تحت ضغط روّاد السّوق والبارونات

عودة النّشاط إلى السّوق الأسبوعي لواد طاطاريق ببومرداس

بومرداس: ز ــ كمال

 هكذا هي بعض القرارات الارتجالية التي يتخذها مسؤولون ومنتخبون ببومرداس فيما يتعلق بعدد من القضايا الهامة والملفات المتعلقة بتسيير الشأن المحلي على غرار قرار تحويل السوق الأسبوعي بعاصمة الولاية إلى مدينة قورصو الموقع من طرف رئيس البلدية، لكن سرعان ما تم تجاوزه لتثبيت ما فرضه التجار من رغبات.

عاد هذا الاثنين الماضي روّاد السوق الأسبوعي متعدد الخدمات المتواجد بواد طاطاريق بقلب مدينة بومرداس إلى النشاط مجددا بعد توقف دام 5 أشهر ممّا خلّف تسجيل بطالة نتيجة قرار تحويل موقعه الموقع من طرف رئيس البلدية جعفر باكور الى منطقة بالرحمون ببلدية قورصو وقبلها حي الكرمة بالمخرج الشرقي للولاية، وبالضبط في إحدى الفضاءات المفتوحة، فكان بمثابة مشروع سوق جواري تم اقتراحه لتجميع التجار الفوضويين اللذين يشغلون الطريق العمومي بهذا الحي، والذين فضّلوا التحدي والتمرد على الدخول في الوضوح، نفسهم نفس الناشطين بالسوق الأسبوعي الذي عملوا المستحيل من اجل العودة إلى البيت القديم، وهو فعلا ما تحقّق لهم أخيرا بإيعاز من المسؤولين المحليين بعد عدة احتجاجات واعتصامات، وبالتالي ذهب قرار رئيس البلدية الاول في مهب الريح.
اللافت أنّ تحويل السوق الأسبوعي شبه الفوضوي الذي تقاسم لسنوات نفس الفضاء مع محطة المسافرين كغيرها مع المحطات البلدية المتزاوجة مع النشاط التجاري، تمّ تدعيمه بعدة حجج منطقية كظاهرة الازدحام والاختناق المروري الذي يتسبب فيه رواد السوق، ناهيك عن المشاكل البيئية الناجمة عن مخلفات التجار التي تحول المكان إلى مفرغة عمومية، مع التفكير بتجسيد مرفق عمومي بهذا الوعاء العقاري، وهو الاتجاه الذي دعمه رئيس الدائرة، الذي وعد بتهيئة الفضاء الجديد بقورصو وإعلان مناقصة لاختيار مسيرين والعمل على ضمان الأمن بناء على شكاوي المعنيين، ليتفاجأ الجميع بعودة التجار إلى فضائهم القديم، وإن كان وسط ارتياح المتسوقين بسبب قربه من محطة النقل وعقلانية الأسعار حسب تصريحهم، لكن مع تساؤلات حول الجهة التي رخصت بإعادة الحياة لهذا الفضاء، ولماذا التسرع في اتخاذ قرارات لا يتم دراستها بتأني وتنسيق مع جميع الهيئات المتدخلة في القطاع.
وتقدّم مشاهد السوق الأسبوعي المتداخل مع محطة المسافرين صورة فوضوية سوداء ومجسم مصغر عن واقع النشاط التجاري بولاية بومرداس وخاصة مثل هذه الفضاءات الأسبوعية والجوارية المفتوحة، حيث لا يزال يرتبط مصير صوت الباعة بأصوات أصحاب مركبات نقل المسافرين في عمل تكاملي جمعته المصلحة على حساب صورة المدينة، التي شوهتها مثل هذه المظاهر في أمثلة كثيرة نجدها في شبه محطة المسافرين لزموري التي تتزاحم فيها طاولات التجار مع مركبات المسافرين، وفي مدخل واحد يتبعه المتسوق والمسافر على السواء، الفضاء التجاري الفوضوي وسط بلدية يسر كذلك، بل وفي كل محطة أو موقف للحافلات إلا وتقابلك صورة أقلها طاولة لبيع السجائر، في حين تبقى صورة محطة المسافرين لبرج منايل ومحطة بودواو الحضريتين أكثر وضوحا ونموذجا للتكامل الاقتصادي الهش بين قطاعين حيويين، لكنهما يسوقان لصورة سوداء عن ولاية سياحية قيل عنها أنها فضاء الجزائر المستقبلي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024