دعا وزير السياحة والصناعة التقليدية محمد أمين حاج سعيد، أمس حاملي المشاريع إلى انتهاج خطة تتماشى والسياحة المستدامة، سيما ما تعلق بالاستعمال العقلاني للماء، للحفاظ على هذا المورد الهام والوصول إلى بناء وجهة سياحية بمضامين متنوعة.
وأكد حاج سعيد، في كلمة ألقاها في الاحتفالات المخلدة لليوم العالمي للسياحة المصادف لـ ٢٧ سبتمبر من كل سنة، والتي جاءت تحت شعار «السياحة والمياه.. لحماية مستقبلنا المشترك»، أن الجزائر تعرف اليوم إقبالا غير مسبوق على الاستثمارات السياحية بشتى أنواعها بما فيها الفندقية، محصيا تسجيل قرابة ٩٠ ألف سرير جديد مرخص من طرف دائرته الوزارية، الأمر الذي يلزم أصحاب المشاريع بانتهاج خطة تتماشى والسياحة المستدامة فيما يتعلق بالاستعمال العقلاني للماء، من خلال استعمال الحنفيات المغناطيسية، إعادة استعمال المياه، وتحسيس الزبائن بضرورة تفادي التبذير.
وأوضح وزير السياحة أن الجزائر تعد قبلة حقيقية للسياحة المائية نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، ١٦٠٠ كلم من الساحل، وأكثر من ٢٠٠ منبع حموي «ذو جودة عالية»، وبحيرات ووديان وسدود وهي مؤهلات قادرة على خلق سياحة الوديان، السدود والسياحة الحموية، مشددا على ضرورة التحكم في استهلاك وتسيير الموارد المائية، وحمل المسيرين على وضع معايير جادة للاستغلال العقلاني للمياه من خلال وضع خطة تحسيسية وتوعوية للسياح والزبائن.
وذكر حاج سعيد، أن للسياحة اليوم مكانة خاصة، حيث ارتقت إلى مصاف الصناعات المدرة للثروة في العالم، من خلال مساهمتها في خلق مناصب الشغل بفضل تنوع خدماتها، غير أن آثار نموها السريع بدأت تثير التخوفات في أوساط متخصصة في الحفاظ على البيئة والتوازنات الإيكولوجية، ما بات يستلزم على العام والخاص العمل بتخطيط عقلاني «يجنبنا مشاكل الغد» كسوء استغلال العقار، والفضاءات البيئية، وتشويه الشواطئ، وتهديد التوازن الإيكولوجي باقتطاع الغابات وتضييع الثروات المائية.
وللنهوض بالسياحة يحتاج الأمر إلى عدة خدمات من أهمها خدمة المرفق العام في مجال المياه والتطهير، وذكر وزير الموارد المائية حسين نسيب في هذا الصدد أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال المياه حيث توفر يوميا المياه لـ٧٥ بالمائة من الجزائريين، ٤٥ بالمائة منهم يتحصلون على الماء ٢٤سا/ ٢٤سا وهي قيمة مضافة لتحسين الخدمات وتطوير السياحة.
وأعلن ذات المسؤول عن مساعي تقوم بها مصالحه لمنع صب المياه المستعملة في الساحل لحمايته من التلوث، كما تعمل على تعزيز تواجد محطات وشبكات تطهير المياه في كل المناطق.
أما وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة دليلة بوجمعة، فدعت في كلمتها إلى تنسيق الجهود بين جميع القطاعات والعمل على تغيير الذهنيات من خلال توعية وتحسيس المواطنين بأهمية حماية مورد الماء وعدم تبذيره.
ولفتت بوجمعة النظر إلى أن السياحة تشكل في الوقت الحالي «صناعة قوية» تساهم في الاقتصاد وفي «خلق مناصب شغل جديدة».