يشعر المغرب أكثر من أي وقت مضى بأن قضية الصحراء الغربية تسير في الاتجاه الصحيح القائم على تسوية وفق الشرعية الدولية بتأكيد الحل الذي بموجبه سيتم تقرير مصير الشعب الصحراوي. وسيعزز السيد روس هذا الطرح في تقريره بمجلس الأمن عقب زيارته الأخيرة للمنطقة وتدعّمه المواقف المشرفة للبرلمانيين الأوروبيين والكونغرس الأمريكي تجاه عدالة قضية هذا الشعب.
هذه التطورات الإيجابية للمسألة الصحراوية أربكت المغاربة بشكل مثير للدهشة والإستغراب وجعلتهم يبحثون عن كل أشكال التغطية.. لإلهاء العديد من الأطراف على ما يجري على المستوى السياسي وتحويل الآراء إلى اتجاهات أخرى.. منها سعي المغرب لتغليط المجموعة الدولية بأن المشكل مغربي ـ جزائري، وهذا غير صحيح بتاتا، المشكل مغربي ـ صحراوي، يوجد على طاولة الأمم المتحدة منذ سنة ١٩٧٥، وليس وليد الظروف الحالية.
هذه الحقائق التاريخية والسياسية يخشاها المغرب ولا يريد ذكرها.. وكل من روس والأوروبيين والأمريكيين بحوزتهم هذه المعطيات. ويبنون عليها كل مواقفهم المتساوقة مع قرارات مجلس الأمن.
هناك تخوف مغرب متزايد من الانتصارات السياسية للشعب الصحراوي، كان آخرها في أبوجا، هذه المحطة التي ساهمت في تزايد الوعي الدولي بأن هناك شعبا محتلا بالصحراء الغربية يحتاج إلى التضامن معه، وإظهارلكل العالم مدى معاناته من الممارسات الوحشية للطرف المحتل ـ المغرب ـ لأرضه، لذلك فإن قوة الإجتماع في أبوجا هو تحسيس المجموعة الدولية بضرورة توفير آلية لحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.. بإدراجها ضمن مهام المينورسو، نظرا للتصعيد الحاصل في هذا الإقليم من تجاوزات خطيرة ضد الإنسان الصحراوء ممثلة في تصفيات، إغتيالات، قتل، ترحيل، تعذيب، منع من السفر، إيداع السجن… وغيره من أساليب القمع.. هذه الوقائع اليومية بالصحراء الغربية لا يمكن للمغرب التغطية عليها مهما كان الأمر.
واستدعاء المغرب لسفير.. لا يستطيع تغطية ما تشهده قضية الشعب الصحراوي في الميدان، هذا مشكل مغربي بحت، أي يتحمّلون مسؤولية ما يقدمون عليه من قرارات.. وما جاء في بيان الخارجية المغربي
إدعاء «.. تواتر الأعمال الإستفزازية والعدائية» لا أساس له من الصحة .. مجرد افتراءات ومغالطات لا أكثر ولا أقل.. يراد بها تشويه الحقائق، والإختفاء وراء طروحات كاذبة تريد الإدعاء بأن المشكل لا يمكن في الملف الصحراوي، وإنما هو جزائري ـ مغربي.. وهذا خطأ في ذاته لن تقبل به الجزائر.. و»الحل السياسي» الذي يتحدث عنه البيان، يوجد على مستوى الأمم المتحدة، يتكفل به السيد روس في المقام الأول ثم تأتي الجهات الأخرى كمجلس الأمن.
وللأسف، فإن المغاربة إختلطت عليهم الأمور إلى درجة الهيستيريا في كيفية التعامل مع الملف الصحراوي إن أرادوا حقا «الإندماج المغاربي» و»إرساء علاقات أخوية وتعاون وحسن جوار»، كما جاء في بيانهم.. فلماذا كل هذا الهذيان من خلال الإسراع إلى «قرارات» لا تخدم ما يدّعونه زورا وبهتانا.
تطاول آخر
هيستيريا.. وتناقضات سياسية
جمال أوكيلي
شوهد:285 مرة