قرّر عمال المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري بالعاصمة «إيتوزا» مواصلة الاحتجاج الذين شرعوا فيه منذ يومين بسبب عدم تلبية مطلبهم الرئيسي المتمثل في تسديد مستحقاتهم الخاصة بشهري سبتمبر وأكتوبر، مؤكدين أن الأولوية لا تكمن في منحة العيد وإنما أكثر ما يهمهم هو الحصول على رواتبهم الشهرية في آجالها المحددة، هذا ما أكده العمال لـ (الشعب). وجاء قرار الاستمرار في شن الحركة الاحتجاجية، التي لقيت استجابة واسعة من طرف حوالي 2600 عامل بالمؤسسة، حسب الأمين العام لنقابة مؤسسة « إيتوزا» أحمد دشيشة بعد عدم تسجيل أي استجابة ملموسة لانشغال هذه الفئة التي تطالب بحق مشروع، حسب ما ينص عليه القانون، رغم محاولاتهم المتكررة في الاتصال بالمسؤولين، زيادة على مراسلاتهم التي لم تلق أي رد. وطالب دشيشة بضرورة تنصيب مدير جديد للمؤسسة يعطي لكل ذي حق حقه، مشيرا إلى أن هذا المطلب جاء بمحض إرادة جميع العمال الذين سئموا من سياسة التهميش وعدم الحصول على حقوقهم المشروعة، والدليل على ذلك - حسبهم - التأخر في دفع رواتبهم الشهرية بالرغم من الحاجة الماسة لإعانة أسرهم لا سيما بالنسبة للعمال المتزوجين الذين يتوجب عليهم شراء ملابس العيد والأضحية لأطفالهم. وعن تسبب احتجاج العمال في أزمة نقل لدى الركاب، أوضح متحدثنا انه لم يكن أمامهم خيارا آخر سوى الاحتجاج من أجل الضغط على إدراة المؤسسة لإمضاء الرواتب الشهرية التي لا تزال عالقة إلى حد الآن، مضيفا انه حاول تهدئة الأوضاع وحث العمال إلى العودة إلى مناصبهم ولكنهم مصرين على الاحتجاج إلى غاية الاستجابة لمطلبهم المرفوع. بالمقابل قام المسؤولون عن مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لولاية الجزائر وضواحيها، بوضع إجراءات بديلة من أجل ضمان تنقل المواطنين حيث استنجدت بحافلات نقل الطلبة لتقل الركاب إلى وجهاتهم مجانيا، كما فتحت المجال للخواص في العمل مكان حافلات «إيتوزا». وكان المدير العام للمؤسسة كريم ياسين، قد أصدر بيان عشية الإضراب، دعا فيه العمال إلى التحلي بالحكمة والانضباط، معلنا عن توقيعه قرار يقضي بإعطاء منحة عيد الأضحى للعمال، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لإنهاء عملية حساب الرواتب المتأخرة.
