19635

الجمعة 29 نوفمبر 2024
العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024