المغرب يعرقل مسار بناء الاتحاد المغاربي

مساندة تقرير مصير الشعوب من ثوابت سياسة الجزائر

فتيحة / ك

عرج د. صويلح بوجمعة ـ البرلماني السابق ـ في حديثة عن مشروع الاتحاد المغاربي الذي راوح مكانه بسبب موقف المغرب ومناوراته، رغم أن بيان أول نوفمبر أعطى أهمية كبيرة لوحدة بلدان شمال إفريقيا، بل جعله من بين الأسباب القوية للتضحيات الجسام والقوائم الطويلة للشهداء التي سالت دماؤها غزيرة من أجل وحدة الوطن والإقليم كله.

وقال د. صويلح من منبر ضيف «الشعب» أمس، «طوال السنوات الفارطة أظهر الواقع الميداني أن التفاعل بين الجزائر والمغرب يتقهقر ويتردّى نتيجة بعض الانفعالات والخرجات غير المحسوبة للدولة الجارة، وكان على الجزائر دائما أن تكون في موقف المتسامح والداعي للتهدئة والى مراجعة الأفعال».
في هذا السياق، اعتبر صويلح بوجمعة الخرجة الأخيرة للبلد «الشقيق» والحملة الإعلامية التي وجهت براثنها اتجاه الجزائر ورموزها واحتوت على على تكييفات غير قانونية كـ» أعمال عدائية»، رغم ان موقف الجزائر الذي جاءت به رسالة رئيس الجمهورية إلى قمة التضامن مع الشعب الصحراوي بأبوجا، والتي ألقاها ممثله، الطيب لوح وزير العدل ، ليس جديدا لأنها تنادي بحق الشعوب في الحرية والحياة الكريمة منذ الاستقلال، وهو موقف تتحرك به كل الشعوب التي تناصر حق الإنسان في  العيش بلا ذل ولا مهانة.
هنا تساءل د. صويلح بوجمعة عن ماهو العمل العدائي الذي تتحدث عنه المغرب، ليؤكد فيما بعد أن هذا التحرك غير المبرر للبلد «الجار» يدخل في إطار سوابق كثيرة جعلت من الأمر عرفا تكرر في سنوات كثيرة منها سنة 1963 أين خلق للجزائر الفتية بؤرة توتر على الحدود الغربية، كما ذكر بتفجيرات فندق مراكش ١٩٩٤ أين اتهمت المغرب حينها الجزائر.
المغرب سياسته واضحة ـ هذا ما قاله صويلح بوجمعة ـ هي استفزاز لا يقبل المهادنة، ولا يمكن استصاغة «العمل المعزول» فالاعتداء على قنصلية الجزائر بالدار البيضاء وتمزيق العلم الجزائري كان واضحا انه مبيت، ولكن الحقيقة انه اعتداء على المغرب وشعبه.
أما فيما يخص رد الفعل الجزائري فقال أن المتتبع لهذا الشأن يجده حكيما وقويا بعيدا عن أي ردود أفعال عاطفية وغير محسوبة، ما اظهر حنكة سياسية اتجاه القضايا والمشاكل خاصة إذا كانت مع بلد «شقيق» نتقاسم معه الدين، اللغة والجغرافيا.
فتح الحدود البرية الذي يقف حجرة عثرة أمام بناء اتحاد مغاربي هو نقطة أساسية في التكامل المغاربي وفي دعم التكتلات الجوارية ولكن دعاوى «دعه يعمل دعه يمر» والضغوط الغربية والأمريكية  لفتحها لا يمكن عزله عن الواقع الموجود بين البلدين، فالمشكل لم تكن الجزائر سببا فيه لان المغرب من أغلقها في 1994، ولكن يجب أن ننظر إلى الأمر من جهة أخرى، فهناك  مشكلة التهريب التي طالت السلع الوطنية المدعمة من طرف الدولة فمثلا لتر من البنزين يباع في الجزائر بربع اورو وعند تهريبه إلى المغرب يباع بـ5.5 اورو. وأكد صويلح بوجمعة في هذا الصدد، أن هناك عائلات في وجدة وفي فاس تعيش أزمة خانقة بسبب غلق الحدود، دون أن ننسى المخدرات التي تهرب إلى ارض الوطن بالأطنان التي تضر بالمجتمع بجميع شرائحه.
الأحداث المتسارعة التي حدثت جعلت من القضية الصحراوية القضية المفتاح لاتحاد مغاربي متكامل ولكن تناسى البلد الشقيق أنه لا يمكن تحقيق هذا الحلم على حساب شعب كامل حمل السلاح من اجل استرجاع حريته وأرضه المغتصبة ،...، شعب يريد ان يرى النور وسط أشقائه من البلدان المجاورة التي كان من المفروض أن تدعمه من أجل التطور والتقدم ، ولكن رغم كل ذلك يقول صويلح بوجمعة الجزائر ثابتة على مبادئها التي تبنتها منذ بيان أول نوفمبر وقبله في حق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش في عزة وكرامة، لأنها بلد سُلبت حريته 132 سنة ذاقت خلالها الويلات ما يؤهلها لأن تكون أكثر الشعوب معرفة بمعنى اغتصاب الأرض وتجريد الشعب من هويته.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024