الذكرى الـ52 ليوم الهجرة

محطة للإعتراف ومواصلة تحقيق أماني الشهداء

حكيم/ب

تتزامن الذكرى الـ52 ليوم الهجرة مع تحولات كبيرة تشهدها الجزائر في سياق مواصلة رفع الرهانات والتحديات في مختلف المجالات، ويعتبر التمسك بالماضي عاملا مهما لإعادة شحن البطاريات والتذكير دائما بالمرجعيات التي من شأنها رفع المعنويات والتخلص من السلبية وثقافة الفشل التي تعكر الكثير من مزاجنا.

إن الاحتفال بيوم الهجرة يجعلنا نتوقف عند الكثير من المحطات وأهمها هو إبراز دور الجالية بالخارج والتضحيات الجسام التي قدمتها من أجل أن يستقل وطنهم بالرغم من ابتعادهم عنه، وبالتالي أثاروا حياتهم من أجل نعيش اليوم تحت كنف الاستقلال.
فهولاء كانوا مناضلين عاشوا في ظروف قاهرة جدا، وقاوموا المستعمر من خلال الصبر على القهر والاستغلال في ضواحي باريس ومختلف المدن الفرنسية، ولم يعرف المستعمر أن هولاء الفقراء والمقهورين هم من كانوا يضمنون تمويل وتموين الثورة التحريرية بالمال فقد كان عمال المهجر يدفعون بانتظام اشتراكاتهم لجبهة وجيش التحرير الوطني، وكان لهم الفضل في ضمان ديمومة واستمرار الثورة.
وبالإضافة إلى الجانب المالي قدمت فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أحسن الأمثلة في الولاء للقيادة ونبذ الفرقة وتجسيدها لجميع التوصيات والقرارات التي كانت تصدر من القيادة دون أدنى المشاكل لتكون بالتالي قدوة للعديد من الذين كادوا يتسببون في فشل الثورة.
ولم يتخلف أبناء المهجر من الجزائريين في المشاركة في المظاهرات المنددة بالقهر، حيث كسروا قيد الخوف من السفاح موريس بابون، وتمكنوا من خلال تضحياتهم في باريس التي يشهد نهر السين عن فقدان المئات من الجزائريين الذي رمت بهم الهمجية الفرنسية دون رحمة في الوادي الذي يقطع باريس ليبقى شاهدا على فضاعة تعامل «فرنسا حقوق الإنسان» مع أفراد عزل كانوا يطالبون فقط بالاحترام وبالاستقلال وتوقيف مختلف الأساليب الوحشية والعنصرية في التعامل مع الجزائريين.
وعليه، فالجالية الجزائرية في المهجر كانت دائما وفية لبلادها، وهو ما يدفعنا للاستثمار فيها وجلبها دائما نحو الوطن لما لها من أهمية في إعطاء دفع لجميع المجالات خاصة في الاقتصاد الوطني والبحث العلمي وغيرها من المجالات التي يمكن أن تحقق أماني الشهداء ومشاريعهم التي كانوا يحلمون بها.
إن يوم المهجر له الكثير من الدلالات الرمزية التي لا يجب إغفالها خاصة وأن الكثير من الدول قد تطورت من خلال البحث عن جالياتها التي تلقت تكوينا رفيعا بمختلف الدول الغربية والمتقدمة في شتى المجالات، وقد حققت الجزائر بعض التقدم في هذا الجانب ولو في الجانب الرياضي من خلال الاستنجاد بالمحترفين الذي قدموا إضافة كبيرة في انتظار أن تعمم التجربة على باقي القطاعات الأخرى ولكن بقليل من الإرادة والترفع عن الأحكام المسبقة التي تدمر أكثر مما تبني. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024