مـن الاستـيراد إلى التصديــر.. ملامح الاقتصـاد الجديـد تتضـح
صحراوي: الحظوة بتكريم الرئيس.. دافع لتقديم قيمة مضافة للاقتصــاد
ربيني: الجائزة حافـز للارتقـاء.. ونضمن جودة ونوعية المنتج الجزائري
انطلاقا من مبدإ تكريس ثقافة الاعتراف، حظيت مجموعة من المصدرين الجزائريين بتكريم خاص من رئيس الجمهورية، خلال الطبعة الثانية لجائزة “أحسن مصدر”، عرفانا بمجهوداتهم من أجل ضمان استمرارية النجاحات المحققة وفق المصلحة العامة للبلاد.. نجاح ما كان ليتحقق لولا الإصلاحات التي أحدثها الرئيس عبد المجيد تبون، وكفاحه المستمر للبيروقراطية المقيتة، العدو التقليدي لأي استراتيجية تغيير، ودعمه للمؤسسات المنتجة من خلال التحفيزات التنظيمية والجمركية التي حرصت الجزائر على توفيرها لضمان أرضية خصبة ومسلك آمن لعملية التصدير التي حققت قفزة نوعية من 5 ملايير دولار خلال سنة 2021، إلى 7 ملايير دولار سنة 2022، مع طموح أن تصل إلى 10 ملايير دولار سنة 2024.
تواصلت جملة التحفيزات الإجرائية والميكانيزمات التشريعية التي أقرها رئيس الجمهورية من أجل دعم الصادرات خارج المحروقات، بهدف تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات، لتشمل وتمتد إلى التحفيزات المعنوية، من خلال استحداث جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مصدر، لتصبح اليوم تقليدا سنويا، صدر مؤخرا بالجريدة الرسمية، يتم من خلاله تكريم المؤسسات التي ساهمت في الرفع من الصادرات خارج المحروقات، وتنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني.
وجاءت الطبعة الثانية للجائزة تحت شعار “التزام، إنجازات ومواقف”، والجزائر تتحول، بفضل أبنائها من المتعاملين الاقتصاديين المدركين لمسؤولياتهم، من بلد مستورد إلى بلد مستثمر ومصدر.. مشهد جديد أصبح يميز الساحة الاقتصادي الجزائرية، ويجسد الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية في مرافقة المصدرين، ليفتح باب التنافسية للتصدير عوض الاستيراد.
تنافس لصالح الاقتصاد الوطني
في هذا الصدد، تمكنت “الشعب” من الحصول على تصريحات بعض المؤسسات التي تم تكريمها من طرف رئيس الجمهورية، حيث عادت جائزة أفضل جائزة للمنتجات الفلاحية للشركة ذات المسؤولية المحدودة “ليدر إين ترايدس ألجيريا “Leader In Trades Algeria” التي تقوم بتصدير كل المنتجات خارج المحروقات تحديدا، المنتجات الغذائية والزراعية، حيث قال مديرها العام محمد ربيني، إن رقم أعمالها قد بلغ مليون و600 ألف دولار، ويعمل رفقة فريقه على تحسين مردودية الشركة، وهو بصدد دراسة العديد من الاتفاقيات حاليا مع أكبر موزعي ومسيري المساحات التجارية الكبرى الأوروبية. واعتبر محمد ربيني، تواجده ضمن فعاليات الطبعة الثانية لجائزة رئيس الجمهورية لأفضل مصدر، حافزا معنويا من أجل الارتقاء إلى مستوى أعلى من الجودة والنوعية للمنتوج الجزائري.
أما مدير “مجموعة كلينيكا” للخدمات، صلاح الدين صحراوي، فقد أكد أن شركته تقوم بتقديم قيمة مضافة قوية للاقتصاد الوطني في مجال الخدماتية. وقد شقت طريقها نحو الأسواق الخارجية من خلال المرافقة الاستراتيجية للشركات متعددة الجنسيات النشطة بالجزائر. وبخصوص تكريمه من طرف رئيس الجمهورية، أكد أن ذلك يشكل دعما معنويا ودافعا على بذل المزيد من الجهد وفتح آفاق أوسع من أجل الرفع من رقم عمال شركته وتوسيع رقعة تواجدها على مستوى الأسواق الخارجية.
اعتراف بالمجهود..
وبالعودة إلى الوقائع، يجدر التذكير أن جائزة رئيس الجمهورية لأحسن مصدر، جاءت تشجيعا للجهود المبذولة من طرف المتعاملين الاقتصاديين من خلال تنظيم الطبعة الثانية للوسام الشرفي للتصدير.
وتكمن قوة تأثيرها المعنوي، كونها تتم تحت إشراف رئيس الجمهورية شخصيا على مراسم الاحتفالية لتكريم أفضل المصدرين من القطاعين العام والخاص، دون أدنى تمييز، ممن حققوا أحسن النتائج خلال السنوات الأربع الأخيرة، وساهموا في التعريف بالمقاربة الجديدة للاقتصاد الوطني، في اعتراف صريح بجهودهم التي ساهمت في تحقيق إنجازات اقتصادية لا يمكن التنكر لها خلال السنوات الأخيرة ضمن مقاربة جديدة تشجع المبادرة والتصدير.
وأظهر المتعامل الاقتصادي المحلي، حسّا وطنيا عاليا من خلال هبته ومشاركته في تحدي ضمان الأمن الغذائي للبلاد وتحقيق سيادتها الاقتصادية، من خلال الاجتهاد في تلبية الطلب المحلي والاعتلاء بالمنتوج الوطني إلى مصاف العالمية، خاصة وهو المشهود له بالخصوصية والجودة.
المجلس الأعلى للمصدرين.. قوة الأداء
إن وعود رئيس الجمهورية والتزامه بمرافقة ذوي النوايا الصادقة من المتعاملين الاقتصاديين، وكذا استعداده للذهاب بعيدا بالاقتصاد الوطني رفقة كل الفاعلين ممن أخلصوا النية لبذل أقصى الجهود للرفع من المؤشرات الاقتصادية إلى مستوى الأمان، تعبير عن إرادة سياسية حقيقة، تجسدت بقيمة مضافة أخرى تحسب لصالح المصدرين المحليين ولصالح الأداء الاقتصادي بصفة عامة، تمثلت في تنصيب المجلس الأعلى للمصدرين، مع فتح خطوط جوية جديدة باتجاه كل العواصم الإفريقية، إضافة إلى تسريع فتح مناطق حرة مع كل من موريتانيا، مالي والنيجر التي تربطنا بها تقاليد تجارية منذ الاستقلال، خاصة ما تعلق بالمواد الغذائية للدخول إلى اقتصاد خلاق للثروة يعكس القوة الاقتصادية للبلاد ويقدم القيمة المضافة للموقع الاقتصادي للقارة الإفريقية عالميا. طموح يرفع كثيرا من التحديات، حيث أن استحداث المجلس الأعلى للمصدرين، كهيكل وإنجاز، يضاف إلى جملة الهياكل المستحدثة لتسهيل العملية الاقتصادية، كالوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار والمجلس الأعلى للجباية، يجمع في تركيبته مجموع المصدرين الحقيقيين، ممن أثبتوا جديتهم في تسويق المنتوج الجزائري خارج حدود البلاد.