حركة كثيفة بشوارع العاصمة عشية عيد الأضحى

اكتظاظ وطوابير بمراكز البريد مشاهد تتكرر

سعاد بوعبوش

تشهد شوارع العاصمة حركة كبيرة للمواطنين الذين يسابقون الزمن عشية عيد الأضحى بهدف اقتناء آخر احتياجاتهم واستعدادهم لأداء الشريعة الإبراهيمية العزيزة على قلب كل مسلم، حيث اختلفت توجهاتهم بين أسواق الخضر والفواكه والمحلات التجارية ومراكز البريد.
 تتكرر مشاهد الاكتظاظ والطوابير الطويلة للجزائريين عبر مختلف مراكز البريد في كل سنة مع حلول المناسبات الدينية رغم أن مشكل السيولة النقدية لم يطرح هذه المرة، إلا أن مشكل الضغط والإقبال المتزايد لم يعرف له حلا أو انفراجا فهي المشاهد ذاتها منذ سنوات، ففي حدود الساعة التاسعة صباحا وصل الرقم في تذكرة الدور إلى 476 بمركز البريد بشارع زيغود يوسف، أما بالبريد المركزي فوصل إلى 800 وهي نفس المشاهد بكل من باب الزوار والرويسو فالطوابير الطويلة هي القاسم المشترك بين كل مراكز البريد بالعاصمة.
وما زاد الطين بلة هو توقف أجهزة الإعلام الآلي بسبب تعطل الشبكة المعلوماتية لمراكز البريد على غرار المتواجد بالرويسو، والذي يستمر لساعات وهو الأمر الذي أدى إلى نشوب مناوشات ومشادات كلامية بين المواطنين بل وحتى مع العاملين في غياب تام للمسؤولين وأعوان الأمن، ناهيك عن الروائح الكريهة التي لم تجد لها منفذا بسبب الضغط ما خلق جوا من الاستياء والاحتقان.
ونتساءل هنا أين وصل برنامج عصرنة مراكز البريد الذي أطلقته الوزارة المسؤولة عن هذا القطاع وتحديثه بآخر التكنولوجيات فكان من شأن هذا البرنامج أن يساهم في القضاء  على مثل هذه المظاهر التي تتكرر مع كل مناسبة دينية، ما جعل المواطنون  يستفسرون حول عدم اتباع نظام المناوبة وتعزيز عدد الموظفين على مستوى شبابيك الدفع وهذا تسهيلا لعملية السحب.
ولم تقتصر هذه الحركية فقط على مراكز البريد فقط، بل امتدت لأسواق الخضر والفواكه التي تشهد هي الأخرى إقبالا كبيرا من المواطنين لاقتناء مختلف الحاجيات المرافقة للأضحية وبشكل ملفت للانتباه، بحيث يخيل لك بأن هناك ندرة في المواد الغذائية أو سيكون ذلك.
ويرجع المواطنون ذلك إلى غلق الأسواق أيام العيد لأن أغلب بائعي الخضر والفواكه ليسوا أبناء العاصمة وحتى قاطنوها من الباعة لن يفتحوا دكاكينهم لأنهم حريصون على قضاء هذه المناسبة مع الأهل والأقرباء كغيرهم من الجزائريين وهو حق محفوظ لهم، ما يبرر هذا الاقبال المتزايد على الأسواق.
محلات الألبسة المستعملة ملاذ العائلات الفقيرة

وإلى جانب أسواق الخضر والفواكه تعرف المحلات التجارية أيضا إقبالا متزايدا هذه الأيام لشراء ملابس العيد للأطفال، التي تعرف أسعارا خيالية بحجة أنها مستوردة من تركيا، لكن مشكل الغلاء في هذه المناسبات معروف لدى الجزائريين مع قرب هذه المناسبات التي يفترض أن تكون فرصة للتراحم والتكافل والتعاون تجسيدا للمبادئ والقيم التي تتضمنها هذه المناسبة بدل السعي وراء الربح السريع واستنزاف جيوب العائلات الجزائرية التي تجد نفسها في هكذا موعد بين مطرقة شراء الأضحية وسندان ملابس العيد.
في هذا الإطار فضلت بعض العائلات محدودة الدخل لاسيما المعوزة منها التوجه إلى طاولات الألبسة المستعملة «الشيفون» لاقتناء ألبسة العيد لأطفالها حتى لا يتم حرمانهم من هذه الفرحة بعدما عجزوا عن شراء الأضحية، ولم يقتصر الوضع على الأمهات فقط بل امتد الأمر حتى إلى الرجال، نظرا للأسعار المعقولة والخيارات المتاحة والنوعية الجيدة للألبسة المعروضة التي تحمل الماركات العالمية حتى وإن كانت مستعملة فهي تغري الكثيرين حتى ولو كانت وضعيتهم المالية لا بأس بها.
وأكدت السيدة جميلة أم لأربعة أطفال أنها لم تجد كيف تسعد أبناءها في هذه المناسبة سوى باقتناء ملابس لهم حتى وإن كانت مستعملة لتلهيهم عن المطالبة بشراء كبش العيد الذي عرف أرقاما خيالية لا ترقى إليها أجرة زوجها، فالمهم أن تكون جيدة و صالحة للاستعمال مجددا، قائلة أن «الشيفون أنقذني في كثير من المرات وحفظ ماء وجهي».

حركة مرور شبه مشلولة بسب الركن العشوائي
 
وفي المقابل انعكس التوافد الكبير للمواطنين على الأسواق والمحلات التجارية بالجزائر العاصمة على حركة المرور التي أصبحت في اليومين الأخيرين عشية العيد شبه مشلولة منذ الساعات الأولى للصباح، ما أثر على وصول الموظفين والعمال إلى أماكن عملهم  في الوقت المحدد، وامتد هذا التأخر إلى ساعتين من الزمن.
وتسبب هذا الاختناق المروري في استياء السائقين والركاب لا سيما القادمين من باب الواد وساحة الشهداء، ووصل الأمر إلى حد المشادات الكلامية مع أعوان شرطة المرور لاعتقادهم بأنهم من تسببوا في الوضعية المرورية المشلولة، لكن مع دقة الملاحظة وتتبع الوضع تبين أن المتسبب في شلل حركة المرور بالعاصمة هو الاقبال الكبير للمواطنين لاقتناء حاجياتهم في آخر الايام التي تسبق العيد، وما لحقه من الركن العشوائي في كل مكان الذي لم تسلم منه حتى الارصفة المخصصة للمارة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025