تنتعش بعض المهن الموسمية مع حلول عيد الأضحى المبارك، فيجد كثير من الناس من بين الشباب خاصة فرصة لتحقيق مداخيل تسمح لهم بمواجهة ظروف الحياة، من خلال عرض خدمات يكثر عليها الطلب، بحيث تفرض نفسها على يوميات المواطن. إنها حرف العيد بامتياز وتحكمها تقاليد وعادات تنتقل عبر الأجيال.
من شحذ السكاكين والسواطير وأدوات تجهيز الأضحية إلى وسائل الطبخ خاصة المخصصة لإعداد أطباق الشواء مرورا ببيع أعلاف الماشية والفحم وغيرها من مدخلات موائد العيد الكبير، يرتفع معدل الإقبال عليها وأحيانا بأسعار تبدو مرتفعة، لكون صاحب الخدمة يشتغل لظرف زمني لا يتعدى الأسبوع والزبون يضطر كذلك لاقتناء وطلب ما يتطلبه الموعد.
بالموازاة مع انتشار أسواق بيع الأضاحي، ظهرت في الآونة الأخيرة، كما هي العادة مختلف وسائل وأدوات التكفل بكبش العيد بما فيها وسائل تعليق الأضحية بعد الانتهاء من السلخ، وكذا جهاز النفخ من مختلف الأصناف إلى غيرها من مستلزمات المناسبة.
تنتشر عبر الأحياء والمدن مركبات صغيرة تحمل عتاد العمل فيما يجد الشباب الفرصة لكسب بعض المال من خلال بيع كل ما يحتاج إليه الزبون في مشهد يرسم حركة يساهم فيها الجميع في حيوية تعطي نكهة للشارع بين من يروج لسلعته ومن يسأل عن السعر وآخر يضمن النقل بمركبات «هربيل» التي تعتبر الوسيلة المثلى للنقل الجواري، غير أنها تشكل في نفس الوقت خطرا على حركة المرور في حالة مخالفة قواعد السير.
انتعشت سوق مستلزمات عيد الأضحى بشكل مثير عبر كافة الأسواق الرسمية والموازية بالخصوص، غير أن الباعة لا يبدو أنهم مكترثين بمرافقة الزبون بسلسلة من النصائح والتحسيس حول مخاطر سوء استعمال تلك الأدوات خاصة المخصصة لعملية ذبح الأضحية وسلخها بإتقان، وعادة ما تسجل حوادث تستقبلها مراكز الصحة واستعجالات المستشفيات نتيجة أخطاء في الاستعمال أو إهمال، مما يستدعي الحيطة والحذر.
حتى مؤسسات عمومية مثل بي سي ار عرضت على مستوى محلاتها سكاكين وسواطير عالية الجودة تجد إقبالا من زبائن يعرفون اختيار الجودة بتفضيل اقتناء وسائل متينة تستعمل لسنوات بدل أخرى رديئة الجودة أو مقلدة سرعان ما تنتهي صلاحيتها وتفقد قيمتها مع انتهاء المناسبة.
يستغل كثير من المتحايلين الموعد لتسويق أغراض غير مطابقة للمعايير وتفتقر للصلابة خاصة ما يخص سكاكين السلخ ووسائل تعليق الأضحية إلى جانب أدوات تحضير أطباق الشواء على الجمر التي تتربع على موائد هذا الموعد، وتجهيز «البوزلوف» بما فيها مواد مطلوبة خصيصا لموائد المناسبة مثل الثوم والتوابل التي تعطي للأذواق نكهة تتنافس حولها حرائر الأسرة الجزائرية لإضفاء البهجة بين أفراد أسرتها وضيوفها.
هكذا فإن العيد يعتبر أيضا محركا للنشاط التجاري على أكثر من مستوى من بيع الكباش إلى المسالخ التي تعتبر قليلة في المدن والضواحي، مما يضطر الأشخاص للقيام بعمليات الذبح وسلخ الأضاحي في فضاءات ومساحات عمومية تستوجب أن تخص بأعمال التنظيف والتطهير الفوري، وهو ما تقوم به مؤسسات ومصالح عمومية، لكن حبذا لو يبادر الأفراد الخواص بالمساهمة في الرفع من وتيرة العمل المتعلق بالحفاظ على البيئة لتحافظ الأحياء على نقاوتها.