حظــي بالتكريم وافتك الجائزة الأرقـى

“توسيالي”.. قطب واعــــد لاكتسـاح الأسـواق العالميـة

فضيلة. ب

رأى النور في إطار جهود الدولة لتنويع المشاريع الاستثمارية بالشراكة مع شركات أجنبية رائدة، تملك الخبرة والكفاءة ورؤوس الأموال، إنه مركب الحديد والصلب “توسيالي” المتواجد بولاية وهران، وأحد المتوجين بجائزة رئيس الجمهورية كأحد أفضل المصدرين لعام 2023، ويعد ثمرة لشراكة جزائرية تركية مهمة، وذات قيمة اقتصادية واعدة، بعد أن ساهم المركب في السنوات الأخيرة في اقتحام المزيد الأسواق الخارجية بفضل نجاعة أدائه، وتحول إلى قطب اقتصادي مهم في الصناعات المعدنية، ومرشح لأن يضاعف من وتيرة أدائه وحجم صادراته.

ينتهج مركب الحديد والصلب “توسيالي مقاربة اقتصادية، تعتمد على تعزيز الإنتاج والتواجد بقوة واستمرار في أسواق خارجية، ونجح المركب الجزائري التركي النموذجي، خلال الأربع سنوات الماضية، من تحقيق القيمة المضافة ورقم أعمال وأرباح ومداخيل مهمة ولافتة، بفضل التصدير وهذه النتائج الإيجابية تستدعي التثمين والتشجيع بفضل الاستراتيجية المنتهجة والتسهيلات التي أقرتها الدولة على ضوء تعليمات رئيس الجمهورية في الجزائر الجديدة، من أجل الرفع من القدرات التصديرية خارج قطاع المحروقات، ويعكس المركب النجاح الباهر للشراكة الجزائرية التركية، الضاربة في الجذور التاريخية.
وتنتهج الشركة خطة تنويع الزبائن في أسواق خارجية ولا يقتصر تصديرها على أوروبا أو إفريقيا، كونها صدرت إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا عبر ميناءي وهران ومستغانم. وساعد الموقع الاستراتيجي للجزائر كبوابة لإفريقيا وقريبة من القارة الأوروبية، في تثبيت “توسيالي” لقاعدته التصديرية الرائدة والمهمة، لأنها تزود الأسواق العالمية بمختلف أنواع الحديد، المادة المطلوبة بكثرة في مختلف الصناعات وكذا في عملية البناء والتشييد.
بعد نجاح مركب “توسيالي” في تغطية نسبة مهمة من الطلب المحلي، توجه المركب منذ عام 2019 إلى دخول أسواق عالمية، طارحا منتوجا ذا جودة عالية، مغتنما الفرصة في تطوير نشاطه وتقوية التصدير، على توفير الدولة الجزائرية تحفيزات ومزايا كبيرة، من بينها لوجستية وجمركية، ليكون في الموعد ومتمركزا في عمق أبرز المحاور الرئيسية للأسواق الدولية.
ومنذ ميلاد هذا المشروع، حرص المركب على بناء نسيج مناولة صناعية، علما أنه تعزز من خلال إقامة ناقل آلي، يمتد من المركب نحو ميناء أرزيو، بمسافة لا تقل عن 11 كلم، على ضوء شراكة، أقامها المركب مع مؤسسة ميناء أرزيو. وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، عمل على استقبال ناقلات المعادن بطاقة تناهز 200.000 طن. وهذا من شأنه أن يسمح بالرفع من قدرات المركب التصديرية وتنمية رهان التصدير، وإطلاق العنان لنشاط التصدير وفق إرادة قوية.
ويمثل المركب أهمية كبيرة وإضافة للصناعة الوطنية، تعمل على كبح الاستيراد على خلفية توفيره للمادة الأولية من أجل تطوير القطاع الصناعي، وكذا استغلاله في إنجاز المشاريع الضخمة لقطاع البناء والأشغال العمومية، وكما يسارع المركب في مواكبة التكنولوجيا وتطوير تقنياته لطرح نوعية ذات جودة عالية.
بدأ هذا المركب منذ إنشائه في تجسيد خطة التطور والنمو المستمر، لأنه انطلق بغلاف مالي استثماري ناهز 1.8 مليار دولار، وشغل في البداية 950 عاملا واليوم يقارب عدد العمال 6 آلاف عامل، بفضل تطوير مراحل الإنتاج وتوسيع وتنويع المنتجات في مجال الحديد والصلب.
يذكر، أن مركب “تسويالي” يتشكل من 9 وحدات إنتاجية، من بينها وحدة التكوير من أجل معالجة خام الحديد ويعد الأكبر من نوعه في العالم، وتبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 2.5 مليون طن سنويا، من الكريات الحديدية، مجهزة بفرن حرارته تصل إلى 1.800 درجة مئوية، إلى جانب وحدة الاختزال المباشر، وكذا وحدة الانصهار لضخ السبائك الحديدية وتحويلها إلى حديد البناء. ويتوفر بالموازاة مع ذلك، على آلتين للتصفيح، من أجل إنتاج حديد الخرسانة وكذلك 17 وحدة ملحقة، أبرزها وحدة إنتاج الجير و3 وحدات، لإنتاج الأوكسجين و4 وحدات لمعالجة المياه، إلى جانب محطتين لتوليد الكهرباء ومحطتين للكاربون.
وتأتي الجائزة لتكرس نجاح المركب العملاق وتشجعه على مضاعفة مستويات الإنتاج، والذهاب بعيدا في مسار التصدير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024